شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 20)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 20)
- المحتوى
-
صيري جريس 5
وتقاطعاً بين مصالح الطرفين في هذا الشأن. ان بقدر ما يسعى الفلسطينيون الى تأمين الدعم
السوفياتي لموقفهم, لاسباب معروفة» يقدّر السوفيات» من جهتهم, ٠» تمسك الفلسطينيين بهم وتحمسهم
لهم. مما يشكل عنصراً آخر يساعد في استمرار احتفاظهم بنفوذهم في المنطقة. غير ان ليس من
المفترض ان يكون النجاح وحده من نصيب مثل هذا المخطط. فأحياناً كثيرة لا يتطابق حساب الحقل
مع حساب البيدر. وهنالك عوامل كثيرة تفعل فعلهاء في هذا الصددء ويستحسن الاشارة اليها.
وعادة؛ اذا شئت قول ما قد لا يعجب المستيسرين عن الاتحاد السوفياتيء انقضوا عليك لمنعك
من الاستمرار في تلك «الهرطقة»: او لمنعك من الكلام اطلاقاً. وقبل ان يقوموا بذلك هذه المرة؛ أيضاً:
ويحاولوا منعذا من الكلام. سوف تحاول قول ما لدينا . وما ينبغي قوله في هذا الصددء والتذكير به
بقوة, وجاهة ودون تلميحء هو ان هنالك ما يكفي من الاحداث والدلائل والقرائن؛ التي وقعت؛ او
ظهرت. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم؛ تشير كلها بوضوح الى ان هنالك. ضمناً او
صراحة: علناً او سراً نوعاً من مناطق النفوب» في مختلف انحاء العالم, مقسّمة بين المعسكرين
الكبيرين؛ الشرق والغرب. ومنطقة الشرق الاوسط عامة؛ والعالم العربي خاصة؛ «مخصصةة»,
بوضوح.ء للنفوذ الغربي» وعلى رأسه الولايات المتحدة, المتحالفة؛ منذ فترة غير قصيرة. مع اسرائيل:
والمعادية, بشدة» للفلسطينيين ولأمانيهم . والدور السوفياتي في هذه المنطقة؛ على وجه العموم. ثانوي
وغير حاسمء ولن يُسمح له؛ غربياً. بأن يحسم الا في حال اختلال القوى بين المعسكرين الكبيرين:
وهذا غير وارد في المستقبل المنظور, او اذا حسمت الاطراف نفسهاء او ساهمت في الحسم. ونكتفي
بالاشارة, مثلاًء الى ان الاتحاد السوفياتي لم يحرّك ساكناً خلال الحرب التي شنتها اسرائيل على
«حلفائه» الفلسطينيين في لبنان سنة 21547 واستمرت اسابيع عديدة؛ بينما لعبت الولايات المتحدة
دوراً فاعلاً للغاية. يل نذكر بحادثة أخرى وقعت خلال المراحل الاخيرة من حرب تشرين الأول
( اكتوبر) ,.١1417 حيث اعلن الاتحاد السوفياتي انه سوف يُرسل قوات للفصل بين المتحاربين: فما
كان من الولايات المتحدة الا ان اعلنت الاستنفار في قواتها الجوية الاستراتيجية:» المزودة بالاسلحة
الذرية» في انحاء العالم كافة. وعلى الاثرء تراجع السوفيات ووافقوا على مشروع اتفاق الأنهاء القتال»
قبلت به اسرائيل. وفي المقابل» »همهم الغرب كثيراً وزمجر خلال احداث هنغاريا 1157 وت يكوسلوفاكيا
ويولونيا 154. ولكنه لم يحرك ساكناً ؛ فهذه البلدان «مخصصة: لنفوذ المعسكر الشرقي.
لقد كان الاتحاد السوفياتي من اوائل الداعين الى عقد مؤتمر دولي لحل ازمة الشرق الاوسط؛ ان
لم يكن أول من دعا اليه. كما انه لا يمكن للسوفيات الا ان يحضروا مثل هذا المؤتمر, ان عُقد ؛ ولومن
قبيل ما يمكن تسميته سمعة:. أو وجاهة: دولية. فهناك, مثلاًء ٠ وجيه في قرية؛ وهنالك وجيه مقاومة؛
وهنالك: كذلك؛ وجيه دولي. ولكن حتى لهذه الوجاهة الدولية ثمنها. فالاتحاد السوفياتي» لكي يحضر
المؤتمر الدوليء بحاجة الى تأشيرة اسرائيلية» ينبغي ان تكون؛ ايضاًء مدفوعة الرسوم. واسرائيل تعلن
صراحة» وعلى الملأء انها لن تحضر اي مؤتمر دولي مع السوفيات؛ الا اذا وافقوا على اعادة العلاقات
الدبلوماسية معها وكذلك, وهذا هى الاخطر. سمحوا باستئناف هجرة اليهود السوفيات اليها. ويمكن
الافتراض ان اسرائيل جدية للغاية في شروطها هذهء ان انهاء اساساًء وعلى ارضية الدعم الاميركي
القوي لهاء غير مضطرة الى حضور مثل ذلك المؤتمر بتاتاً. واستطراداً. يمكن الافتراضء أيضاًء انه
عند ارتفاع حرارة الاعداد لعقد ذلك الموّتمر الميمون لن يتردد الفلسطينيون في الايعاز لحلفائهم
السوفيات, ولو همساً» او سكوتاً بالاستجابة لبعض الطلبات الاسرائيلية: لكي يسهّل ذلك عقد المؤتمر
«المهم». وتكون النتيجة ان تحصل اسرائيل على ما تبغية لقاء تكرّمها بالموافقة على حضور المؤتمن
الذي قد لا يسفر عن نتيجة تذكر. وعلى سبيل التذكير ايضاً » نشير الى ان الاتحاد السوفياتي كان
3 اشْيُون فلسطيزية العدد ١7١ -١17ء أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) /1941 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)