شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 125)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 125)
المحتوى
عبد الحفيظ محاري ‏ ل-
باستطاعة الشعب الفلسطيني آنذاك» موضوعياً. خلق قيادة اخرى...» بفعل الفقر والجهل الناجمين عن حكم
التخلف العثماني» زد على ذلك عامل التنافس على بسط النفوذ في الساحة الفلسطينية بين المجلسيين والمعارضبة
لينتهي من رسم الصورة الى: «وترتب على هذه الاوضاع نشوء رأي عام فلسطيني راح يصر على ضرورة حصول
الفلسطينيين على كل شيء» أو لا شيء» فكان نصيبهم عموماً ‎٠‏ لا شيء».
هنالك جملة من الملاحظات والتساولات حول ما ذهب اليه المؤلف. ان عيب وقصور الزعامة الفلسطينية
المنبثقة من الشريحة العليا في المجتمع الفلسطيني لا يكمن في كونها «لم تقدر عمق المتغيرات الدولية...»: بل يكمن
في محدودية نضالها الوطني الناجمة عن وضعها الطبقي» فهي على استعداد لخوض النضال الى المدى الذي لا
تتأثر فيه مصالحها الاقتصادية والاجتماعية. اما توجيه النقد الى هذه الزعامة لانها راحت تتحدث عن «حق
تقرير المصير والاستقلال...» دون ان تعيء وتقدر, عمق المتغيرات الدولية فانه يدفعنا الى السؤّال حول ماذا
يجب أن تتحدث؟ أليس حول حق تقرير المضير والاستقلال؟ ولنفترض انها كانت على وعي كامل بعمق المتغيرات
الدولية؛ حول ماذا يجب ان تتحدث؟ آليس حول حق تقرير المصير والاستقلال؟ سواء كانت هناك آذان مصغية,
أو صماءء من جانب القوى الاستعمارية !
وفي ما يتعلق بوصف الرأي العام الفلسطيني بأنه يتمثل في الاصرار على «ضرورة حصول الفلسطينيين علي
كل شيءء او لا شيءء فكان نصيبهم, ‎٠‏ عموماً ٠لا‏ شيء»: فهى يستدعي وقفة قصيرة. ان هذا التصوير ليس دقيقاً
وفيه شيء من الظلمء وهىء في الاساسء تهمة تروج لها الدعاية المعادية» وترد في بعض الكتب المتحيزة» وتتردد
على لسان نفر من البسطاء. لقد تحكمت في الرأي العام الفلسطينيء في تلك الفترة المطالب الوطنية الفلسطينية,
الواردة في مقررات المؤتمرات الوطنية» وعلى رأسها حق تقرير المصير والاستقلال والتصدي لوعد بلفور. ومن
الجدير بالذكرء هناء ان هذه الفترة الخاضعة للدراسة والاستخلاص ( ‎١518‏ - 1575 ) لم تشهد مشاريع
تقسيم أو مشاريع فيها «شيء»؛ وجل ما عرض الموافقة على الانتداب ووعد بلفور بشروط مخففة ! فعلى اي «شيء»
يوافقون ؟ او أي «ثيء» يأخذون:ء علماً بأن الفلسطينيين العربء في هذه الفترة, كانوا يشكلون الاكثرية
الساحقة, في حين كان التجمع الاستيطاني الصهيوني يشكل نسبة ‎١١1,5‏ بالمئة من مجموع السكان ؟
وفي مجال تصوير الموقف الصهيوني, يكتب المؤلف: «اما الصهيونيون, فقد كانوا اكثر الاطراف واقعية» ان
قدروا قوتهم وامكاناتهم حق قدرهاء فاتبعوا سياسة خذ وطالب ونفذوها بمرونة فائقة... وتم ذلك, الى حد كبير.
بفضل قيادة صهيونية ديناميكية ويراغماتية» برزت خلال هذه الفترة, في ضوء التغييرات التي طرآت على اوضاع
الحركة الصهيونية في العالم, ؛ عموماًء نتيجة الحرب» . ان اصدار الحكم على الموقف الصهيوني بهذا الشكلء فيه
شيء من المغالاة. نعم؛ لقد تمتعت القيادة الصهيونية بالديناميكية والبراغماتية. هذه حقيقة. ولكن الجزم بأن
الصهيونيين كانوا «اكثر الاطراف واقعية» يجانب الحقيقة. هل تفوق الطرف الصهيوني في «واقعيته» على الطرف
البريطاني ؟ ان هذه الصيغة تنطوي على اعلاء شأن العامل الذاتي الصهيوني في تلك الفترةء في بناء وارساء
أسس «الوطن القومي اليهودي». وهذا الأممرء اي اعلاء الشأن - وليس ديناميكية الزعامة الصهرونية
وبراغماتيتها يضمرء اذا ما ربطنا الموقف الصهيوني بموقف البريطانيين «اقوى اطراف الصراع» - وفق تعبير
المؤلف - الذين اصروا على «... تنفيذ سياسة وعد بلفورء الهادفة الى تأمين مصالحهم عن طريق كسب وب اليهود
والصهيونيين» من جهة؛ وحملهم على التمسك ببريطانيا للابقاء على سيطرتهاء من جهة اخرىء لكي يستطيعوا
اقامة الوطن القومي اليهودي في كنفها».
/ - في معرض معالجته لاعادة وجهة نظر الفريق الصهيوني تجاه «المشكلة العربية»» لم يحالف التوفيق
المؤلف في صوغ جملة حول التناقض بين الموقفين, العربي والصهيوني» حيث تم تصوير الموقف العربي بالرافض
«لأي اتفاق مع اليهوب». فقد ذكر المؤلف: «... ومن جهة اخرىء ازداد الضغط من قبل اليهود الذين ساءت
اوضاعهم في بعض الدول الاوروبية, للهجرة الى فلسطين: مما أكد على ضرورة الوصول الى اتفاق مع العري
لتسهيل تلك الهجرة؛ في الوقت الذي كان اولئك يرفضون الوصول الى أي اتفاق مع اليهود» ( ص ‎77١‏ ). وهذه
الجملة تفتقر الى الدقة بمقدار ما تبتعد عن الحقيقة. فلو ذكر المؤلف ان العرب يرفضون أي اتفاق لتسهيل
الهجرة اليهودية لكانت الصياغة سليمة, أما ان يكون الرفض مطلقاً ضد «اي اتفاق مع اليهود» فهذا غير
١9417 ) ‏كانون: الثاني / شباط ( يناير/ فبراير‎ ء١177-‎ ١77 ‏نشوُون فلسطيية العدد‎ 1١5
تاريخ
يناير ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7246 (4 views)