شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 45)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 45)
- المحتوى
-
د. حسن نافعة سل
وبدأت من جديد مخاوف العراق من قيام ايران بالضغط على العراق من طريق احياء المشكلة
الكردية واثارة الاضطرابات في اوساط الشيعة العراقيين!**). لكن ما لبثت الثورة الاسلامية في ايران
ان عاجلت الشاهء فلم يتمكن من تقديم الدعم المنشود الى:صديقه السادات.
ويبدى ان العراق قد اساء تقدير جم الضغوط التي يتعرض لها نظام الشاه من الداخل؛ ولم
يستثمر: وجود آية الله الخمينيء الذي كان يقيم في العراق في ذلك الوقت؛ بل على العكس استجاب
العراق لضغوط الشاه لطرد الخميني من العراق. وقامت قوات الامن العراقية بمحاصرة منزل الزعيم
الشيعي في النجف. في 5؟ أيلول ( سبتمبر ) 1917/8 »مما ادى الى انقجار موجة غضب ضد العراق
في طهران» وتعرضت المقار الديبلوماسية والقنصلية العراقية في ايران الى هجمات مسلحة(07).
واذا نظرنا الى الشورة الايرانية من منظور تأثيرها في مسار الصراع العربي الاسرائيلي
والتحالفات الدولية التي يحددها هذا المساره فسوف نجد ان هذه الثورة قد نقلت ايران من موقع
التحالف مع نهج التسوية السياسية على اساس اثفاقيتي كامب ديفيد» والذي كان يضم, عملياً. كلا
من محر واسرائيل والولايات المتحدة الاميركية, الى الناحية الاخرى للمواجهة التي كانت تمثلها جبهة
الصمود والتصدي.ء والتي كان يبدى ان العراق يلعب دوراً رئيساً فيها قبيل اندلاع الثورة.الايرانية.
بعبارة اخرىء فقد وضعت الثورة الايرانية ايران في الخندق ذاته الذي يقف فيه العراق في مواجهة
اسرائيل. فقد اعلنت ايران» فور انتصار الثورة قيهاء. انها تقف موقف التأييد الكامل لدول جبهة
الصمود والتصدي. وصدرت قبل يومين من المؤتمر الوزاري لجبهة الصمؤد والتصدي الذي.عقد في
٠ بغدادء وعلى الرغم من ان القرارات التي كان سيتخذها المؤتمر غير معروفة, الا ان آية الله الخميني
صرح بأن ايران توافق عليها مسبقاً(07). . وكان لا بد لهذا التحالف الجديد والمفاجىء أن يصمد لى ان
المواجهة مع اسرائيل كانت تحتلء في ادراك كل من -العراق وايران؛ اولوية مطلقة. غير ان تدهور
العلاقات الايرانية العراقية؛ ثم اندلاع: الحرب الشاملة بينهماء بعد اقل من عامين على انتصار
الثورة في ايران اثبتء مرة اخرىء تلك. الحقيقة المؤسفة والمتمثلة في ان التناقضات بين العراق وايران
هي تناقضات رئيسة, اذا قورنت بالتناقضات بين أي منهما واسرائيل ٠ والتي تحتلء في الواقع» مرتبة
ثانوية:
لقد فرضضت الثورة الايرانية على العراق تحديات جديدة تختلف عن طبيعة التحديات التي
فرضتها عليه ايران الشاه. . ففي. حين بقيت التناقضات التاريخية والأثنية والسبياسية كما هي
اضافت الثورة تناقضبات جديدة بين العراق وايران» واعتبر العراق ان هذه الثورة الاسلامية تشكل
تهديداً فباشراً على ايديولوجية البعث العلمانية وعلى نظام.الرئيس صدام حسين(**). وزاد من مخاوف
العراق اصرار ايران على «علمية الثورة الاسلامية» وتمسكها بعبدأ تصدير الثورة ومماررسة. سلوك
تصدير الثورة, 100 تجاه العراق.
وتختلف الكتابات في تحديد الطرف النادىء يالحرب ..فهؤّلاء الذين يعتقدون بأن الحرب العراقية
- الايرانية بدأت في ؛ أآيلول ( سبتمبر) :١15/٠١ حينما صعدت ايران مناوشات الحدود التي كانت
بدأت منذ فترة, وذلك بقيامها بقصف مدن عراقية بالمدفعية الثقيلة» يعتبرون ان ايران.هئي الطرف
المتسبب والمسؤول عن. اندلاع الحرب7**). اما اولئك الذين يؤرخون بداية. الحرب في "7 أيلول
( سبتمير ) 15 اي تاريخ اجتياح القوات ت العراقية للحدود الايرانية» فانهم يعتبرون ان العراق
هو البادىء بالحرب والمسؤول؛ اول واخيراً » عنها(''). وعلى اي حالء يبدو من المؤكد الآن ان الثورة
الايرانية قد خلقت اوضاعاً جديدة في المنطقة اعتبرها العراق مهددة لتوازنه الداجلي؛ السياسي
والطائفي والاثني » وأزداد ادراكه للتهديد بازدياد قبضة الجناح الاسلامي المتطرف على مصير الثؤرة
ء شْيُون فلسطيزية العدد ١74 175 آذار/تيسان ( مارس / أبريل ) /1941 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)