شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 93)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 93)
المحتوى
يوسف حدّان -
من الانفصام في الرؤية جعل الصراع في المشاعر, والتناقض الحاد في السلوك, محورا رئيساً تحددت من خلاله
السمة الرئيسة لتلك الشخصية؛ وهي عقدة التناقض بين الشعور بالاستعلاء والشعور بالدونية والاضطهاد».
ومرد ذلك الى الدياتة اليهودية ذاتها. ففى سقر الخروج اشارات متعددة الى اذلال اليهود واضطهادهم في مص
وفي الديانة ذاتها تميزهم بأنهم ,بشعب الله المختار».
ان عقدة التناقض هذه قد خلقت لدى اليهود كراهية الاغيار وجاءت ردة الفعل من الاغيار كراهية اليهود
واضطهادهمء وهذا ما اصطلحوا على تسميته باللاسامية. ان اليهود يتحملون تبعة المسؤولية عن الاضطهاد
الذي لحق بهم لأنه كان ردات فعل. ولقد افادوا من هذه الكراهية لهم في تألبهم وظهور الصهيونية فيما بينهم
وامست اللاسامية سلاحاً يشهرونه في وجه كل شاجب لعدوانهم.
يدور الفصل الثاني حول فشل حركة التنوير اليهودية؛ وبروز الانعزالية الصهيونية. فمع ظهور حركة
التنوير الاوروبية التي دعت الى محاربة الاستبدادء وتحرر العقلء تقلص دور المعبد اليهودي نسبياً. ولقد
اتصف موقف دعاة التذوير الاوروبى من اليهود بالسلبية» اذ اعتبرهم هؤلاء الدعاة انهم «شعب جاهل ومتوحش»
زاول» لمدة طويلةء أخس انواع البخلء وابغض انواع الخرافات. ويحمل كراهية, لا تعادلها كراهية, لكافة
الشعوب التي تسامحت معهء وكانت سيباً في ثرائه».
وبسبب ظلال التلمود» والمعابد اليهوديةء والعزلة» لم تجد حركة التنوير في الاوساط اليهودية في شرق اورويا
تجاحاً. على الرغم من نجاحها النسبي في غرب اوروبا. لقد خشي اليهود» في شرق اوروباء من. أن تؤدي حركة
التنوير الى الاندماج؛ «وشكلت الصهيونية الوجه. المعبر عن هذا. الخوف من الامتصاص»» لا سيما بعد ازدياد
موجة العداء لليهود؛ اثر.اغتيال القيصر الكسندر الثاني واتهام احد اليهود بالجريمة. وعلى هذا الاساسء بدات
كفة الاتجاه الصهيوني ترجح على كفة. حركة' التنوير اليهودية: ويدت سمات الاتجاه اليهودي الصهيوني في
مواقف عدة, منها التمرد على اليهودية التقليدية والانجراف نحو العلمانية .“ومع تبني الصهيوتية للدين, اصبحت
المشكلة الملحة هي مسألة مكان عمل منتج من اجل اليهود هي المشكلة الاكثر الحاحاً من الطقوس . وبذلك تمكنت
الحركة الصهيونية من احتواء التيارات الاصلاحية والتحررية التي انتشرت في صفوف اليهود؛ في اواخر القون
التاسع عشر, ولكنهاء على الرغم من العلمانية الظاهرة, «استندت في برنامجها السياسي والثقافي الى الاساطير
القديمة, خاصة اسطورة العودة والشعب المختار». ومن سمات الاتجاه الصهيوني هذا محارية الاندماج مع
الاغيار الذين يكرهون .اليهود» لان الاندماج.يعني العيودية, فلا بد من الحفاظ على قومية يهودية مميزة.تتخذ
العنف والانتقام هدفاً وغاية للبقاء بين الاغداء. والتحرر من عبوديتهم, والتخلف من كزاهيتهم:
في الفصل الثالث, يعالج المؤلف الظروف .التي اتاحت المجال لنشأة.«الشخصية اليهودية الاسرائيلية» ويرد
ذلك الى عاملين: الاول هى التخوف من فقد ان الذاتية اليهودية بفعل الاندماجء والثاني العباء والاضطهاد لليهود
في شرق اوروبا. غير ان التحرك الصهيؤني بقي مخدوداً:اول نشأته وانشطر اليهوب نين مؤيد. للحركة الصهيونية
وبين معارض لها. غير ان ظروفاً مستجدة في:غرب.اوروباء كان آخرها محاكفة «درايقوس»؛ اليهودي الفرنسي,
بتهمة الخيانة جعلت تيار المؤيدين. للحركة يتزايد. ومع ظهور هرتسل على مسرح الاحداث. تبلورت الايديولوجية
الصهيونية ويرنامجها العملي لاقامة.«الوطن القومي» بمعونة دولة مظمى. وابصر هذ! التوجه الذور باصد از وعد
بلفور العام /15017. ويقيام الانتداب البريطاني على فلسطين الذي مهد لوجود اسرائيل» التي اصبح اليهؤد فيها
يتكونون من اليهود .الشرقيين (السقاراديم) ويهود الغرب (الاشكنازيم) والجيل المؤلىد في فلسطين (الصباريم),
واصبح لكل مجموعة شخصيتها المميزة..على ان «الصباريم» يُعتّبرون «الانبياء الحقيقيين والورثة الشرعنين
والامتداد الحضاري؛ بكل ما تعنية هذه.الكلمة؛ بالنسبة الى الاشكنازيم, والصفوة الاسرائيلية».
يعدد المؤلفء في الفصل الرابع؛ السمات الاساسية للشخصية اليهودية الاسرائيلية الاشكنازية والصبارية ,
فيرى أنها تتميز بالامور.الآتية:
‎١‏ - الاحساس بالوطنية الاسرائيلية: فالصبباريم لم يرتبطواء ايديواؤجياًء باسرائيل لكونهم ولدوا فيهاء وان
ارتباطهم العاطفي باليهود خارج اسرائيل اقل من ارتباطات المهاجرين اليهاء وان الاسرائيلي الذي ولد في فلسطين
اى اسرائيل لا يعبر عن قِيم الشخص الذي هاجر اليها.
‏ون شيُون فلسطيزية العدد 2154-14 آذار/نيسان ( مارس / ابريل ) ‎١541/‏
تاريخ
مارس ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18242 (3 views)