شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 51)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 51)
- المحتوى
-
لب حول الائقسامات الفلسطينية
نستخلص بنوع من الايجاز بعض النتائج المترتبة على ذلك:
١ -ان التفسير الماركسي الذي تقدمه الجبهة الشعبية حول البنية الطبقية والتصنيف الطبقي
للشورة الفلسطينية؛ هى تفسير يتسم بالغموضء ويخلى من اي اساس. وهو بهذا المعنى, تفسير
وصفيء لفظي, الدافع اليه الرغبة» وليس التحليل الواقعيء و «العلمي». وه بهذا المعنى ايضاًء لا
يقدم تفسيراً منطقياً للنتيجة التي يخلص اليهاء باعتبار ان الانقسام الفلسطيني ذو طبيعة طبقية,
يتمحور حول «النزعة الانعزالية غير الوحدوية» للبرجوازية الفلسطينية»التي لم تقدم الماركسية
الفلسطينية, ككل؛ اي تحليل جدي مقبول لهاء ولدورها.
؟ - ان هناك اساساً حقيقياً للقول ان الانقسامات والخلافات داخل صفوف الحركة الوطنية
الفلسطينية تعود الى اسباب سياسية وايديولوجية» وان هذه الاسباب تتمفصلء في الواقعء كما رأيناء
بين نمطين من التفكير السياسي؛ يشكل احدهما حالة قطع مع الارث التقليدي في السياسة
الفلسطينية:؛ والآخر استمراراً لهذا الارث. الاول نمط من التفكير العقلاني «الثوري»» يمارس
السياسة بمعناها الواقعي. حيث يجرى تكييف الممارسة السياسية مع الاهداف التي تنشدهاء وبين
نمط آخر من التفكير السياسى «المحافظ», والمنغلق على نفسه؛ يمارس السياسة, وفق الطوباوية: حيث .
تنشد السياسة ملاءمة الايديولوجياء وارضاء الذات.
اما النقطة الثالثة والاخيرة» التي يهمنا ابرازهاء فهي التأكيد ان الانقسام الذي عرفته
المقاومة الفلسطينية كما تجلى ذلك في المحاولتين البارزتين اللتين تمت الاشارة اليهماء لا تنطبق عليه
بأي حالء مفاعيل تلك الافتراضات النظرية السابقة التي تمت مناقشتها في بداية هذا البحث. وان
في وجود تعددية سياسية؛ وايديولوجية؛ في اطار حركة المقاومة الفلسطينية؛ وهي من السمات البارزة
في اطار هذه الحركة؛ يمكن تفسير الخلافات والانقسامات التى شهدتها هذه الحركة, التى لا تعبر
عن انقسام وراثيء بالمعنى الذي سبقت الاشارة اليه. 1 1
هذه هي الاستنتاجات الاساسية التي يمكن التوصل اليهاء في ضوء ما سبق. والواقع, انه
اذا أجري استبعاد الانقسام على اساس طبقيء كما يذهب الى ذلك التحليل الماركسي
الفلسطيني» فلا يعني ذلك أن هذا البحث» يعتقد بلا جدوى عملية تحليل بنية حركة المقاومة,
على اساس الخبرة المنهجية والنظرية التي تمتلكها الماركسية؛ وانما هي تحتج على الاستخدام
المبتذل لهذا المنهج, الذي يحول هذه النظرية الى مجموعة من القوالب» والنصوصء الخالية من
أي معنىء حينما يجرى تكييف الواقع على مقاس هذه القوالبء» دون ابداء الحد الادنى من
احترام هذا الواقع» وهذه النظرية نفسها. اما كوننا نذهب الى تفسير هذه الاسبابء في انقسام
الحركة الوطنية؛ الى اسباب تتعلق بالتفكير السياسيء والايديولوجيء فليس غايتنا ان نتوصل الى
تحقيق التماثل والوحدة في التفكير؛ فهذه المسآلة, عدا عن استحالتها واقعياً. فهى هدف غير
مطلوب. وانما غايتنا من دراسة بعض اشكال هذا الفكر ان نبرز الاثر الضار الذي يمارسه هذا
الفكر على صعيد النضال الوطني الفلسطيني. ان التعددية الايديولوجية, في الفكر السياسي
الفلسطيني, هي قضية يجب الدفاع عنها دوماً. لما يشكله ذلك من ضرورة: واغناء للتجربة
الفلسطينية. غير ان النضال ضد بعض الافكار الخاطئة التي يمكن ان تؤدي بالعمل الفلسطيني
الى التهلكة. فيجب ان ينظر اليه على انه لا يقل أهمية, وضرورةء عن الحاجة الى الحفاظ على
هذه التعددية. ويهذا! المعنى نفترض أن ينظر الى هذه المحاولة.
ولكنء اذا كنا توصلنا الى ان اسباب الانقسامات هي اسباب داخلية: بالمعنى الذي اشرنا اليه,
فان توضيح الابعاد السياسية التي انطوت عليه هذه الانقسامات: يبقى غير مكتمل دون التطرق الى
العدد ١7١-7٠١ أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) 114177 لتوُون فلسطيزية اه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)