شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 19)
- المحتوى
-
حب حوار من نوع آخر...
وعلى خلفية هذا الموقفء ليس من المستبعدء أبداًء ان يلجأ الاردن» فيما اذا عُقد مؤتمر دولي وظهرت
خلاله صعوياتء كما من المتوقع ان يكونء الى اكمال المشوار لوحددء بعقد اتفاقيات ثنائية مع
اسرائيل» علنية اوسرية» صريحة او ضمنية» كما فعل اكثر من مرة؛ ومرةء ومرة في الماضي؛ بل ان موقفه,
هذه المرة. قد يكون اكثر قوةء أذ يمكن الادعاء بن هنالك مؤتمراً دولياً «بارك» مثل هذه الخطوات.
فهل اتخذ عشاق المؤتمر الدولي ما هو ضروري من الاحتياطات لمجابهة مثل هذا الوضعء ان نشاً ؟
اما موقف مصر في مثل هذا المؤتمرء الذي يفترض ان تشارك فيه باعتبارها من كبار الداعين اليه,
والمتحمسين له فانه لن يقدم ولا يؤخرء في مواجهة التعنت الاسرائيلي. فمع توقيع اتفاقية السلم
الاسرائيلية - المصرية؛ لم تضع مصر نفسها فقط خارج اطار الصراع العربي - الاسرائييء بل ان
كلمتها باتت, أيضاًء غير مسموعة في اسرائيل. ولعل خير دليل على ذلك هو ان خلافاً كبيراً. حول منطقة
صخيرة:. لا يزال مستعراً بين البلدين منذ بضع سنواتء سببه مطالبة مصر باعادة بضع مئات من
الامتار المربعة في منطقة طابا اليها. غير انه على الرغم من ذلك كان في امكان مصر. خصوصاً بعد ان
ظهر خلال السنوات الاخيرة أنها باتت «تقيبض» المنظمة جدياًء ومن خلال علاقات «الود» التي تريطها
ببعض الدوائر الاسرائيلية والاميركية» ان تلعب دوراً سلبياً مفيداً. ان صح التعبير في مثل هذا
المؤتمس, وذلك بمحاولة احتواء الدور التآمري التخريبي السوري التقليدي: من جهة: او تحجيم
محاولات الالتفاف الاردنية» من جهة اخرى. الا ان المجلس الوطني الموقرء برضوخه للشعبوقراطيين,
وحّه طعنة لهذا الدورء أيضاً.
ويضاف الى ذلك كله ان مواقف هذه الدول العربية» ناهيك عن مواقف غيرها من الاطراف: ليست
متجانسة؛ اوحتى متشابهة؛ من حيث نظرتها الى كيفية حل القضية الفلسطينية؛ من ناحية؛ او الدور
الذي يُفترض ان تلعبه منظمة التحرير الفلسطينية, اى الفلسطينيون عامة؛ من ناحية اخرى
واسرائيل تدرك هذا الواقع جيداًء الذي ينم عن موقف اقل ما يقال فيه انه غير موحّد وكان زعيم حزب
العمل الاسرائيلي وصف هذه الحالة, على طريقته بقوله ان ل م.ت .ف. شعبية كبيرة في العالم العربي:
لدرجة ان كل دولة عربية تريد م.ت.ف. خاصة بها. ولا حاجة الى القول ان اسرائيل (وغيرها) سوف
تعمل على استغلال مثل هذا الوضعء كعادتهاء في المؤتمر الدوليء في حال عقده. على ما قد يؤدي اليه
ذلك من عواقب وخيمة.
ولا يمكن بالطبع الادعاءء ولا الايحاء؛ بأن هذا الواقع غير معروف جيداً لكبار المنظرين للمؤتمر
الدولي والمخططين له. واذا كان «اليمينيون» من بينهم يجيبون؛ بتواضع: لا بأسء دعونا نجرّب على
الاقلء فان المستيسرين منهم يكادون ينقضون عليكء رافعين سبايتهم ومؤنبين: «مفهمينك» ان
اتحاد«هم» السوفياتي سوف يكون هناك؛ وهذا كاف. ولكن الحقيقة هي ان هناك من المعطيات
والوقائع التي تظهرء او على الاقل تثير شكوكاً كبيرة, أن ذلك غير كاف بتاتاً. فحال الاتحاد السوفياتي:
بطوله وعرضه. ف هذ! الصدد. وحال باقي الاصدقاء «الامميين» ليس احسن يكثير من حال الاشقاء
«الامويين». وكما لا يمكن الاتكال على اولتك, لا يجونء ايضاًء الاعتماد على هؤّلاء. ولا حاجة الى ان
يطعم المستيسرون ن أنقفسهم, » أى يطعموننا معهم, ٠ جوزاً فارغاً. . بل نذهب الى ابعد من ذلك لنقول أن لا
حاجة الى ان تطعمنا قيادات م.ت.ف. بأسرها جوزاً فارغاً. فمسألة المؤتمر الدولي لا تجابه بمعارضة
جدية من قبل اي تنظيم او زعيم. مقاومي » ويبدو ان المواقف بشأنها نسقت سلفاً مع السوفيات. ويرى
بعض المطلعين ان حمى الوحدة الوطنية التي اشتدت فجأة, وفتح ابواب باتجاه سورياء ثم قبول
الشيوعيين «فصيلاً» في المجلس الوطنيء وحتى انتخاب ممثل عنهم في اللجنة التنفيذية» تمت بناء علي
نصائح السوفيات؛ من جهة, ولاسترضائهم وكسب ودهم, من جهة اخرى. والواضح ان هنالك تطابقاً
العدد 17٠١ -177, آيار/ حزيران (مايو/يونيى) 11417 لثمن فلسطزية 16 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)