شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 120)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 120)
- المحتوى
-
ب صالح برانسي: الفلسطينيون في الداخل
وجماهيريء وقد توفرت الظروف لمثل هذا النهوض»
فقويت الجبهة بهذه الجماهير. كما ان الجماهير
قويت بالجبهة.
وعلى ما اذكرء ان موشي دايان قدم مشروعاً
اسمه «مشروع قانون تركيز الاراضي». وقد اصطدم .
هذا المشروع بهيّة جماهيرية عارمة. فاضطر دايان
الى الغاء مشروعه؛ واسقاطه من مشاريع الكنيست.
من ناحية اخرىء خرجنا بنتيجة اخرى من
خلال تجريتنا في الجبهة, وهي أن الحزب الشيوعي
(ماكي) يحاول دائمأ إن يستثمر علاقاته ومشاركته
في اية جبهة لصالح الحزب؛ علاوة على ان الحزب
الشيوعي يفضل ان يتعامل مع افراد وليس مع قوى
منظمة. كما ان التجربة مع الحزب» في حينهء
اوصلتنا الى نتيجة مفادها أنه يتخذ غالبية قراراته,
وليس كلهاء بناء على مواقف الاتحاد السوفياتي»
وليس حسب ما تقتضيه المصلحة الوطنية الداخلية.
من هناء استنتجنا ان هناك صعوية كبيرة في العمل
مع الحزب الشيوعي الاسرائيلي على مسائل بعيدة
المدى؛ فالحزب يستثمر كل عمل لصالحه ولصالح
أبراز عناصره وقياداته على حساب ابراز العناصر
والقيادات الوطنية الاخرىء وهذا! الامر عكس
نفسهء بصورة سلبية: على الجبهة الشعبية. اضافة
الى ذلكء فان الخلاف الذي وقع بين عبد النامى. من
جهة: والاتحاد السوفياتي» من جهة اخرىء وبين
عبد التاصر وعبد الكريم قاسمء عكس نقسه على
التحالف داخل الجبهة؛ فمن غير الممكن الا نتأثر
بهذا الخلاف؛ فنحن جزء لا يتجزء من العالم
العربيء نتقاعل فيه ومعه.
.أن العاملين؛ الداخلي والخارجيء ساهماء
بدورهماء في قرط عقد التحالف داخل الجبهة
الشعبية. فقد شعرت القوى الوطذية الفلسطينية, في
تلك الفترة: بضرورة تعزيز شخصيتها القومية
والوطنية تجاه هجمة السلطة؛ من جهة, وهجمة
الشيوعيين» من جهة اخرى» سواء في الداخل او
الخارج. وهكذا وجد الحزب الشيوعي نفسه في
مواجهة مع القوى الوطنية. ويشكل منطقي وطبيعي
كان الناس ينحازون الى جانب القوى الوطنية,
لأنهاء بالمقارنة مع الحزبء على الرغم من كل مأ قدمه
في دفاعه عن الحقوق المدنية للمواطن العربيء كانت
اكشر تمثيلا للمواطن» واقدر من الحزب الشيوعي
على ابراز مشاعرهء وتمثيلهاء والتعبير عنها .
على الرغم من هذاء حاولنا تجاوز الخلافات
الخارجية؛ واكمال مسيرتنا مع الحزب. ففي احد
الاجتماعات للجنة التنفيذية آخر اجتماعات
اللجنة والذي تسبي بالانقسام وقف منصور
كردوش, متحدثشاً باسم القوى الوطنية؛ وناشد
المجتمعين الا يتأثروا بالخلافات في الخارج بين
عبد الناص والشيوعيين. وقال لهم: «اننا واياكم,
هناء لنا وضع خاص جداء وعلينا ان نحاول: قدر
الامكان: ان نتجاوز الخلافات ولا ندعها تؤثر في ما
يمكن ان نقدمه هنا الى جماهيرناء وما نستطيع ان
نواجه به السلطة من دفاع عن مصالح هذه
الجماهير». واضاف: «اننا وإياكم لسنا سوى
مجموعة صغيرة, وإن نؤثر في ترجيح كفة الصراع في
الخارج لأي من الطرفين: الشيوعي أو القومي,
وليس من مصلحتنا ان نكون طرقاً فيه» نهاجم هذا
الطرف على حساب الطرف الآخره. فوقف اميل
حبيبي وقال ردأ عليه: «اننا شيوعيون وحزبيون.
ولا نستطيع ان نقف على الحياد تجاه قضية كهذه.
تحن جزء من الحركة الشيوعية في العالم, ولا
نستطيع إلا ان نتفاعل مع اية معركة يخوضها اي
حزب شيوعيء وفي أي منطقة في العالم».
فقال له منصور كردوش: «ونحن ايضاً جزء لا
يتجزا من الحركة القومية العربيةء ولا نستطيع ان
نتجاهل اية معركة يخوضها شعبنا العربي في
الخارج. ولكننا نقترح عليكم: وعليناء موقف الحياد
تجاه ما يدون في الخارج:ء لادراكنا لخصوصية
وضعناء وصغر حجمنا وحجمكم» .
فرد عليه اميل: «لا نستطيع التجاوب معك».
فتجابه منصور: «اذنء لم تعد بيننا امكانية
للتعاون. وإذا كنتم اعلنتم الحرب» فنحن بالمرصاد»
مع ادراكنا لسلبية هذا الموضوع على جماهيرنا».
وانفض الاجتماع الذي كان عقد في حيقا -
على ذلك. وفي طريق عودتناء التقينا اميل حبيبي,
قبادى بالقول: «ان زعيمكم قد مات وإنتهى؛ ولستر
هذا الميت ما عليكم الا دفنه» *
* المقصود هنا جمال عبد الناصر. ألا ان صالح برانسي لم يوضح المناسبة التي قال فيها حبيبي هذا القولء علماً بأن عبد الناصر
كان حياً في ذلك الوقت (و. ج)-
العدد 13 - 115 , آذار/ تيسان ( مارس / ابريل ) 19417 حون فلعطيزية 11.6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22127 (3 views)