شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 21)
- المحتوى
-
لب حوارمن نوع آخر...
سمح؛ في مطلع السبعينات, بهجرة سرية للالاف من اليهوب السوفيات الى اسرائيل (وليس الى اميركاء
مثلاً)» الذين كانوا يشحنون اليها من طريق فييناء وذلك لكي يضمن سكوت الكونغرس الاميركي» الذي
اشترط ذلك على صفقات القمح الاميركية وى ومنح الاتحاد السوفياتي مركز الدولة الافضل رعاية في
التجارة مع الولايات المتحدة.
وفي مقابل هذا الضعف والتفكك الذي يسيطر على مواقف العرب والفلسطينيين وحلفائهم, نجد
موقف الاعداء الاسرائيليين - الاميركيين من المؤتمر اياه قوياً ومتماسكاً. فالولايات المتحدة» أساساً
لا تؤيد ذلك المؤتمر كثيراً وغير متحمسة له بل انها تفضل «المفاوضات المباشرة», التي تمكنها من
الاستمرار في الاستفراد بالمنطقة, والاحتفاظ بنفوذها فيها. واسرائيل» من هذه الناحية, تكاد «تمسك»
بالسياسة الاميركية وتديرها على هواها. بل ان الاميركيينء في سبيل راحة البال؛ يبدى انهم متشددون
اكثر من الاسرائيليين ولا يوافقون الا على ما يحظى ب «الاجماع» في الكيان الصهيونيء الذي لا
يحصل, عادة, الا حول المواقف المتطرفة. وبالتاليء يبدو حديث المستيسرين عن «الحل الاميركي»
مجرد قرّاعة. ان ليست هنالك حلول اميركية بل مخططات ل «حل» رقبة الحركة الوطنية العربية»
والفلسطيتية.
وعلى خلفية هذه المواقف والمعطيات» يبدى الاندفاع الفلسطيني نحو المؤّتمر الدولي بحماس
اتجاهاً غير محمود العواقب تماماً. فلا يكفي ان يتم وضع مخطط تحرك سياسي يبدو لامعاًء لكي يكفل
له ذلك بحد ذاته, النجاح. اذ لكي يتوفر مثل هذا النجاحء لا بد من عوامل اخرى تدعمه؛ لعل ابرزها
«وأعدُوا لهم.. وهق ما لم تنفذه المقاومة حتى الآن على الوجه الاحسن: مع ان الساعة تجاوزت
الحادية عشرة؛ على الرغم من الدعوات المتكررة لذلك, والتي يوّمل ان تكون هذه المرة واخيراً جدية.
ان المجلس الوطني الفلسطيني, في دورته الثامنة عشرة. التوحيدية, لم يكتف. على اي حال»
بمتعة «الوحدة الوطنية»: على الرغم من أن «النعمة» لم تشمل كافة الابوات / الرفاق/ الاخوة, فبقي
بعضهم خارج الاطار. كما انه لم يُضع كامل وقته في التغني بمحاسن المؤتمر الدولي »بل اتخذ: ايضاء
قراراً آخر دعاء يموجبهء الى «مواصلة النضال باشكاله كافة, كفاحاً مسلحاً وجماهيرياً وسياسياً:
لتحقيق اهدافنا الوطنية وتحرير الاراضي الفلسطينية والعربية».
ويبدو لنا ان هذا هو القرار الاكثر صحة الذي اتخذه المؤتمر؛ وا ن كان يُخشى ان يكون .هو أيضاًء
بمثابة كلام حق يراد به باطل او بصورة اكثر دقة. كلام حق ينفذ بطريقة باطلة.
ان الاشارة الى «الكفاح المسلح», باعتياره احد اشكال النضال الفلسطيني» تختلف, بالطيع,
عن «الحكمة» المعروفة المتضمنة في الوثيقة المسماة الميثاق الوطني الفلسطيني» والتي تنص (المادة
) على «ان الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وهى بذلك استراتيجية وليس تكتيكا».
وبالتالي يمكن اعتبار ذلك القرار خطوة أخرى نحن العقلانية ى «النضوج» المقاومي, يؤّمل أن لاينجم
عنهما اي ضرر.
غير أنه يبدى ان هذه العقلانية ذهيت بعيداً. وبات من الضروري لجمها اذ يُخثى أن يكون ذلك»:
قِ نهاية الامرء ميرراً لاستبدال الكفاح المسلح, الحقيقي, بالعمل «السياسي» و «الجماهيري» . ولو
خُيرنا بين النصوص,. لأخترناء بدلا من الاثنين المذكورين: ذلك الذي يرد في «وثيقة طرابلس». الداعي
الى «مواصلة النضال بكافة اشكاله وفي مقدمتها الكفاح المسلح باعتباره الشكل الرئيسي لنضال
شعينا».
العدد ,17١- ١77١ أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) 11/1 لون لسطنية 1" - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)