شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 97)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 97)
- المحتوى
-
خالد الفيشاوي جح
عبد الناصر «بأن المعركة هي معركة كل العربء لا فارق بين وطني يميني ووطني يساري». ودشن مؤتمر.القمة
العربي المنعقد في الخرطوم, في آب (اغسطس) 1517. هذه السياسات العربية الجديدة الخاصة بتفاعلات
النظم العربية» والتي تقوم على ثلاثة مبادىه: أولها عدم التدخل في شؤون النظم العربية الاخرى؛ وثانيها تجاون
الخلافات المجتمعية القائعة في كل قطاع عربي؛ وثالثها احلال مصادر جديدة للنفوذ والزعامة العربية, حيث
صارت القوة الاقتصادية للنفط مصدراً اساسياً للنفوذ والزعامة والتأثير السياسي في الوطن العريى.
وصاحب كل ذلك؛ اتباع العديد من الانظمة العربية لسياسة مد الجسور مع الولايات المتحدة الاميركية,
وقبول المشاريع الاميركية لحل مشكلة الشرق الاوسطء وانتشرت فكرة امكان «تحييد اميركاء وايقاف فاعليتها في
مؤازرة اسرائيل. ولعب الجهاز الاعلامي الدور الاساسي في عملية تهيئة الاذهان للتغير المطلوب؛ وهى الايتعاد
التدريجي من الاتحاد السوفياتي» وطرح فكرة امكان التفاهم مع اميركاء ثم الدعوة الى الكف عن معاد اتهاء حيث
لا طاقة لنا بذلك؛ وحيث من الممكن تحييدها تجاه الصراع العربي الاسرائيلي.
ومن طبائع الامور ان تتجاوب الادارة الاميركية مع تلك الاتجاهات العربية «المعتدلة» ولكن بحذرء كي تدفع
اصحايها الى مزيد من «الاعتدال». فنشطت «الارساليات الدبلوماسية الاميركية» وكثرت زيارات السياسيين
الاميركيين غير الرسميين لعدد من الاقطار العربية: بدعوى التعرف على مشكلات الشرق الاوسسطه ودراسة الموقف
العربي» وامكانات تحقيق السلام في الماطقة دون الاخلال بأمن أسرائيل وتفوقها المطلق في المنطقة.
وكان بول فندلي هى احد هؤلاء السياسيين غير الرسبميين الذين لعبوا دور كبيراً في بداية السيعينات في
تمهيد السبيل للعرب لاعادة علاقاتهم بالولايات المتحدة؛ وذلك عبر زياراته, غير الرسمية, ولقاءاته بالعديد من
الملوك والرؤساء العرب» وذقل وجهات نظرهمء ورسائلهمء الى الادارة الاميركية» وتبشيرهم بتفهم واشنطن لمواقفهم,
ومداعبة احلامهم في حياد اميركي تجاه الصراع في المنطقة.
وعلى الرغم من ان فندلي يشير في كتابه الى ان زيارته الاولى للمنطقة كانت بدعوى الافراج عن احد المسجونين
الاميركيين بتهمة التخابر في عدن, ولم يكن لها أي مغزى سياسيء الا أنه يذكرء ايضاًء انه قام, خلال الجولة
ذاتهاء بلقاء الرئيس حافظ الاسد في سوريا والرئيس سالم ربيع علي في عدن.
وإذلك؛ كان لا بد من الاستعراض السابق لظروف المنطقة العربية؛ ومتغيرات تلك الفترةء كي ندرك المهمة
الاساسية التي جاء من اجلها فندليء وهي حمل رسالة من هنري كيسنجر الى من يهمه الامر من حكام العرب
تتضمن التزام اميركا المستمر بالعمل في سبيل سلام عادل ودائم في الشرق الاوسطء ورغبة اميركا في تدعيم
علاقاتها الوط العربي. وكانت هذه الرسالة كما وصفها فندلي وسيلة دبلوماسية لجس النيضء أي التعرف
على مدى استجابة الحكومات العربية للسلام الاميركي» ورعايتها للمصالح الاميركية في الماطقة.
على اية حال» لم يكن فندلي - او اي من الاميركيين الذين زاروا المنطقة في تلك الفترة مناصراً للحق العربي
في مواجهة الوجود الصهيوني, ولم يكن صديقاً للعرب» كما يحاول البعض - عرباً وصهيونيين - تصوير هؤلاء
الاميركيين المنادين بعلاقات عربية اميركية متينة؛ فهم لا يرون في ذلك الا حكومات عربية ترعى مصالح اميركا
في المنطقة» فلا بدء اذاً. من ان تلقى مساندة اميركا وصذاقتها. ويفخر فندلي, في كتابه, يأثه «ندد بالعنف
الفلسطيني» ولم ير الحق الفلسطيني الا في حدود «اقامة دولة في الضفة والقطاع مقابل الاعتراف باسرائيل ونبذ
وسائل العنف». ويفخرء ايضاًء بأنه «صوت في الكونغرس, باستمرار, الى .جاتب مساعدة اسرائيل؛ ووجه انتقادات
شديدة الى الدول العربية؛ وخاصة الى مصي:
كل ما سبق يدفعنا الى الحذر من الكاتبء والحذر من الوقوع في فخ التحدث عن اصدقاء العرب» اى
المناصرين للحقوق العربية: من الاميركيين؛ فهؤلاء يضعون المصالح الاميركية في المقام الاولء بشكل متميز عن
النفوذ الصهيوني الذي يسغى الى فرض المصالح الاسرائيلية ووضعها في المقام الاول في شياسات اميركا تجاه
المنطقة.
رغم كل ذلك» فقد تعرض فندلي لهجوم واسع من اليهودٍ الاميكيين. انتهى به الى الفشبل في انتخابات
الكوتغرس العام 1585 بعد تسعة عشرة عاماً قضاها عضرا فيه. ودفعت يه الهزيمة الى العمل مدة عامين
متواصلين لاعداد هذا الكتاب القيم» الذي يترصد فيه نشاط اللوبي .الصهيوني في اميركا ووسائل عمله, وكيفية
41 شين فلسطية العدد 18.- :١76 آذار/نيسان ( مارس/ ابريل ) /75417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)