شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 52)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 52)
المحتوى
ب التفاعلات بين الحرب العراقية ‏ الايرانية والصراع العربي ‏ الاسرائيلي
وتقليل خسائر الغزى الاسرائيلي للبنان الى ادنى حد ممكن. ولا اعتقد بأننا نبالغ اذا قلنا ان الغزى
الاسرائيل للبنان كان نتيجة مباشرة للحرب العراقية - الايرانية. فلولم تكن العراق وايران مشتبكتين
في مثل هذه الحرب الشاملة؛ لما اقدمت اسرائيل على اجتياح لبنان, مثلما حدث بالفعل. فقد كان يتعين
على اسرائيلء في هذه الحالة ان تضع في اعتبارها امكان مشاركة العراق» وريما ايران ايضاًء في هذه
الجولة الخامسة من الصراع العربي - الاسرائيلي. وكان يكفي ان يصبح هذا الاحتمال قائماً لكي
تعيد اسرائيل كل حساباتها قبل ان تقدم على غزى لبنان. لكن اسرائيل اقدمت على غزى لبنان وهي
تضع في اعتبارها ان احتمال توقف الحرب وتوجه المتحاريين لنجدة الشعبينء اللبناني والفلسطيني؛
هو احتمال يقترب من الصفر. ومن المثير للانتباهء في هذا الاطار. ما صرح به ياسر عرفات بأن بارقة
امل من هذا التوع ومضت وهو تخت الحضار في بيروت. فقد جاءته انباء تقول ان أيران على وشبك
قبول وقف اطلاق النار مع العراق» لكي تتاح لها فرصة نجدة المقاومة المحاصرة في بيروت . لكن ذلك لم
كانت اسرائيل تعلم, تماماًء عمق التناقضات العراقية ‏ الايرانية؛ كما كانت على دراية تامة
بالتناقضات العربية التي زادت في حدة اشعال الحرب العراقية ‏ الايرانية» ولذلك لم يكن وارداً في
تخطيطهاء اطلاقاً. امكان توقف الحرب بسبب الغزو. يضاف الى ذلك ان اتعكاسات الحرب على
الاوضاع الداخلية في لبنان» وعلى علاقة منظمة التحرير الفلسطينية بالاطراف. اللبنانية؛ قد سهلت
مهمة الغزى الاسرائيلي. فقد كانت اسرائيل تدرك ان علاقة المنظمة قد ساءتء قبل الغزي الى حد كبن
ليس فقط مع «الكتائب» اللبنانية, وانما مع الشيعة ومع الدروز ايضاًء ناهيك عن السوريين. ولذلك,
كانت اسرائيل تدركء تماماًء انها سوف تتقرد بالمقاومة الفلسطينية في لبنان. وهكذا سهلت الحرب
العراقية ‏ الايرانية؛ من جميع الوجوه, تحقيق الهدف الاسرائيلي الرامي الى تصفية الوجود
الفلسطيني في لبنان. ‎١‏
خامساً: أدت الحرب العراقية ‏ الايرانية الى ازدياد النفوذ السياسي للولايات المتحدة في العالم
العريى عموماً: وفي منطقة الخليج على وجه الخصوص؛ كما أدت الى دعم الوجود العسكري الأميركي
في منطقة الخليج. واذ! كانت تطورات الاوضاع في لبنان» واللاحقة على الغزى الاسرائييء أدت الى
زعزعة ثقة دول الخليج في الولايات المتحدة الاميركية بسبب فشل السياسة الاميركية في لبنان وسرعة
تراجع الوجوب الحسكري الاميركي في لبنان تحت ضربات المقاومة اللبنانية, الا ان استغلال الادارة
الاميركية للاوضاع التي خلفتها ظروف الحرب العراقية ‏ الايرانية قد أدى الى استعادة الولايات
المتحدة لنفوذها بسرعة. وقد سبق ان أشرنا الى ان هذه الحرب» وموقف الولايات المتحدة منهاء هي
التى أدت الى «وجود رغبة قوية لدى العراق لتقوية علاقاته بالولايات المتحدة»(7”). كذلك آدت المخاوف
الكويتية من احتمالات توسيع نطاق الحرب الى تحول في موقف الكويت من التحفظ تجاه الولايات
المتحدة الى رغية في تحسين العلاقات معها(”".
وقد أدت الحرب العراقية ‏ الايرانية الى دعم التواجد العسكري الأميركي في منطقة الخليج
بدرجة كبيرة. ويكفي ان ننقل هناء فقرة من تقرير خاص أعد بتكليف من لجنة العلاقات الخارجية في
مجلس الشيوخ الأميركيء لكي يتضح حجم هذا التواجد. ذكر التقرير: 1
«يوجد للولايات المتحدة حالياً ‎1١6٠١‏ بحار وجندي في الخليج الفارسي ومنطقة بحر العرب؛ كما
أن لديها ‎+0٠١‏ مدئي آخرين يعملون في المملكة العربية السعودية» في اطار عقد مع وزارة الدفاع
الأميركية: وتتراوح وظائفهم بين تشغيل موقع رادار طراز تي. بي. اس. 47» وقيادة طائرات اواكس
التي تقوم بمعاونة الدوريات الجوية المقاتلة السعودية: الى قيادة الطائرات طراز اف ‎١5‏ التي تقوم
العدد 174 114 آذار/ئيسان ( مارس/ ابريل ) /1541 يون فلسطينية. امك
تاريخ
مارس ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)