شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 35)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 35)
- المحتوى
-
لل حول الانقسامات الفلسطينية
بعض المخاطر التي يمكن ان تنشاً ان يساعد في جلاء وتوضيح بعض ال لمفاهيم الضرورية التي
يصعب الاستغناء عن مناقشتهاء ولا سيما تلك التي ساهم التحليل النظري للاستشراق في جعلها
ترتفع الى مستوى المسلمات؛ وهي المفاهيم التي يمكن ان نجدها متفشية؛ بشكل او باخر, في كتايات
عدد من المفكرين العرب الذين حاولوا تلمس ايعاد هذه المشكلة.
يطرح بيرك سؤاله السابق في اطار صياغة تاريخية وثقافية تنتمي الى مستوى ومشروع آخر
مغايرء أي ضمن ذلك الاطار العريض الاشمل الذي شاعت تسميته ب «الاستشراق». ويغض النظر
عن طبيعة التقسيمات الموجودة التي يمكن مع ذلك - الموافقة عليهاء داخل هذا الاطارا")؛ غير ان
الامر الجوهري يظل في ان طبيعة السوّالء بحد ذاته. تعكس استمراراً. من الناحية النظرية
والتاريخية» لتلك الشواغل الثقافية والايديولوجية التي ميزت تاريخ الاستشراق خلال القرون القليلة
الماضية. ان ثمة بنية مغايرة, وتاريخ مغاير لمجتمعء كانت الاحداث والظواهر المنيثقة عنه موضع
تساوّل باستمرار. وليس من اهداف هذه الدراسة الغوص في هذا الموضوع المعقد والمتشابك بالطبع؛
وانما الهدف كشف النقاب عن جانب من تلك الملابسات التي اثارتها تلك الشواغل الثقافية
والايديولوجية: في كتابات عدد من المثقفين والمنظرين العربء والاسرائيلين ايضاًء الذين حاولوا دراسة .
هذه الظاهرة(؟).
يقول احد الباحثين العربء في محاولة العثور على جواب عن السؤال السابق: «... ومن
الخصائص الهامة. التي يجب تسجيلها لهذه الطبقة [المتوسطة الصغيرة] هي انهاء وان كانت اصيلة؛
منسجمة الجذور محلياً وعربياًء » الا انها لم تكن طبقة متماسكة موحدة على امتداد مجتمعات الشرق
العربى المتعددة والمتباينة. لقد كانت هناك فواصل عديدة تؤّثر على وحدتها القومية وانسجامها
الطبقي الذاتي . فالانقسامات ' الفئوية ' المتداخلة, المتشابكة: حولتهاء في حالات كثيرة» الى شرائح
تتصارع فيما بينها داخل معسكر الثورة البرجوازية ذاته»(*). ويضيف الباحث؛ مستخلصاً مما
سبيق: «ولريما مكنتنا ملاحظتنا لهذه الخاصية في البرجوازي ية العربية الصغيرة من تفسير وتفهم كثرة
الانقسامات في الاحزاب القومية والحركة الوحدوية من الداخل موضوعياً (دون ان نرجع ذلك الى
مثالب اخلاقية وانانيات شخصية دائماً) - حيث يتحول التنظيم الواحد الى اجنحة: والاجنحة الى
فروع وشللء وتضيع الفروق الفكرية في غمرة تعدد التجمعات ' الفئوية ' - الصغيرة المنقسمة»
باستمرار, على ذاتهاء ونواجه بعدة ' عقائديات ' ضمن اتجاه سياسي - طبقي فكري واحدء ومن
تحت الرداء التنظيمي الجديدء د برغم فكرته الثورية التقدمية» تبرز بوجهها مع استمرار تشقق
المكونات الوراثية القديمة في مجتمع الشرق الادنى» من محلية:» واقليمية: وعائلية عشائرية» وطائفية
مذهبية»().
لعلنا لا نتمكن من العثور على نموذج مشتمل على الوضوح لبحث هذه المسالة اكثر مما يقدمه
لنا هذا النص . وللوهلة الاولىء يبدو التفسير الذي يقدمه الكاتبء مقنعاً . فهوء وان كان يتحدث بلغة
ايديولوجية: الا انه يحاذر الانخراط في الطريقة التقليدية الدارجة. أنه لا يقدم حكماً نهائياً لادانة
طرف على حساب طرف آخرء بل انه يتخذ موقف الحياد تجاه الجميع. فاذا كانت «الأردية الليبرالية»
في الفترة السابقة قشوراً على جسم قديم» فان «الاردية الراديكالية الاشتراكية» لم تكن اكثر
انسجاماً وتجذراً على «الجسم القديم ذاته»("). لماذا؟ «لآن الثابت في هذا الجسم هو مكوناته القديمة
المتوارثة» التي تتوافق» في كل مرحلة؛ مع مكوّنات او تحولات جديدة وافدة»(").
هكذاء اذا ؛ يخلص الكاتب الى ان المشكلة لا تكمن في «العقائديات»: او الايديولوجيا التي تطرحها
هذه الحركة او تلك. وانما تكمن في «الجسم القديم» ذاته. والثابت في هذا الجسم هو «المكونات
العدد ١7١ - ١7٠١ أيار/ حزيران (مايو/ يونيى) ١114177 لَشوُونَ فلسطيزية 23 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39479 (2 views)