شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 5)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 5)
المحتوى
حب حوار من نوع آخر...
حركات التحرر في العالم الثالث ‏ تعاني من امراض خاصة بها. وهذه الامراض المقاومية هي وراثية
خبيثة. معظمها مستعص على العلاج, ويزداد فتكاً مع تقدم المصابين به في السن . ويمكن تشخيص
ملامح هذه الامراض كما يلي:
© النزق؛ اي ان صح التعبير » مرض «الولدنة». أذ يكاد يبدو ان جيل المقاومة, بمعظمه,
بتنظيماته, وزعاماته, وكوادرهء وكل من لف لفهمء يتصرف ويعمل من خلال ما يمكن تسميته نفسية
اتحاد طلية, » على ما يرافقها من «فهلوة» و«شطارة». أاضيفت اليها, » مع مرور الوقت2 المزايد ات
والمكابرة. ولقد كبرت المقاومة وتقدمت في السنء ولكن النفسية بقيت على حالها.
© «المهجرة» (نسبة الى المهجر). الناجمة عن واقع التشتت الفلسطيني وخضوع الفلسطينيين
لانماط حكم وانظمة مختلفة: توّديء بالتاليء الى طرق تفكير واداء متباينة. ولقد تعمقت هذه الخلافات
مع مرور الوقت واتسع نطاقها وتأثيرها لتمس مفهوم «الوطن» من اساسه؛ فتشوهه؛ وتقرّمه؛ وتجعله
حلماً بعيداً من الواقع؛ وغير قابل للتحقق في المستقبل المنظور. ومع تراكم المشاكل على طريق التحرير
وازدياد طول الدرب» راح الوطن وقضاياه الملحة, وكل ما يتعلق بها او يمسها بصورة جوهرية؛ يبتعد
تدريجياً ويبهت لونه في المخيلة. ومكان ذلك تحل هموم المهجر وامراض اللجوء؛ على ما تتسبب فيه من
اندياد في جراثيم ضيق الافق, التي تفتك بالعقل والمنطق السليمين؛ ف «تخربط» سلّم الاولويات:
وتهشم القيم وتهمشهاء وتقدم الشؤون الخاصة على العامة, وتجعل من صغار الامور كبارهاء بحيث
يتمحور العمل الوطنيء بأسرهء في تكتيكات أنية صغيرة, وتختفي الاستراتيجية ‏ او تكاد.
وهذه الخلفية:ء بأبعادها المختلقة, هى احد العوامل الرئيسة التى تسببت في حالة الضعف
المزمن, التي تتحكم في العمل الفلسطيني عامة. فمنذ عشر سنوات واكثر, ونحن في وضع يمكن وصفهء
في احسن الاحوالء بأنه بمثابة «مكانك عد»: في وقت يتحرك الخصوم والاعداء ويتقدمون, ' ولى على
طريقتهمء في اكثر من مجال. ونتيجة لذلكء وبالمقارنة, يكون «مكانك عد»؛ بالنسبة اليناء عملياً؛ بمثابة
«عد الى الوراء».
وهذا هو سر ازمة المقاومة المستعصية:؛ وكنهها ؛ وجوهرها؛ وما عدا ذلك أمور ثانوية.
كما ان هذه الازمة مرشحة لأن تدوم طويلاً, بل وتتفاقم وتوّدي الى الشللء وربما الى الاختناق.
اذ من الواضح ان من تعنيهم مثل هذه الامور «الصغيرة»: التي اشرزا اليهاء هم قلة. فالاكثرية منهمكة
بالقضايا «الكبيرة», مثل اطلاق النظريات: واصدار البيانات الطنانة: وتنظيم «الحوارات» و... تكرار
اخطاء الماضى.
ومن هذا المنطلقء بدت لنا حمى «الحوارات» و«الوحدة», التى اجتاحت الساحة الفلسطينية
خلال الشهور الماضية؛ هامشية وغير مجدية؛ وظهرت الدورة الاخيرة للمجلس الوطني؛ قبل عقدهاء
شاحبة وعديمة الفائدة (ثم اتضع.ء بعد انتهائهاء انها كانت ضارة). وفي اعتقادنا أن هذا كله تم
نتيجة لشعور معظم الاطراف المعنية, ان لم يكن كلهاء بأن الطريق امامها باتت مسدودة (ولا نعني:
بالطبع» ان الطريقء بالمطلق» هي المسدودة؛ بل ان الطرق التي اختطتها منظمات المقاومة, كل لنفسهاء
هى التى باتت كذلك)» وان حمى النشاط المفاجىء هذه ليست الا من قبيل اثبات «نحن هنا». ولذلك»
يبدو انه لن يمر وقت طويل الا وتعوب الاوضاع الى ما كانت عليه وكأنه لم تكن هنالك «حوارات» ولا
«وحد 5» » ولا يحزنون.
ولتوضيح ما قدمناه سالفاًء من جهة؛ وفي محاولة للمساهمة في اكتشاف معالم طريق جديدة» علها
تكون ناجعة. من جهة اخرىء يبدو أن من الضروري القاء الضوء على بعض. النواحي المهمة في تجربة
المقاومة. ولا حاجة كما لا يتسع المجال هناء للعودة الى هذه التجربة منذ بداياتها؛ بل نكتفي بالمرحلة
العدد ‎17١‏ -17/1: أيار/ حزيران (مايو/ يونيى) 15417 لتُؤُون فلسطيزية 0
تاريخ
مايو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 4387 (5 views)