شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 51)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 51)
- المحتوى
-
د. حسن نافعحة سب
للصراع الغربي العربي.
وقد ظهرتٍ هذه الحقيقة واضحة تماماً في اعقاب الغزى الاسرائيلي للبنان في الخامس من حزيران
( يونيى) 1547. فقد هزمت سوريا وخرجت من الحرب في وقت مبكرء.بعد أن قبلت وقف اطلاق الثار
في ١١ حزيران ( يونيو), وتركت المقاومة الفلسطينية.تقاتل وحدها. وصمذت المقاومة الفلسطينية في
حصار بيروت اكثر من شهرين. وبدت مصر كامب ديفيد كأنها ليست: في الواقع, اكثر الاطراف عجزراء
بل واستعادت زمام الميادرة بعض الشيءء فسحبت سفيرها من اسرائيل وتجمدت عملية تطبيع
العلاقات. ثم حاولت» بالتنسيق مع السعودية والعراق وبعض الاطراف الاوروبية الاخرى, استثمار
صمود المقاومة الفلسطينية للحصول على بعض المكاسب السياسية للمنظمة؛ مقابل خروج هذه
الاخيرة من بيروت, وانتزاع اعتراف من الولايات المتحدة الاميركية بمنظمة التحرير الفلسطينية ويحق
الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. وفي هذا الاطارء قدمت مصمر, بالتنسيق مع فرنساء ما عرفء فيما بعد»
باسم «المشروع المصري - الفرنسي» المشترك لمجلس الامن, والذي حاول الالتقاف حول قرار مجلس
الامن الرقم ؟55 الذي يتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها مشكلة لاجكين فقط. لكن سوريا
القت بكل ثقلها لاجهاض هذه المبادرة» ووصل تعنتها الى حد قيامها بتقديم طلب الى الاتحاد
السوفياتي لاستخدام حق النقض ( الفيتى ) ضد هذا المشروعء في حالة عرضه على مجلس
الامن(١"). وكانت النتيجة خروج المقاومة من بيروت دون اي مكسب سياسي.
وقد ساعد هذا الوضع العربي على احداث المزيد من التصدع في صفوف المقاومة الفلسطينية,
كما عقّد كثيراً في علاقة منظمة التحرير الفلسطينية بالانظمة العربية؛ وفرض عليهاء هى الاخرى, ان
تختار بين احد المحاور التي رسمت الحرب العراقية الايرانية حدودها. ١
ثالثاً: أدت الحرب العراقية الايرانية. الى التدمير المتبادل لكل من العراق وايران: وهما دولتان
اسلاميتان» المفروض انهما تمثلان رصيداً ضخماً في المواجهة مع اسرائيل. كما ادت؛ في الوقت عينه,
ألى اهدار جزء كبير من طاقة الامة العربية المشتركة في الصراعء بشكل غير مباشر من خلال دعمها
الاقتصاديء اى العسكري لهذا الطرف او ذاك. .
ولا يوجد لدينا. تقدير اجمالي لججم الخسائر التي مني بها الجانبان بسبب هذه الخرفء وان
كانت بعض المؤشرات. تدل على انها بلغت حجماً خيالياً من الضخامة. ويدل بعض التقارير على ان
ايران خسرت على صعيد الموارد البشرية» حوالى نصف مليون شخص, ما بين قتيل وجريح (5"), بينما
خسر العراق حوالى 52١ الف 5), هذا بخلاف الاسرى الذين ما زال يوجد منهم لدى ايران من ٠ه
٠١ - الف اسير عراقيء ولدى العراق من ٠١-٠ آلف اسير ايراني(2"). ولا تأخذ هذه الارقام في
اعتبارها الخسائر التي مني بها. الجانبان على الضعيد البشري طوال عامي 1548 .و 1541, لأنها
تتوقف عند نهاية العام ١5/84 0 1
اما على !! عيد الاقتصاديء فقد استنفد الغراق كل أرصدته المالية المتراكمة لديه حتى أند لاع
الحرب. وما كان يمكن له. الاستمرار فيها من خلال موارده الذاتية وحدهاء رغم ضخامتها. ويبلخ
اجمالي مديونية العراق للسعودية, بسنبب. الحرب» حوالى ٠١ بليون دولا رحتى نهاية العام 01944*").
ويشير بعض التقارير الى ان الحرب تكلف العراق سنوياً من 18-١١ بليون دولار. فاذا ما اضفنا الى
هذا كله قيمة المنشآت الإقتصادية والمدنية التي دمرتها الحرب» واخذنا في الاعتبان ان هذه الحرب لا
تزال مستمرةء لادركنا حجم. النزيف الذي سببته ليس للعراق وايران وحدهما واذما لمجمل الاحتياطي
الاستراتيجي العربي» والذي كان من المفروض. والطبيعي» ان يعباً لخدمة المواجهة مع اسرائيل.
رابعا: أدت-الحرب. العراقية الايرانية الى اغراء اسرائيل على الاقدام على مغامرتها في لينان
:6 شوُون فلعطينية العدد --115/ آذار/ئيسان ( مارس/ ابريل ) 16417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)