شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 47)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 47)
المحتوى
د. حسن نافعة لب
والسياسبات' الأميركية - الاسرائيلية بأكثر مما خدمها أي حدث آخر في المنطقة, منذ التوقيع على
اتفاقيتي كامب ديقيد.
كان انتصار الثورة الاسلامية في ايران حدثاً ضخماًء لم يمثل تحدياً تجاه العراق فحسبء ولكنه
مثل تهديداً للنظم المحافظة كافة في منطقة الخليج؛ ومن ثم تجاه المصالح الاميركية الضخمة في
الخليج. وكان على الولايات المتحدة ان تبحث عن وسيلة لازالة هذا التهديدء اى على الاقل تحجيمه,
خصوصاً في ضوء المشاعر العدائية من جانب الثورة الايرانية تجاه أميركاء والذي بلغ ذروته في اثناء
ازمة الرهائن الاميركية في ايران» وكان يهدد بانتشار موجة كاسحة من المشاعر المعادية لاميركا في
المنطقة كلها. وفي الوقت عينه» كان انضمام ايران الى جبهة الصمود والتصدي من شأنه ان يعيد
بعض التوازن الى الخلل الاستراتيجي في معادلة الصراع العربي ‏ الاسرائيي» بعد خروج محر منهاء
ويشكل تحدياً ليس فقط في وجه مخططات اسرائيل التوسعية في المنطقة, ولكن, وعلى وجه الخصوص,
كان يفتح آفاقاً واسعة لاحتمالات محاصرة نهج كامب ديفيد واجهاض التسوية الاسرائيلية ‏ الاميركية
في المنطقة. ولذلك» كانت هناك مصلحة اسرائيلية مؤكدة لعرقلة اي تطور من هذا النوع.
وهكذا التقت المصالح الاميركية والاسرائيلية وتطابقت تماماً؛ مثلما يحدث كثيراً وكان من شأن
اشعال الحرب بين العراق وايران حماية النظم المحافظة في الخليج؛ كما ترغب الولايات المتحدة
الاميركية» وفي الوقت عينه تؤدي» ليس فقط الى الحيلولة دون انضمام ايران الى الجبهة الشرقية؛ ولكن,
ايضاً. » ويالذاتء الى خروج العراق منهاء ومن ثم انهياره بالكامل؛ وهو ما تريده اسرائيل بالضيط.
لذلك, فاننا لا نستبعدء مطلقاًء ان تكون مراكز الاستخبارات والمعلومات الاميركية والاسرائيلية
قد نشطت تماماً لتعميق الشكوك المتبادلة بين النظام العراقي والنظام الايراني الجديد؛ مستغلة
حادث طرد العراق لآية الله الخميني من اراضيهاء وتعميق التناقضات بين البلدين الى اقصى حد
ممكنء ثم تسريب كم هائل من المعلومات الخاطئة الى القيادة العراقية» خصوصاً في ما يتعلق بترحيب
عرب اقليم خوزستان الايراني بغزى عراقي للاقليم وانهيار الاوضاع الداخلية في ايران بما يسمح
يتحقيق نصر عراقي سريع. وكانت هذه المعلومات هي اساس. الحسايات الخاطئة التي أستئد اليها
قرار العراق في توجيه ضربة وقائية تجاه ايران من طريق الحرب الشاملة.
ويبدى ان لمنطق هذ! التحليل ما يبرره علىضوء السلوك الاميركي والاسرائيلي اللاحق للحرب. فقد
حرصت الولايات المتحدة. الاميركية على الا تسمح للعراق بتحقيق نصر عسكري جاسم, وكامل, لآن
ذلك .لا يخدم سياستهاء وكان من شأنه ان يشكل تهديداً ».في الامد الطويل؛ على أمن اسرائيل
وسياساتها التوسعية في المنطقة. ولذلك, فقد اتخذت موقف الحياد الظاهري في فترات الحرب الاولى؛
وفي الوقت عينه اغمضت عينيها عن بعض الدعم العسكري الذي قدمته اسرائيل الى ايران» بداية,
ثم بدأت أميركا نفسها تزود ايران بالاسلحة من طريق اسرائيل. لكن ما ان بدأت ايران تستعيد
توازنهاء وتقوم بهجمات ناجحة ضد القوات العراقية» حتى قررت مساعدة العراق وتمكينه من
الصموب» بما يسمح باطالة امد الحرب على النخو الذي يخدم الاهداف الاميركية ‏ الاسرائيلية . وقد
تمثلت هذه المساعدة في ما يلي:
‎١‏ تزويد العراق بمليار دولار في هيئة قروهض سلعية لتيسير شراء المنتجات الزراعية وغير
الزراعية» من الولايات المتحدة الاميركية.
‏"' - ضمان مصرف التصدير والاستيراد الاميركي 5 بالمئة من جملة المبلغ المطلوب ل لانشاء خط
انابيب العقبة.
‎٠‏ - تأييد قرارات مجلس .الامن الدولي التي تدين ايران بالاسم. بسبب الهجمات التي توجهها
‏5 شيُون فلسطفية. العدد 174 175: آذار/نيسان ( مارس / ابريل ) 14417
تاريخ
مارس ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)