شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 38)
- المحتوى
-
ل التفاعلات بين الحرب العراقية الايرانية والصراع العربي الاسرائيلي
الامامء ولكنها لن تتم الا من خلال عمل ثوري يقوده «حزب المستضعفين» في مواجهة «حزب
المستكبرين» في جميع انحاء العالم. وبالطبع, فقد اصبح امام حزب المستضعفين هذا نموذج راكع
. يتمثل في الثورة الايرانية التي اصبح من المتعين تصديرها الى جميع انحاء العالم. فلم يتحرج الامام
من ان يصرح قائلاً: «اننا نصدر ثورتتا الى جميع انحاء العالم, لأن ثورتنا اسلامية» وان الكفاح
سيستمر ما دام دوي صوت لا اله الا اللهء محمد رسول الله لم يطبق كل اتحاء العالم»('"). وفي
اطار استراتيجية المستضعفين في مواجهة المستكيرين» اصبح للفلسطينيين دور اساسي هق دور
المحرض لكي يُنهض المستضعفين ويثوّرهم. وهكذا نجد الامام الخميني يتوجه الى القادة
الفلسطينيين الذينَ ذهبوا للقائه في طوران قاتلاً: «اذا كنتم تريدون انقاذ مصر وسائر الدول العربية
عليكم ان تحرضوا الشعوب للنهوض»7"). وقد عقّد الاندفاع الايراني نحو التحريض على الثورة
الاسلامية في الدول العربية» التي 0 تتحفظ من الثورة الايرانية اى تخشى من خطورتها على
التوازنات السياسية والطائفية فيهاء من علاقة الثورة بالعديد من اطراف الصراع العربي -
الاسرائييء بما فيها المقاومة الفلسطينية نفسها؛ ويدأ الصراع العربي - الاسرائيلي يصبح بالنسبة
الى ايران وسيلة لتوسيع نطاق التأثير الايراني في الاوضاع الداخلية في عديد من الدول العربية. وعلى
سبيل المثال؛ فقد ادت ازمة المتطوعين الايرانيين الذين قررت ايران ارسالهم الى الجنوب «للقتال الى
جانب المقاومة الفلسطينية, سواء وافقت الحكومة اللبنانية على ذلك ام لإ»(*) الى تعقيد علاقة ايران
ليس فقط بالحكومة اللينانية: ولكن» ايضاًء بالمقاومة الفلسطينية نقسهاء لانها زادت من حدة
التناقضات الفلسطينية - اللبنانية؛ واعطت مبرراً لاسرائيل لتشديد هجماتها على الجنوب
اللبناني يل ). ولكنه, على الرغم من الضجة التي أثارتها عملية ارسال المتطوعين الايرانيين الى لبنان»
فانها بدت عملية مسرحية أكثر منها محاولة حقيقية لمساعدة الثورة الفلسطينية وصبمودها في الجنوب.
وفي أيلول ( سبتمبر) 215480 وبعد المعارك التي خاضها الفلسطينيون ضد محاولات التوفل
الاسرائيلي في جنوب لبتان» اعلن ياسر عرفات أن ايران عرضت على الفلسطينيين ارسال ما بين ثلاثين
واربعين آلف متطوع ايرانى الى جنوب لبنان(*), وإكن يبدى انه لم يصل الى جنوب لبنان» بالفعل» الا
عدد محدود جداً من هؤّلاء المتطوعين. وحتى الغزى الاسرائيلي للبنان في الخامس من حزيران ( يونيو )
ويبعدهاء لم يكن قد وصل الجنوب اللبناني سوى عدة مئات من هؤلاء المتطوعين.
من جهة أخرىء فقد بدأت ايران تنظر الى تحالفاتها مع الدول العربية من منظور موقف الدول
العربية من النظام الايراني» وليس من منظور مقتضيات المواجهة مع اسرائيل. فقد دعت ايران الى
احياء جبهة شرقية تتكون من ايران وسوريا ولبنان والمقاومة الفاسطيتية . وقد كتبت صحيفة «الانباء»
الكويتية تعليقاً على هذه الدعوة انه لا يمكن استبعاد العراق والاردن من هذه الجبهة» الا اذا كان
الهدف منها هى فقطء مزيد يد من تفجير الصراعات العربية وليس ضرب اسرائيل(5*)
وهكذا اصبحت ايران طرفاً في قلب التناقضات العربية» في الأحظة عينها التي أصبحت طرقاً في
الصراع العربي - الاسرائيلي. وبدأت التناقضات بين بعض الانظمة العربية ويين النظام الايراني
الجديد تتصاعد الى ان وصلت الى ذروة الحرب الشاملة بين العراق وايران» وانعكس هذاء بحدة» على
موقف كل منهما من الصراع العربي - الاسرائيلي.
العراق والصراع العربي - الاسرائيلي قبل اندلاع الحرب
يختلف نمط تفاعل العراق مع الصراع العربي - الاسرائيلي اختلافاً كبيراً عن نمط تفاعل ايرانٍ
مع هذا الصراع . فالعراق دولة عربية: وهذه الصفة العربية تجعل منه» نظرياً على الاقل» طرفاً مباشراً
العدد 148 159 آذار/ تيسان ( ماررس/ ابريل ) 19417 كمون فلسطيزية 7و - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)