شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 61)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 61)
- المحتوى
-
حلب العربي الحقيقي في العقل الصهيوني...
بالعدوان وندافع عن انقسناء فاننا نذكر نصف الحقيقة وحسب. فبالنسبة الى امتنا وحياتناء نقوم
بالدفاع عن انفسناء ووضعنا المعنوي والجسدي ليس سيئاً... ويمكننا مواجهة العصايات... واذا ما
سمح لنا بتعيئة كل قواناء فانه لا يوجد ادنى شك بالنسبة الى النتيجة... ولكن القتال ان هى الا جانب
واحد للصراع الذي هو ء في جوهره. سياسي. ومن الناحية السياسية؛ نحن البادئون بالعدوان: وهم
المدافعون عن انفسهم. ان الارض ارضهم, لآنهم قاطنون فيهاء بينما نحن نريد ان نأتي ونستوطن,
ونأخذها منهم» حسب تصورهم.. . يجب الا نظن أن الارهاب هو نتيجة لدعاية هتلر او موسوليني -
قد يكون هذا عاملاً مساعداً, ولكن مصدر المعارضة يوجد بين العرب انقسهم»(3").
لقد اقتبسنا كلمات بن غوريون بشيء من التفصيلء نظراً لجديتها وجدتها . فتحليله للوضع في
فلسطين لا يختلف, الى حد كبيرء عن تحليل قومي ثوري عربي لطبيعة الصراع . وهو يضع القضية في
اطارها السياسي القومي الصحيح.ء ويراها في بعدها التاريخىء في الماضى والحاضر والمستقبل؛ والاكثر
من هذا تدل كلماته على احترام لعدوه وعلى تمييز بين الافندية والشيوخ من جهة (اي القيادات
التقليدية) والقيادات الفدائية الجديدة من جهة اخرى.
وقد عبر موشي شاريت هو الآخرء في احاديثه. ويومياته. وخطبهء عن ادراكه للعربي الحقيقي.
ففي خطاب له في التاسع من تموز ( يولي ) 1537 في اجتماع اللجنة السياسية لحزب مباي؛ عرّف
الثورة العربية بأنها ليست ثورة الافندية الذين يدافعون عن مصالحهم الشخصية: وانما هي ثورة
الجماهير التي تمليها المصالح القومية الحقه. واضاف ان الفلسطينيين يشعرون بأنهم جزء من الامة
العربية التي تضم العراق والحجاز واليمن؛ ففلسطين بالنسبة اليهم هي وحدة مستقلة لها وجه عربي,
وهذا الوجه اخذ في التغيير ان حيفاء من وجهة نظرهم »كانت بلدة عربية» وها هي قد اضحت يهودية.
ورد الفعل لا يمكن ان يكون سوى المقاومة». وفي 54 ايلول ( سبتمير ) من العام ذاته؛ كان شاريت
قاطعاً في تشخيصه للحركة العربية على انها ثورة ومقاومة قومية, وان القيادة الجديدة تختلف عن
القيادات القديمة!"). كما لاحظ وجود عناصر جديدة في حركة المقاومة: اشتراك المسيحيين العرب» بل
النساء المسيحيات, في حركة المقاومة!' ')؛ ولاحظ كذلك تعاطف المثقفين العرب مع هذه الحركة: ويينٌ
ان من اهم دوافع الثورة الرغبة في انقاذ الطابع العربي الفلسطيني» وليس مجرد معارضة اليهوب(١0).
بين الادراك والسلوك
من كل ما تقدمء يمكن القول ان ادراك الصهيونيين للعربي كان يتخطىء في بعض الاحيان,
التحين والمصلحة المباشرة. وسحب الاعتذاريات, ليصل الى الحقيقة التاريخية الحية. ومن هنا يطرح
السؤال نفسه. لِمَلَمْ تعد هذه اللحظات الادراكية, على الرغم من ندرتهاء تشكيل الرؤية الصهيونية ؟
وان لم تعد تشكيلهاء فلمٌ لَمْ تدخل عليها على الاقل» قدراً من التركيبية ؟ ٠
لعل الاجابة عن هذا السؤال عسيرة بعض الشيء, لانناء هناء لا نتعامل مع عالم الافكار ولا حتى
مع كيفية نشويّها وتحددها واكتسابها ملامح محددة؛ وانما نتعامل مع مدى تأثير الافكار في الواقع.
وهذه الرقعة التي تلتقي فيها الافكار بالواقع رقعة مبهمة غامضة ضبابية ليس لها قوانين
محددة. وان كانت تحكمها قوانين ماء قهي لم يتم اكتشافها بعد. ومع هذا لن يصيبنا القنوط
وسنحاول ان نجيب عن الاسئلة التي طرحناها؛ ولكن ينبغي» مع هذا ٠ أن ننبه القارىء الى الطبيعة
الذهنية لمحاولتنا التفسيرية. ويجب ان نؤكدء ابتداءً» ان الادراك: مهما كان عميقاً وجذرياً لا يترجم
نفسه.ء بالضرورة: الى فعل فاضل أو سلوك بعينه. واذ! اردنا ان نكون اكثر حيادية ووضوحاً لقلنا ان
الادراك الجذريء باعتبار انه يصل الى الواقع وجذوره. جذري وحسب, وقد يؤدي الى راديكالية ثورية
العدد ,17١- ١7٠١ أيار/ حزيران (مايو/ يونيى) 19/17 لَتُمُون فلسطيزية 55 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)