شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 15)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 15)
- المحتوى
-
حح حوار من نوع آخر...
صراحة قراراً سابقاأ كان اتخذه سنة ١147 بشأن تقييد العلاقات مع سلطاتها والتركيز على التعامل
مع ما سمي الحركة الوطنية المصرية. بصورة لا تخلى من استفزاز للحكومة المصرية», لا ميرر له ولا
فائدة منه .ولم يكن من الضروريء بالطبع» كيل المديح لمصرء او الثناء على سياستهاء على كل حال»
بل أن احداً لم يطلب ذلك. الا انه كان من المستحسن الامتناع عن استفزازهاء دون ميرر. خصوصاً
في ضوء تطورات السنوات الاخيرة. فمنذ اتخذ المجلس قراره المشار اليه سنة :١9/037“ وفحواه الدعوة
الى الاقتراب من مصر بقدر ابتعادها عن كامب ديفيدء مرت مياه كثيرة في النيل» واتخذت السلطات
المصرية عددا من الاجراءات على طريق «الامتثال» لذلك القرار. فمن المعروف ان كامب ديفيد ينطوي
على شقين, ٠ احدهما مصري والآخر فلسطيني . ولقد تم تنفيذ الشق المصري قبل سنوات ت بانسحاب
القوات الاسرائيلية من الاراضي المصرية إقامة أ علاقات سلم بين مصر واسرائيل. اما الشق
الفلسطينيء فقد تمثل في الدعوة الى اقامة حكم ذاتي للفلسطيذيين في المناطق المحتلة. من خلال تجاهل
منظمة التحرير الفلسطينية خاصة, والمهجر الفلسطيني عامة. ولقد تم, ايضاًء والى حد كبير. نتيجة
لاتصالات هادئة ومستمرة ة اجزاها «اليمين» الفلسطيني مع السلطات المصرية. انهاء هذا الشق كذلك؛
اذ تخلت مصر, علنًء عنه, وعدّلت موقفها تدريجياء وراحت تدعو الى اقامة دولة فلسطينيةء معترفة
بالمنظمة ممثلاً شرعياً للفلسطينيين. ٠ ثم ومع الرئيس مبارك نشاطه» وراح يبذل كل ما في وسعه لتزيين
وجه المنظمة. ٠ غير المربيح كثيراً لدى الاميركيين والاسرائيليين - وهو نشاط لا يضر أبداً في وقت يسعى
المناضلون جميعاً الى حضور «موؤتمر دولي» . وقد يقال ان هذا كله ليس على درجة كبيرة من الاهمية,
وقد يكون القول صحيحاً الا أن ذلكء بحد ذاته, لا ينبغي ان يكون مدعاة للتشنجء واستعداء الغير.
وكان في الامكانء فيما لو ارتُوّي ذلك؛ تجميد الوضع الحالي على صعيد العلاقات مع مصرء او التراجع
عنه تدريجياً؛ بشيء من «السياسة» والكياسة.
ولكن لم يكن هذا هو المطلوب» ولا هى الذي تحكم في اتخاذ تلك القرارات الخرقاء؛ اذ هنالك
مزايدات ينبغي أن تفعل فعلها وتُستنفد» وفواتير ينبغي تسديدها لابقاء طريق العودة الى دمشق
سالكة؛ ومن ثم «التمتع» بذل اللجوء هناك . فالتيار الشعبوقراطي ٠ ومن لف لفه.ء يطالبء منذ فترة غير
قصيرة, باغلاق «بوابتي القاهرة وعمان», ويقترح2 بدلا من ذلك » المراهنة على النظام السوري, حصان
المنطقة الأعرج, واستطراداً جبهة الجمود والتردي (اسمها بالولادة جبهة الصمود والتصدي)»2
وكذلك اتحاد«هم» السوفياتي. ويبدى ان «اليمين» الفلسطيني باتء بدوره» أيضاً: » غير بعيد من مثل
هذه الطروحات . وقبيل بدء اعمال الدورة الاخيرة للمجلس, ألغي فعلاٌء اتفاق عمان. الا ان هذا
الاتفاق الذي كان عُقدء في حينهء على الرغم من معارضة الشعبوقراطيينء مات: فيما بعد » ميتة طبيعية
دون أن يكون لهم اي دور في ذلك, وبالتالي لم يكن هناك اي «انتصار» يمكن تسجيله: ولذلك
«عصلجت» الجبهتان الشعبية والديمقراطيةء قبيل اختتام اعمال المجلس» وهددتا يا للهول -
بالانسحاب منهء مما قد يفسد فرحة المهرجان: فرضخ «اليمين», رضوخاً: وكان للشعيوقراطيين ما
ارادوا وسرعان ما اجايت مصر بلطمة على وجه المنظمة, فاغلقت مكتبها في القاهرة وباقي مؤسساتها.
ولم تقف «الشطارة» عند هذا الحد بل راح بعض المتحدثين الفلسطينيين يهاجم مصرويلومها لآنها
نفذتء على حد تعبير الرئيس ميارك قراراً بقطع العلاقات هم الذين اتخذوهء وزايدوا مطاليين به خلال
فترة طويلة» ياعتيار ان تنفيذه هو قمة «الحكمة» السياسية. فلماذا الاحتجاج, أذأًء بعد ان «قيلت»
مصر طليهم 0
بقي ان نأمل فقط بأن تأتي العواقب سليمة »وان لا نضطر الى دفع ثمن هذا النزق. صحيح ان
مصر, بارتباطها بكامب ديفيد, بابعاده الاميركية قبل الاسرائيلية» قد لا تستطيع تقديم خدمات عظيمة
العدد ١7١-١7٠١ أيار/ حزيران (مايو/ يونيى) ١114177 لَشُيُون فلسطيزية 16 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22428 (3 views)