شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 101)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 101)
المحتوى
يزيد خلف
انها قديمة تعود إلى الخمسينات والستينات مع بعض الدول الاميركية اللاتينية. واكتسب النشاط التسليحي
الاسرائيلي شهرة أوسعء على الرغم من عدم تأكيد المعلومات رسمياً. حين شكت بريطانيا من قيام اسرائيل بتزويد
الارجنتين بالطائرات المقاتلة طراز «نيشره ‏ وربما «سكايهوك» ‏ وصواريخ مضادة للسفن طراز «أكزوسيه» خلال
حرب جزر المالوين (فوكلائد) العام ‎١545‏
‏يتناول بشارة بحبح هذا الموضوع بطريقة شاملة تدفع القارىء الى التعمق والمتابعة. ومع أن دراسته ليست
الاولى من نوعهاء اذا ما اخذنا في الاعتبار يعض المقالات والكتيبات الاخرى السابقة؛ الا انها الاولى من حيث
الحجم والشمولية. فهو يحدد اطاراً منهجياً للموضوع, من خلال فصل يعالج فيه سياسة الحكومات الاسرائيلية
تجاه تصدير الاسلحة؛ وآخر يستعرض فيه الصناعة الحربية الاسرائيلة» في حين اقتصر عمل من سبقوه على
التركيز على الارقام والحقائق الخاصة بحجم ومضحون المعونة العسكرية الاسرائيلية لبعض الدول الاميركية,
وكاتت اهتماماتهم, أساساًء بالظرف الراهن, وقلما ريطت المعلومات بخلفيتها التاريخية أو بالدوافع والحوافز
الاقتصادية والسياسية الاسرائيلية. أما بحبحء فقد بين موقع تصدير الاسلحة وتوسيع الصناعات العسكرية في
السياسة والاقتصاد الاسرائيليين, وأهمية ومركزية السوق الاميركية اللاتينية تحديداً» قبل ان يتناول علاقات
محددة» بواقعها وماضيها وآفاقهاء موضحاً التقاءها مع سياسات الولايات المتحدة الاميركية ومصالحها في تلك
المنطقة. وللولوج في ذلك يؤكدء بداية: أن ما دفعه الى دراسة العلاقة العسكرية بين اسرائيل واميركا اللاتينية هو
الاهمية الحيوية التي يتسم بها تصدير الاسلحة بالنسبة الى. اقتصاد اسرائيل؛ فيذكر ان حجم الصادرات
العسكرية الاسرائيلية ونسبتهاء مقارنة بأهم صانعي الاسلحة الدوليين ‏ كالولايات المتحدة الاميركية والاتحاد
السوفياتي وبريطانيا وفرنسا ‏ , ليسا خارقين للعادة, اذ تمثل تجارة الاسلحة الاسرائيلية ما بين ‎٠,7‏ و ؛ بالمئة
فحسب من المجموع العالمي. صحيح ان هذه النسبة مقبولة لدولة صغيرة. وخاصة أن اسرائيل تحتل «المرتبة
الحادية عشرة كمصدر اسلحة في السوق العالمي» وذلك ليس انجازاً قليلاً» (ص ©). لكنها لا تشكل ميزة رئيسة
تبرر اختيار اسرائيل للدراسة بدلا من مصدر اكير. الا ان اي بلد آخر لا يعتمد على مبيعات اسلحته كاسرائيل,
الى درجة يصدر كبار المسؤولين فيه تصريحات تدل على الضرورة الملحة لمتابعة وتوسيع تصدير الاسلحة الى
الخارج. ويشتق من ذلك اتكال اسرائيل الملحوظ على العلاقات مع الطغمات العسكرية العنصرية والفاشية: وعلى
تزويدها بالمعدات والخدمات والاستشارات» وعلى الانخراط في الاستراتيجية العالمية للولايات المتحدة الاميركية.
ان هذه الاعتبارات تميز الحالة الاسرائيلية وتجعلها فريدة من نوعهاء حتى مقارنة بالصناعات الحربية في
تايوان وكوريا الجنؤبية وجنوب افريقيا وتوجد اوجه تشابه مع هذه الدول طبعاً. لكن ليس بدرجة اتكال الاقتصاد
والكيان الاسرائيليين على انتاج وتصدير الاسلحة.
يواصل بحبح تركيزه على الفكرة السابقة في الفصل الاول؛ فيكتب ان خصوضية الحالة الاسرائيلية لاتكمن
في كثافة العلاقات التسليحية مع «الانظمة التي تخوض الحرب خند شعويها» فخسبء بل في اقامة الروابط
الاستشارية مع تلك الحكومات. فالمشاركة الاسرائيلية المباشرة بالعمليات المضادة للغوار ويقمع المقاوبة الشعبية
هي التي تميز اسرائيل عن غيرها من الدول التي قد تزوب الانظمة ذاتها بالاسلحة؛ لكن دون أن تتورط: بشرياً
0 : ويضيف المؤلف ان هذه السمة تجعل الصادرات. العسكرية الاسرائيلية اكثر عرضة للهزات والانقطاع
نتيجة تغير الحكومات المدلية, كما حصل في نيكاراغوا وايران؛ ملاحظاًء ايضاً. ان الحجة الاسرائيلية الرئيسة
لتنمية سياسة انتاج وتصدير الاسلحة أي تعزيز الاستقلالية المادية وبالتالي السياسية عن الولايات المتحدة,
ساقطة, خاصة وان التجرية الفعلية اظهرت ازدياد الاعتماد الاسرائيلي على التمويل الاميركي ونقل التكنولوجياء
كلما ازدادت المشاريع الاسرائيلية أهمية وتعقيداً. بل صارت اسرائيل مضطرة أكثر الى.بيع خدماتها وتنسيق
سياساتها العالمية مع الادارة الاميركية لكسب الرضىء وليس العكس.
تنفرد اسرائيل بمزايا اخرى تجعل برامجها لتطوير وانتاج وتصدير :الاسلحة ناجحة؛ علاوة على تقديم
الخدمات العسكرية - الامنية الخاصة الى زبائنها. ويتعلق ذلك النجاح بقدرة اسرائيل على تعديل؛ أو تحديث»
المعدات المصنوعة في الخارج أصلاء كدبابات سنتوريون و ام - 8: وطائرات سكايهوك وفانتوم وميراج - 27
وايضاً بالقدرة على انتاج المعدات الاسرائيلة الاصيلة؛ كدبابات مركافاه وطائرات لافي (ولى انها تحتوي على قطع
15417 ) ‏آذار/نيسبان ( مارس / ابريل‎ ,115 ١74 ‏شيُون فلسطيزية العدد‎ 1١
تاريخ
مارس ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22422 (3 views)