شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 52)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 52)
- المحتوى
-
حسين حجازي حل
ملابسات هذه الانقسامات: على صعيد التداخل العربي. وهي القضية التي نرغب في ان نختم هذا
البحث بهاء عبر التطرق اليها بايجاز.
تجدد مشروع الهيمنة السوري
ثلاث دول( اثنتان تبعدان» من الناحية الجغرافية: عن التماس مع اسرائيلء: وواحدة تقع
على هذا التماسء قيض لها ان تلعب دوراً بارزاً في الانقسامات التى عرفتها الحركة الوطنية
الفلسطينية طوال العقدين الماضيين. وهذه الدول هي: سورياء العراق, وليبيا. اما ما يجمع ما بين
هذه الدول الثلاث؛ فهو التقاء هذه الدول على تبني الايديولوجيا القومية؛ باعتبارها المشروعية التي
تستمد منها هذه الدول الثلاث مبررهها في الحكم. أما الجانب الآخر_الاهم الذي يجمع فيما بينهاء
فهو | شتراكها في تلك المحاولات التي بدأت؛ فعلياً » بعد ترا جع الدور المصري للعب دور اقليمي في
المنطقة كتعويض عن الفراغ المصري.
والواقع ان حزب «البعث» في العراق كان الاسبقء من الناحية الموضوعية والتاريخية» عدا عن
امتلاكه للامكانات, للعب دور اقليمي بارز بعيد العام 19178. فمنذ اواسط السبعينات حتى العام
6 كان العراق تمكن من انجاز «نهضة» اقتصادية؛ وعمرانية» وقوة عسكرية, بصورة لافتة ؛ وهي
البنية الاساسية اللازمة كقاعدة انطلاق لأي سياسة تطمح للعب دور مؤثر في منطقة بد أت تشكو من
غياب زعامة اقليمية. ويمكن القول ان هدفين رئيسين كانا على جدول اعمال القيادة العراقية في ذلك
الوقت: الاولء الاتجاه غرياً «مشل حركة القيادة السورية داخلياً وخارجياً لاسقاطها واعادة الجناح
القومي من حزب البعث الى الحكم»('"), أي لتوحيد حزب البعث والسيطرة على سوريا؛ اما الثاني,
فكان الاتجاه نحو الجنوب» شا فاعدة و في منطقة الخليج العربي. ولكن كما أظهرت التجربة,
فان أي سعي اقليمي عربي لا يمكن له ان يحقق الفعالية المرجوة, طالما بقي بعيداً من اطار التماس
مع «القضية المركزية القومية», أي القضية الفلسطينية ؛ وربما كان هذا احد اقدار الثورة الفلسطينية
ان كل مسعى عربي اقليمي يجب ان يصطدم بها. ويمكن القول ان هدفاً ثالثاً يتوازى مع الهدفين
السابقين, كان يسعى العراق الى تحقيقه؛ وهو يتمثل في السعى الى ايجاد موطىء نفوذ على الساحة
الفلسطينية يستطيعء من خلاله, ممارسة التأثير على منظمة التحرير الفلسطينية» وهذا ما أخذ
يتضح.ء بصورة اساسية: عبر النشاط العراقي المكثف بعيد العام 11177, لاستقطاب تحالفات
فلسطينية ولبنانية» وهو ما انتهى؛ عملياً» الى تشكيل «جبهة الرفض» بزعامة الجبهة الشعبية, التي
ذهبت الى حد اعتبار تحالفها مع العراق» وحزب «البعث»., تحالفاً استراتيجياً. وقد ذهب العراق؛ في
الصراع المكشوف مع منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتهاء الى حد اللجوء الى الوسائل العسكرية,
والتصفيات الجسدية, التي ذهب ضحيتها بعض كوادر م .ت.ف. في عدد من الدول الاوروبية.
ولكن يبدو ان عوامل سياسية وجغرافية متضافرة التقت الى الانتهاء بالمحاولة العراقية الى
الفشل. ربما كان ذلك يجد تفسيرهء الى حد ماء في البعد الجغرافي للعراق من حدود التماس مع لبنان»
الذي كان يشكلء في ذلك الوقت» قاعدة التواجد الرئيسة لقوة المنظمة. بحيث ادى ذلك الى التخفيف
من الآثار السلبية للمحاولة العراقية؛ الا ان التفسير الادقء يعوب في الحقيقة, الى اسياب سياسية,
تتعلق بالمتفيرات التى حدثت في ذلك الوقت في المنطقة . وابرزها:
١ -زيارة انور السادات للقدسء وتوقيع النظام المصري على اتفاقية كامب ديفيد. وقد كان من
نتائكج هذا الحدث اعادة قلب التوازنات والتحالفات على الصعيد العربى» ولا سيما على صعيد
العلاقات الفلسطينية السورية» والسورية اللبنانية.
دك اشوُون فلسطيزية العدد 2١7١-١7٠١ أيار/حزيران (مايو/يونيو) 194107 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)