شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 38)
- المحتوى
-
بهذه الحقيقة؟ ولماذ! لا يسعى الى توظيفها احتوائها في سياق تطوير مشروع «قومي ثوري» يتجاوز
العوائق المنهجية في الايديولوجيا العربية؟
ان الحاجة الى تطوير مفهوم ايديولوجي وسياسي حول دور الذخبة او «الانتلجنسيا» لتجاوز
اشكالية «الموزاييك» العربي ودور الطبقة المفقود كما دأب ياسين الحافظ في الدعوة اليها هي التي
افضت بهء حين عجز عن ايجادها في المقاومة الفلسطينية»ء الى ان يذهب الى اطلاق 3 قيمة» شامل
على المقاومة الفلسطينية ٠ ناعتاً اياها يأنها حركة «تقليدية». . وهي العوامل عينهاء تقرب يباء التي دفعت
الياس مرقصء ايضاًء الى ان يدعى في وقت مسبقء الى التشكيك بجدوى الثورة : الفلسطيكة . وان
يطرح اكثر من خمسين سوال لاستفتاء الجماهير العربية حول شرعية المقاومة الفلسطينية.
لكن ماذا يمكن ان نسمي حركة المقاومة الفلسطينية» ان لم تكن ثورة ؟ وقبل ذلك, ماذا يمكن
ان نسمي الثورة الجزائرية» وثورة اليمنء الخ ؟ ان هذه الاسئلة هي المتاحة وهي التي تقودنا الى
طرحها المقدمة السايقة
ان الافتراضات آنفة الذكر لا تعطي ؛ في الحقيقة, تفسيراً للسؤال الذي طرحناه في صدارة هذا
البحثء وانما تنتهي الى نسف الافتراض الاساسي عينه الذي يقوم عليه السؤال؛ من حيث التسليم
الخضمني بأن ثمة حركات وطنية» واحزاباًء مبرر وجودها في الاساس, الثورة على وضع قائم من اجل
تغييره. سواء أاستعمارياً احتلالياً كان ام اجتماعياً: وهي التساؤّلات عينها التي طرحتهاء قبل ذلك:
الحركات الثورية الكبرى التي شهدتها اوروبا ذاتها. وليست الانشقاقات» التي عرفتها الثورة
البلشفية» في اوائل هذا القرنء الا أحد الامثلة الاكثر وضوحاً على ذلك57؟).
غير انه في الامكان القول ان التغييب المتعمد لأية محاولة جادة لسبر غور طبيعة المشكلات التي
واجهت الحركة التحررية العربية!؟')» ومنها الفلسطينية »هو الذي يغذي هذه المحاولات بحرف تفسير
تلك الظواهر الى مستوى آخر وعبر منظومة قبلية من الافتراضات والصياغات النظرية الجاهزة.
فجميع الافتراضات السابقة وان اختلفت الصياغات تنبثق من قاعدة واحدةء هي النظر الى بنية
المجتمع العربي باعتبارها بنية سرمدية» ثابتة. راكدة» تعيد انتاج الركود» والتخلف, وتدور في حلقة
دائرية مغلقة من التطورء لا مجال لتحولات دينامية تحمل التحولء او التغيير. ولذاء فان تفسير
الحركية السياسية يجب ان يخضع لهذا الافتراض المسبق. وهذا القانون ينسحبء ايضاًء على
تفسير الظواهر التي تنشاً من هذه الحركة السياسية» ومن ضمنها ظواهر الانقسامات والصراعات في
اطار هذه الحركة السياسية:» التي تعتبر «السمة البارزة» في تاريخ الحركة الوطنية العربية على نحو
ما ذهب اليه بيرك. وعلى ذلك: ايضاً »من غير المجدي البحث في تلك «القشور» او«الاردية» الايديولوجية
التى تتيناها الحركات والاحزاب السياسية لتفسير العوامل الاساسية لظاهرة الانشقاقات
والانقسامات التي شهدتها الاحزاب والحركات.
اما الملاحظة الاخيرة التي نرغب في التطرق اليها قبل الانتهاء من هذه المسألة. فهي ملاحظة
تتعلق بالمنهجية التي يقوم عليها التحليل السابق. اذ على الرغم من انه يغفل؛ مسبقاًء ٠ الاهتمام
بالبحث في مشكلات البنية الاجتماعية» وحتى في قضايا الاقتصاد السياسي!*'), فان هذه النظرة
المصدودة تقترنء عند التحليلء بالفكرة التقليدية التي تقول بأن التنضيد الاجتماعي قد تحدد,
مسيقاً. حسب اسس دينية» وذلك - حسب تعبير اندرسون فان وجهة النظر التي تقول أن التاريخ
السياسي للشرق كان تاريخاً دائرياً مقفلاً بشكل اساسي» ولم يكن يحتوي على أي تطور ديناميكي او
تصاعدي(7 '), تصبح مقبولة ومرحباً بهاء لاعتبارها صالحة للتطبيق في كل الظروف. والحقيقة؛ ان
مجرد الاعتراف بالتغيير سيفرض, تلقائياً. البحث في اسس ومعايير وادوات اخرى للتحليل. لكن
0 شْوُون فلسطيفية العدد :١7١- ١7١ أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) 19417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39479 (2 views)