شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 62)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 62)
- المحتوى
-
ل الموقف المصري من تطبيع العلاقات مع اسرائيل
وترتبت على ذلك نتائج سيئة؛ من الناحية الاجتماعية؛ والوظيفية؛ بالنسبة اليهم.
كانت نظرة غالبية المصريين الى الضلح مع اسرائيل انه يعطي الفرصة لالتقاط الانفاس وحل
المشاكل الاقتصادية والدخول في عصر الرخاء. حسب ما وعد به السادات. ولم ينظر المصريون الى
الصلح على انه استراتيجية؛ اى اختيار نهائي» أو سينجم عنه ابعاد مصرعن العالم العربي واعتبار
اسرائيل دولة صديقة . ولهذاء فانهم عارضوا تطبيع العلاقات معها. وهذا مالم يفهمه السادات جيداً؛
أن اعتقد يأنه حصل على تفويض من الشعب لكل اجراءاته ولسياساته نحو اسرائيل» لكنه اصطدم
بجدار من الرفض الشعبي لمحاولاته فرض التطبيع على المصريينء وهذا ما يفسر لنا السيب في انه
أسرع باصدار سلسلة القوانين. التي اشرنا اليهاء لتحويل المعاهدة الى شيء مقدس. ولى ان السادات
كان واثقاً من تأييد الشعب لسياساته مع اسرائيل ها اجا الى ذلك . ويستطيع اي سياسي - في ضوء
الرفض الشعبي للتطبيع - ان يحكم؛ مقدماًء على ان سياسات السادات الجديدة ستكون بلا
مسستقيا .
طبعاً ؛ هناك فئّات ايدت؛ ولا تزال تؤيدء سياسات السادات تأييداً كاملاً؛ الا انها اقلية لا يعتد
يها. غير ان السبب في اظهار هذه الفئات على نحو أكبر من حجمها الفعليء هى انحياز رئيس الجمهورية
نفسه الى جانبهاء أولاًء ثم سيطرة الدولة على وسائل'الاعلام وغياب ديمقراطية حقيقية, ثانياً. . '
وليس "أدل على ذلك من أن الشعب المصريء في غالبيته. عبر عن شماتته بمقتل السادات في
السادس من تشرين. الاول ( اكتنوير) 154١ وحين تولى نائبه حسني مباركء من بعدهء رئاسة
الجمهورية, حظي» في بداية عهدهء بشعبية كبيرة؛ لاسباب عدة أهمها أنه لم يقم بزيارة اسرائيلء
واظهر قدراً من الجفاء نحوهاء وبدأ يعمل على اعادة مصر الى العالم العربي» ومدّ الجسور مع منظمة
التحرير الفلسطينية. وحين سحب السفير المصري.من تل - ابيبء في اعقاب الغزى الاسرائيلي للبنان,
في حزيران ( يونيى) .١1547 لقي تا تأييدأٌ شعبياً عارماً . لقد كانت كل خطوة في اتجاه العالم العربي
ومنظمة التحرير الفلسطينية تلقى تأييداً شعبياً. وكذلك كل خطوة تبعد مصر عن اسرائيل. في المقابل,
ينبغي ان نشير الى حقيقة اخرى, هي ان المصريين لا يريدون اتخاذ اي خطوات قد تؤدي الى وقوع
حرب مع اسرائيل. ولعل هذا ما يفسز السبب في ان اخزاب المعارضة لم تعد تضغط في اتجاه المطالبة
بالغناء معاهدة الصلح. لان الجميع يدرك ان نتيجتها المباشرة, والسريعة» هي قيام اسرائيل بشن
الحرب على مص بينما مصر عاجزة؛ تماماً. عن مواجهتها.
عتصران معطلان : : قومي وديني
وهناك عنصران هامان يعطلان اي نجاح لسياسات تستهدف جعل المصريين يتقبلون اسرائيل
كدولة جارة, او صديقة؛ وبالتالي تطبيع العلاقات معها.
الاول: قومي. فمصر..بماضيها وجاضرها ومستقيلها ومصالحهاء عربية» وبالتالي»ء فمشاعر
شعبها يستحيل تغييرها بحيث تتناقض مع هذا الواقع.
والثاني: ديني. قالممريون, في معظمهم, مسلمون. ونواقف اسرائيل من العرب عموماً,
والفلسطينيين خصوصاً وما ترتكبه بحقهم من مذابح وما توقعه عليهم من اضطهاد, يثير لدى المصريين
كل المشاعر الدينية ويجعلهم ذلك ينظرون الى الاسرائيليين على انهم معتدون ومغتصيون لارض
اسلامية.
وحال الاقلية المسيحية كحال الاغلبية المسلمة. فقد كتب الانبا غريفوريوس حول ذلك: «الحق ان
اسرائيل هي عدونا .المشترك. لا فرق في ذلك بين المسلمين والمسيحيين. بل انني اريد أن اؤكد على ان
العدد ١14 - 175: آذار/ يسان ( مارس/ ابريل ) 15419 هون فلمطيزية 515 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)