شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 47)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 47)
- المحتوى
-
ل حول الانقسامات الفلسطينية
صيغة من صيغ التسويات التي تحاول الانظمة العربية: الرجعية والبرجوازية» جرها اليها». ثمة حكم
مسيق» » وقاطع: تتضمنه هذه الصياغة: يقيم علاقة تمائل بين الدخول في «أي ت تسوية». و«الانحراف».
وهذا ما يتجلى في التشديد على شمولية اقتران هذا الانحراف بغض النظر عن طبيعة صيغة التسوية
- «أي صيغة من صيغ التسويات», الامر الذي يوحيء مقدماً »ليس بموقف سياسي ذي طبيعة مطلقة ؛
وقاطعة» وهذه على أية حال من السمات الاساسية لهذه الايديولوجياء وانما يعكس استهتاراً واضحاً
بالحركة السياسية في الواقع» والاستنكاف عن محاولة فهمهاء والتدخل من أجل التأثير فيها لصالح
الاهداف السياسية التي يجري تبنيها. ولكننا نرغب من اجل الحصول على نتائج افضلء نقل النص
الى ميدان الواقع ذاته. ولنبداء اولاًّء بهذا السؤال: ما هي صيغ التسوية التي جَرّت الانظمة الرجعية
والبرجوازية قيادة م.ت.ف. اليها لكي تكون طرفاً فيهاء اومن المحتمل ان-تجرها اليها ؟ أما السوّال
الثاني» فيمكن صياغته على النهوى التالي: اذا كانت «أي صيغة من صيغ التسوية» مرفوضة.
باعتبارها تمثل انحرافاً فبماذ! يعتقد مصدرو التقرير ؟ هل ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي غير
ممكن ان يتفتح على آفاق تسوية مثلاً ؟ واذا كان كذلك, فهل يعني ان الحركة الوطنية الفلسطينية
ينبغي عليها أن تقوم بانجاز عملية التحرير الكاملة, وغير المنقوصة:. ومرة واحدة ؟ وكيف ؟ من نافل
القول» ان هذه التساؤّلات وغيرها لا تحتل أي وزن بالنسبة الى هذه الايديولوجياء التي لا يقع على
عاتقها صوغ سياسة عقلانية واقعية, تستجيب للمهمات والاهداف التي تسعى الى تحقيقها الحركة
الوطنية الفلسطينية بقدر حاجتها الى صوغ سياسة تستجيب لارضاء كبرياء النزوع «الثوري»
النقي؛ الطهوريء الذي يجب ان يحافظ على نقاوته وطهارته, حتى لو أدى ذلك الى ان تنتهي القضية
الفلسطينية الى الضياع.
هناء يترتب علينا العودة الى المساجلات السياسية التى شهدتها حركة المقاومة الفلسطينية خلال
العام 1514ء حول الموقف من اشتراك م.ت.ف. في مؤتمر جنيف, باعتبار ان هذه المؤتمر الدولي كان
يشكل الصيغة الوحيدة المطروحة للتسويةء والتي قامت الجبهة الشعبية بالانشقاق عن منظمة
التحريرء حتى لا تتحمل وزر آثام انخراط المنظمة فيها. ومن المفارقات ان الجبهة الشعبية انشقت
لمحارية هذه التسوية» وعادت. بعد بضع سنواتء الى المنظمة, في الوقت الذي لم تستطع ادراك ان
التسوية التي تنطوي على تنازلات اساسية من جانب اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية, قد ظلت
مرفوضة من قبل تل ابيب وواشنطن. اما تمسك المنظمة بهذه الصيغة؛ فقد ظل يشكل احد ابرز
الثوابت السياسية في الحركة السياسية للمنظمة.
لم يكن استحضار تلك الفترة الا بسبب الحاجة التي تقتضيها اعادة صوغ هذه الاستمرارية
في البناء الايديولوجي الذيء على الرغم من النقد الذاتي» ظل يحافظ على منطلقاته وينيانه؛ دون ابداء
ادنى قدر من احترا م الوقائع والتجربة, حيث يتحول الخوف من التسوية الى نوع من «الاثم الديني»»
اى التجريد الغيبي» الذي يقتضي من المؤمنين دائماً ان يبقوا على حذرء وعلى استعداد مسيقء لرؤية
ما يحيكه الشيطان في كل شكل من اشكال التحرك السياسيء بل وفي كل خطوة تخطوها المنظمة.
لماذا الافتراض المسيق يأن أي تسوية ستكون غير عادلةء ومكروهة: ومحرمة, وتقود الى
الانحراف (الخطيئة)؟ ليس ثمة افتراض مسبق لضرورة طرح مثل هذا التساؤل, ٠.حتى يصبح ممكناً
العثور على جواب عنه. بل انه «بقدر ما يكون التوجه واضحاً لاحباط التسوية, يكون الالتزام الثوري
بميادىء ويمصالح جماهيرها واضحاً»("*). على هذا النحى يتلخص الموقفء وال معيار. و ماذا؟
الجواب سهل وبسيط: لأن اسرائيل «لا يمكن ان تنسحب الا امام واحد من احتمالين: أمام سلطة
رجعية» ا قوة مستسلمة»7"). والواقع ان الانسحاب الاسرائيلي» حسب تقرير العام :١91/6 ليس
العدد ١7٠١ -١7١ء أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) 1141 لُمُون فلسطيزية لعا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)