شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 36)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 36)
المحتوى
القديمة المتوارثة», التي هي عائلية» عشائرية» طائفية؛ مذهبية» الخ» التي تتغلب:ء في النهاية» على
جميع «الاردية» الايديولوجية» سواء أليبرالية كانت أم اشتراكية. أي انه, حسب هذا الاستنتاج»
ليس من المجدي البحث في الافكار والايديولوجيات: طالما ان العلة هي في تشقق المكونات الوراثية
القديمة في مجتمع الشرقء التي تلعب الدور الحاسم في التشقق والانقسام الحاصلين في بنية هذه
الحركة الى فروع وشللء الخ. اما في شأن مفهوم «الطبقة» ذاته, فان الكاتب يرى ان هذا المفهوم ظل
مفهوماً «غائماً» واقل تحديداً من «الطبقية» الغربية» المكتملة في مجتمعها الغربي الصناعي محددة
الملامح والقسمات().
الى هناء تكتملء تقريباء كل عناصر الجواب الذي يفسر السؤّال. فغياب التيلور الطبقي»: بمفهومه
الغربيء أي بقاء وديمومة «الجسم القديم». يفتح المجال لسطيرة المكونات الوراثية. لكن الكاتب لا
يفسر لنا اسباب بقاء هذا التبلور غير مكتملء وما اذا كان من الممكن العثور على ابعاد ذات طبيعة
اقتصادية ‏ اجتماعية لهذه الصراعات والانقسامات, طلما ان ارجاع هذه الاسياب الى «مثالب
اخلاقية» و «انانية». هو امر مستيعد .
لكن؛ ربما في هذه المداخلة, التي يقدمها احد الباحثين الاسرائيليينء يمكن العثور على تفسير
اوضح لهذه المشكلة التي تركها الكاتب بدون حل. يقول شلومو افنيري: «ان فرص اعادة تشكيل بنية
المجتمع في آسياء وانخراطه, بشكل نهائيء داخل المجتمع البرجوازي (أي في اطار النموذج
الاددوبي) ‎٠‏ وبالتالي بالاشتراكي لاحقاً. تزداد كلما اصبحت السيطرة الاوروبية على ذلك المجتمع
مياشرة اكش( ‎.)١‏ غير ا ن الاستعمار الاوروبي» الذي تشكل سيطرته الحاسمة العامل الاهم في مفهوم
افنيري لتطوير البنية» بدلا من ان يحطم البنية الاجتماعية القديمة للمجتمع العربي (الجسم
القديم)» لم يفعل سوى اعادة خلق النزعة العسكرية والتخلف. ولذلك» فان «المجتمعات العسكرية في
الشرق الاوسط الحديث. هي الوريث المباشر للاتراك والسلاجقة والمماليك. من حيث القيم والدور
الاجتماعي»7٠').‏ حيث «قدمت القوى الاوروبية التكنولوجيا العسكرية الحديثة» دون تثوير البنية
الاجتماعية الاساسية الراكدة والمتخلفة»!١١).‏ وهكذاء يخلص افنيري الى «ان الدول العريية» في
مرحلة ما بعد الاستعمار. هي استمرارية للمجتمعات الاسلامية القديمة؛ المبنية على الحكم
العسكريء ولا ترتبط ايديولوجيا القومية» والاشتراكية العربية» يعملية اعادة تنظيم القيم الاجتماعية,
والبنية الاجتماعية5). لماذا؟ «لآن السياسة والثقافة الاسلامية تشكلت على أيدي نخبة عسكرية,
بينما اهتمت مجموعات الاقليات بالتجارة... مما منع ظهور طبقة وسطىء كعنصر رئيس في السياسة
القومية»9١).‏
ان ما يقوله الباحث العربي حول استمرارية «الجسم القديم» وغياب الطبقة ‏ النموذ ج الاودوبي
- وبالتالي سيطرة التكوينات الوراثية وغلبتها على مسرح الحياة السياسية والاجتماعية العربية» بلغة
غامضة ومدورة؛ يوضحه افنيري ومدرسة الاستشراق التقليدي التي تشكل مرجعية افنيري الثقافية,
بصورة اكثر وضوحاً . فالمجتمع الاسلامي» او مجتمعات الشرق الادنى لا قرق» تتألف. حسب هذا
المنظور. من مجموعات اجتماعية ‏ فئات ‏ معزولة» او من «فسيفساء من القبائل والاقليات الدينية
والمجموعات الاجتماعية والروايط»(*')» التي لم تستطع الرأسمالية (النموذج الاوروبي): حسب
مقولة كارل ماركس الشهيرة» ان تحطمها وان تعيد بناء العالم القديم على شاكلتهاء او حسب افنيري
- دون ان تثوّر «البنية الاجتماعية الاساسية الراكدة والمتخلفة». ولذلك؛ فان السمة الجوهرية للحياة
السياسية هي الصعود الاعتباطي والسريعء اى الحركية الاجتماعية:؛ لاولئك الافراد الذين «تعلموا فن
المناورةء واستخدام النواحي غير البارزة للقوة» فتتسم الحياة السياسية: عامة؛ بالصراعات»(١١).‏
51 شوون فلسطيزية العدد ‎١7١-17١‏ أيار/ حزيران (مايو/يونيى) 19417
تاريخ
مايو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36098 (2 views)