شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 8)
- المحتوى
-
صيري جريس -ج--
اتخان القرارات بالأكثرية ضمن الاطر الجبهوية. ولكنء بدلا من ذلك, يظهر جلياً ان الحديث حول
«التوحيد» و «الوحدة الوطنية» و «الاصطفاف (اصطلاح جديد ؟( الوطني» يدورء كله. ومن قيل
الجميع» حول العودة الى نظام فلسطيني» يسمىء؛ تجاوزاًء «ثورة»» واساليب وانماط عمل لا تختلف
كثيراً عن تلك التي عهدناها في الماضي - وثبتت قلة نجاعتها.
والانكى من ذلكء ان هذا التحجر. على ما يؤدي اليه من اضرارء لا يقف عند هذا الحدء بل
يتعداه؛ في تصميم غريب, للسير على النهج ذاته» بل وتوسيع نطاقه بشكل يثير الاستغراب. فالمنظمات
الصغيرة لا تسعىء مثلاًء الى توحيد قواهاء او قوى تلك القريبة من بعضها البعضء كأن تقيم جبهات
مريعة, او مكعبة: مما قد يكسبها قوة ونفوذاً اكثر يمكنها من تحقيق اهدافهاء على طريقتهاء خصوصاً
وان منطلقاتها «الفكرية» تكاد تكون واحدة فهذه العصا من تلك العصية بل انها تعمل على
«اعتماد» أخرى صغيرة. وحتى اكثر قزمية منهاء في اتجاه يؤديء بالمحصلة:؛ الى مزيد من التفتت
والتشرذم؛ يحلى لبعضهم ان يسميه «تعددية»»: ولكن يمكن: ايضاًء ان يسمى «فوضوية». فخلال
المشاورات والنشاطات التي أجريت قبيل انعقاد المجلس الوطني في دورته السابقة؛ في عمّان؛ «نجح»
الجميع في التمهيد لاعتماد «فصيل» جديدء هو «الشيوعي»؛ ثم كرسوا نجاحهم وثبتوه خلال الدورة
الاخيرة للمجلسء رغم ان اولك منقسمون على انفسهم, ولكل جناح في المقاومة «شيوعيوه» قليلى
العدد في اتجاه ادى الى تعميق الشقاق بينهمء ؛ أيضاً.
اما خلال الاعداد لعقد الدورة الاخيرة للمجلسء فقد حدث ما هو أخطر من ذلك؛ حيث لم تتورع
المنظمات الصغيرة» وعلى رأسها الجبهتان الشعبية والديمقراطية» وكما يبدو في محاولة لزيادة عدد تلك
التنظيماتء وبالتالي منحها «وزناً» اكثر. من احضار مجرمين وقتلة معهم الى «الحوار»؛ تمهيداً
لل «وحدة». فما سمي «وثيقة طرابلس» تحمل تواقيع ست منظماتء من بينها واحدة تسمى «فتح -
المجلس الثوري». وهذا الاسمء كما هو معروفء تطلقه على نفسها مجموعة السفاحين المعتوهين
المعروفة اكثر بأسم «جماعة ابى نضال». سيئّة الصيت والسمعة. بل ان تلك المنظمات طالبت؛ في
مناسبة اخرىء بالاعتراف بما سمته «حق» _كذا ! _كل تنظيم في التمثيلء بما في ذلك «الانتفاضة»,
اي شلة ابو موسى . واذا كان الامر كذلكء فلماذا لا يشمل هذا العطف ابى الزعيم ايضاً؟ بل اذا كان
الحديث يدور حول «توحيد» المنظمة: والمساعي تبذل من اجل ذلكء فأين باقي المنظمات ؟ اين طلائع
حرب التحرير الشعبية قوات الصاعقة, والجبهة الشعبية القيادة العامة, وجبهة النضال الشعبى»
وغيرها؟ وان كان هنالك «توحيد»» فلماذ! لا يشمل الجميع: حتى تكون «السَلّطة» كاملة النكهة ؟ ومن
هو ذاك الذي أفتى بأن عودة المجموعات الشعبوقراطية (تعبير مشتق من كلمتي «شعبية»
و «ديمقراطية») تكفي لآن تسمى «وحد ة)» و «توحيداً» وعملاً «مهمأ» للغاية, بيتما وضع ١ هذه
المجموعات انفسها خارج الاطر المتعارف عليها تصبح عملا مريعاً ينبغي تلافيه» بأي ثمن تقريباً؛
ان ظاهرة التعامل؛ مجدداًء مع عصابة ابونضال من قبل «الفصائل» الاخرى ليست مما ينبغي
المرور عليها بسكوتء اذ انها تمس ما يمكن تسميته اخلاقية» اومصد اقية؛ العمل الفلسطيني بأسره,
وتضع أسساً ل «قيم» جديدة (أو ريما تقدم عينة منها فقط ؟). والدرس الذي يمكن استنتاجه من
ذلك هى انك مهما ارتكبت من جرائم لن توضع في نهاية المطاف خارج الاطر أبدأًء من جهة. ؛ وكلما
امعنت في المشاكسة والعناد ازدادت «قيمتك»؛ من جهة ثانية؛ واذا كنت منضبطاً ومستقيماً سيت
من جهة اخيرة . وما ينجم عن ذلك من تشويه للقيم» وقلبها رأساً على عقبء على ما يسببه ذلك من مس
المعنويات, يتحول اخيراًء الى اشمئزاز قد يؤْدي الى الاحباط» واضح للغاية.
واذا كان المرء يشعر بالاستغراب تجاه تلك المنظمات المستيسرة؛ التى يفترض ان تكون «محترمة»
/ شْوُون فلسطيزية العدد .17١- ١7١ أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) 19417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)