شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 22)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 22)
- المحتوى
-
صيري جريس ححح
وأياً كانت: على كل حالء: العبارات والصياغة: فان العبرة تكمنء اول واخيراً في الممارسة
ب والتطبيق. وفي هذا الصددء يُلاحظ: على وجه العموم, ان الكفاح المسلح, رغم الحديث الطويل المستمر
حوله من قبل مجموعات المقاومة كافة» لم يُمارسء مرة»ء على الوجه الصحيح؛ ويالتاليء فانه لم يود الى
الفائدة المتوخاة منه. وقد نجم ذلكء كما يبدو لناء عن مفاهيم خاطتة؛ اعتير يموجبها الكفاح المسلح
«حالة» معينة» تفترض التدرب على استعمال السلاح وحمله واتقان «الطخطخة» والقيام بعمليات
«عسكرية», حسب التساهيلء ضد العدو الصهيوني. وبالمقارنة مع الوضع الذي كان قائماً قبل ظهور
المقاومة. حيث كان مجرد النظر الى السلاح يكاد يكون محظوراً على الفلسطينيينء بدا الواقع الجديدء
على الرغم من هشاشته. مثيراً ومغرياً . ولقد ساهم هذا النشاطء في حينه؛ على كل حالء وأياً كان مدى
فعاليته, في تعريف العالم بالقضية الفلسطينية على الاقلء بعد ان كادت تختفي. وتُوّجت تلك المرحلة
بتحقيق انجازات سياسية كبيرة» لم تتبلور نتيجة جهوب المقاومة فقطء بل, ايضاًء بسيب احداث مهمة,
لعل ابرزها حرب تشرين الاول ( اكتوبر ) 19177, اسفرت عن الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية
ممشلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطينيء على الصعيدين العربي والدولي. وتبع ذلك مرحلة من
«الانتشار» السياسي الفلسطينيء في مختلف انحاء العالم» في طفرة من «الانجازات» المتلاحقة بدا
معها كأن «النصر» اصبح قاب قوسين او أدنى.
ويبدو انه عند هذه المرحلة تنبه العدو الصهيوني للخطر المحدق الذي راح يهدده. فحركة المقاومة,
التي كان يحلوله ان يصفها بأنها مجموعات «مخربين» لا تستحق اهتماماً كبيراً راحت تتبلور على
شكل حركة سياسية: بدت كأنها تنضج تدريجياً» وتنجح في اعادة احياء القضية الفلسطينية,
بأبعادها المحلية والدولية المختلفة» على ما يمثله ذلك من خطر يتمثل في بعث البديل النقيض للكيان
الصهيوني. وسرعان ما تغير الموقف وقررت اسرائيل ان «تشتغل» بمنظمة التحرير الفلسطينية «على
الثقيل». وتمثل هذا «الشغل»؛ في أحد شقيه. بمحاولات عدة لخلق قيادات فلسطينية بديلة داخل
الاراضي المحتلة وطرح مشاريع حلول مختلفة على هذه الدولة العربية او تلك, تميزها كلها محاولات
القفز عن م.ت .ف. والغاء دورهاء بشكل او بآخر. وقد باءت كل هذه المحاولات بالفشلء في نهاية الأمر,
على الرغم من المشاكل التي سببتها. اما الشق الآخرء الاكثر خطورة» والذي لم ينته بالفشل تماماً:
فقد تمثل في شن حرب شبه شاملة؛ لا هوادة فيهاء على م.ت.ف. كانت محطتها الرئيسة اذكاء نار
الحرب الاهلية في لبنان» حيث تمركز النشاط الفلسطيني الرئيسء بهدف تدميره او على الاقل, تضييق
الخناق عليه. ولما لم يتحقق ذلكء قامت القوات الاسرائيلية: اخيراً ؛ باجتياح البلد وعملت على اخراج
القوات الفلسطينية منه عنوة؛ ليظهرء بعد ذلكء النظام الاسدي على المسرح.ء علناً محاولاً اكمال
المهمة, بأساليبه الخاصة به.
وخلال هذه الفترة بأسرهاء على ما تخللها من تجارب مريرة مختلفة, لم يقم الفلسطينيون؛ على
الرغم من المتاعب الشديدة التي واجهوهاء بتطوير نشاطهم العسكري سمّوه «الكفاح المسلح» ان
شئتم - والارتقاء بهء بمايتلاءم مع طبيعة المرحلة المستجدة وتحدياتهاء بل امعنوا في الاشتغال .
«بالسياسة», اضافة الى ما فرض عليهم من مقارعة «الاشقاء» العرب: حتى اذا ارادوا العودة الى
«العسكر» وجدوا انهم كادوا ينسونه. بينما لم يتقنوا السياسة ايضاًء فبات حالهم كحال ذلك الغراب
الذي اراد تقليد مشية الحمامة» ولم يفلح. وعندما اكتشف ذلك وأراد العودة الى مشيته الاصلية,
وجد انه قد نسيها أيضاً.
ولا حاجة الى التنويه بأن هذا المجال؛ الذي نحن بصدده الآنء مهم وحيوي للغاية ولا يحتمل
«التريقة». فبدون اتقان هاتين المشيتين: مشية الحمامة ومشية الغراب: سوية وفي آن معاًء والتمسك
؟؟ شْوُون فلسطيزية العدد :١7١- ١7١ أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) /15410 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)