شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 4)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 4)
المحتوى
ضصيري جريس د
اوضاعنا الى ما وصلت اليه من شرذمة وتشتت, وكذلك - وهذا هو الأخطر ‏ ضعف, يبدو معه كأن
الشعب الفلسطيني اصبح بعيداً من تحقيق اي من اهدافه. اكثر منه في اي وقت مضى. والانكى
والادهى هو ان نصل الى هذا الوضع بعد اكثر من عقدين متواصلين مما سمي «نضالا». سقط خلاله
آلاف الشهداء؛ احياناً كثيرة للضرورة, واحياناً اكثر دون حاجة الى ذلك.
والأمرٌ من ذلك كله هو ما يشير الى ان هذا الوضعء استناداً الى معطيات عديدة, ليس مرشحاً
للتحسنء بل ان العكس هو الارجح » فنتجه نحو مزيد من التدهور قد يودي الى كارثة. والخوف من
كارثة أخرىء او محاولة العمل قدر الامكانء على منعها او. ربماء الهرب منهاء باعتبار انها
«ستشرفنا», ان عاجلاً او آجلاً ؛ يخلق شعوراً قوياً وملحاً بضرورة فتح «حوار» من نوع خاص للغاية,
ومحاولة استطلاع دروب ومسارات عمل أخرى. ‏ /
ولا حاجة للعودة الى الماضي اليعيد لتقديم أدلة على ما ذهينا اليه. بل يكفينا مثالاء في هذا الشأن»
الدروس المستفادة من تجربة عقد الدورة الاخيرة للمجلس الوطنيء بحيثياتها كافة ى «انجازاتها».
فبعد بضع سنوات من الانشقاقات والخلافات والتناحر. خلال فترة من التشتت ايضاًء تفتق
»2 الفكر « السياسي الفلسطيني» باتجاهاته كافة. عن ضرورة اجراء «حوان» أي» عملياً: ‎٠‏ ثرثرة -
تمهيداً لاعادة «توحيد» المنظمة. وما ان بدأ ذلك «الحوار» حتى عادت حليمة الى عادتها القديمة,
وسرعان ما راح كل شيء؛ تقريباً؛ يعود الى سالف عهده. وبدت الدورة الاخيرة للمجلس الوطني وكأنها
طبعة مكررة وان كانت غير كاملة التفاصيلء من دورات المجلس السابقة التي عرفناها جيداً حتى
الآن بانعدام تنظيمهاء وقلة فعاليتهاء وقراراتها الانشائية (وهذه المرة الضارة أيضاً). في رتابة تثير
الحزن. اما المشاكل الملحة» والحقيقية؛ فقد بقيت بعيدة من متناول البحث؛ وبدا واضحاً ان ما كان
سوف يكون دون زيادة أى نقصان.
والدرس الكبير الماثل للعيان من هذه التجربة هو ان حركة المقاومة باتت غير قادرة على تجديد
نشاطهاء والتعامل بما تمليه ضرورات المصلحة مع التطورات المستجدة والتحديات الكبيرة التي
تواجهها القضية الفلسطينية. بل ان هذه الحركة تبدى. الآن؛ اكثر من اي وقت مضىء وليدة الواقع
العربي الذي نشأت فيه؛ او برزت كانعكاس له؛ وتشبهه في نواح عديدة, بحيث تظهر وكأنها نظام آخر
من الانظمة العربية اومن انظمة العالم الثالث كافة؛ التي تسير على طرق لا تعرف بالضبط نهايتها.
والفرق الوحيد, والمهم» بين المقاومة وتلك الانظمة, هى ان للأخيرة, على الاقل» ارضاً تقف عليها؛
وهو ما ليس متوفراً للاولى, التي لا يبدى نتيجة لذلك: انها سوف تستطيع المحافظة على بقائها طويلاً
في اوضاعها الحالية. ولا يعني ذلك ان منظمات المقاومة سوف تختفىء او ان منظمة التحرير
الفلسطينية سوف تضمحل او تفقد ما لها من حيوية ونفوذ بين ليلة وضحاها. فهذه «المخلوقات», حتى
مع حالتها الصحية الحالية المعتلة» يمكن ان تعمر طويلاٌ باستعمال ما تيسر من المهدئات والعقاقير
المصرية. الا انه قد يعني» فيما لى استمر الحال على هذا المنوالء ان هذه التركيبة بأسرها قد تفقد
فعاليتها وتنكفىء على ذاتهاء وتترهل وتشيخ تدريجياً. ‎٠‏ بحيث لا يحسب لهاء عندئذء اي حسابء على
الرغم من انها تبقي مسجلة في عالم الاحياء. 7
ولعل المصير الذي آلت اليه الهيئة العربية العلياء او حكومة عموم فلسطينء يكفينا مثالً.
وهذه القناعات, التي اشرنا اليهاء لم تتبلور, بالطبع. صدفة؛ بل ان لها مايبررها. كما انها ليست
مقصورة على جهة دون اخرىء اذ يلمس المرء بوادرها وانعكاساتهاء بصورة واضحة للغاية» لدى
دوائر وبشخصيات وكوادر فلسطينية عديدة: كل منها يقاسي ويتذمر على طريقته
والسبب الرئيس لذلكء, كما يبدو لناء هى ان الحركة الوطنية الفلسطينية الحديثة ‏ مثل معظم
3 دْوُون فلسطيزية العدد ‎١7٠١‏ -١7١ء‏ أيار/ حزيران (مايى/ يونيو) /19417
تاريخ
مايو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22434 (3 views)