شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 60)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 60)
- المحتوى
-
د. عبد الوهاب المسيري
فاقترح على المستوطنين ممارسة نشاطهم الاستيطاني في فلسطين من خلال اتفاق مع «حزب
الفلاحين»؛ وبعد الحصول على موافقتهم, لأنهم اكثرية سكان البلد(”*). كما اقترح محاولة «اقامة
تحالف عربي - صهيوني بدلاً من التحالف التركي الصهيوني» المقترح آنذاك(').
ويلاحظ ان ادراك ابشتاين للعربي يختلفء جذرياً. عن الادراك الصهيوني العام؛ وكان ادراكاً
ولا شك شجاعاً لم يحاول تهميش العربي او تغيبه؛ ولم يختبىء وراء اي مقولات ضبابية كاذبة, اذ
اعترف بحقيقة القومية العربية والطابع السياسي القومي للنضال الفلسطينيء وب غباء مقولة «شراء
فلسطين».
ولم يكن ادراك العربي الحقيقي امراً قاصراً على الشخصيات الصهيونية المبهمة, والهامشية,
مثل احاد هعام او ابشتاين؛ بل اننا نجد ان كثيراً من زعماء الصهيونية ومفكريها قد عاشوا لحظة
الادراك هذه. فهرتسلء على الرغم من عمق سطحيته 1 ان صح التعبير |» » على الرغم من عدم فهمه
لكثير من الافكار السياسية في عصره. كان قادراً على ادراك تاريخية الواقع العربي وتركيبه. فحينما
كان في القاهرة يتفاوض بخصوص واحد من مشروعاته الاستيطانية الكثيرة استمع الى محاضرة عن
الري» ويبدو انه رأى بعض العرب المصريين واستمع لاسئلتهم, فكتب: «[ان المصريين] هم سادة
المستقبل هنا. ومن العجيب ان الانجليز لا يرون ذلك؛ فهم يعتقدون بأنهم سيتعاملون مع الفلاحين
الى الابد». ثم اخذ هرتسلء بعد ذلك يصف كيف ان الاستعمار ذاته يخلق الجرثومة التي تقضي
عليه؛ وذلك لانه «يعلمٌ الفلاحين الثورة»(), مبدياً دهشته لفشل البريطانيين في ادراك هذه الحقيقة
البسيطة. ونلاحظء هناء ان هرتسل لا يجزىء العرب الى مسلمين ومسيحيين» او اثرياء وفقراءء وانما
يدرك وجوب تيار تاريخي له ماض وحاضر ومستقيلء وانه تيار سياسي قومي يهدد اعتى الامبراطوريات.
وحتى بن - غوريون نفسه؛ لم يفلت من لحظة الادراك هذه. ففي العام 1554.: كتب التقييم
المستفيض التالي لثورة الفلسطينيين آنذاك؛ والذي سنقتبسه برمّته: «ابتداء. احب ان ابدد كل
الاوهام التي سادت بين الرفاق ان الارهاب [العربي] هو مسآلة مجموعة من العصابات؛ ممولة من
الخارج... نحن, هناء لا نجابه ارهاباً وانما نجابه حرياً. وهي حرب قومية اعلنها العرب علينا. وما
الارهاب سوى احدى وسائل الحرب. .. هذه مقاومة فعالة من جانب الفلسطينيين لما يعتبرونه اغتصاباً
لوطنهم من قبل اليهوب ولهذا يحاربون. ووراء الارهابيين توجد حركة قد تكون بدائية ولكنها ليست
خالية من المثالية والتضحية بالذات . ومنذ زمن الشيخ عز الدين القسام؛ اصبح واضحاً لي اننا نجابه
ظاهرة جديدة بين العرب. وهذا ليس النشاشيبي اى المفتي. فهذه ليست مسألة مصالح سياسية او
مالية شخصية. | ن الشيخ القسام كان زيلوتياً [غيوراً دينياً] على استعد اد للتضحية بحياته من اجل
مثل اعلى. ونحن اليوم لا نواجه واحداً وحسبء وانما المئات بل الالوف [امثاله]» ووراءهم كل الشعب
العربي. اننا نقلل من اهمية المعارضة العربية في احاديثنا السياسية في الخارج, ولكن ينبغي علينا
الا نتجاهل الحقيقة فيما بيننا. ان احترامى للحقائق السياسية (لا العلمية) هو الذي يجعلني اصر
على ذكر الحقيقة. والاعتراف بهذه الحقيقة يودي بنا الى نتائج حتمية وخطيرة بخصوص عملنا في
فلسطين.... يجب الا تبنى الآمال على ان العصابات الارهابية سينال منها التعبء اذ انه اذا ما نال
من احدهم التعب. سيحل آخرون محله. فالشعب الذي يحارب ضد اغتصاب ارضه لن ينال منه
التعب سريعاً. .. فمن الايسرلهم ان يستمروا في الحرب, والا يكلّوا ولا يتعبوا مما هو بالنسبة الينا..
والعرب الفلسطينيون ليسوا بمفردهم؛ فالسوريون سيمدون لهم يد المساعدة. فمن وجهة نظرنا هم
غرباء؛ ومن وجهة نظر القانون هم اجانبء ولكن بالنسبة الى العرب هم ليسوا اجانب على الاطلاق...
ان مركز الحرب هو فلسطينء ولكن ابعادها اوسع من ذلك بكثير. وحينما نقول ان العرب هم البادئون
1 نشؤون فلسطيزية العدد ١7١ -١7١ء أيار/ حزيران (مايو/يونيو) 19417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)