شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 64)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 64)
- المحتوى
-
الصهيوني ولموازين القوى في الوقت ذاته.
الحائط الحديدي
ولنضرب مثلاً على ذلك بفلاديمير (زئيف) جابوتينسكيء زعيم الحركة الصهيونية التصحيحية
الذي ادركء منذ البداية» ان الصراع بين الصهيونية. كحركة استيطانية مغتصبة والعرب امر حتمي ؛
فلم يختبىء وراء السحابة الكثيفة من الاعتذاريات اليهودية اى التحدث عن اليهودي كعربي او
الحقوق اليهودية الازلية. فقد كان هى نفسه ملحداً علمانياًء يؤمن بالقومية, كقيمة مطلقة؛ كما لم
يختبىء وراء الحجج الليبرالية عن شراء فلسطين: او الحجج الاشتراكية عن رجعية القومية العربية,
وخلافه من الاستراتيجيات الادراكية: وانما اكدء دون مواربة, ان الصهيونية جزء من التشكيل
الاستعماري الغربي الذي لم يكن بمقدوره ان يحقق انتشاره الا بالسلاح؛ ولذلك طالب, منذ البداية,
بتسليح المستوطنين الصهيونيين (تماماً مثلما يتسلح المستوطنون الاوروبيون في كينيا وفي كل مكان)
(") أي طالب بتعديل موازين القوى بطريقة تخدم التحيز الصهيوني. فالعرب - حسيما صرح - لن
يقبلوا بالصهيونية ورؤّيتهاء الا اذا وجدوا انفسهم في مواجهة حائط حديدي (7 0
والنتيجة ذاتها توصل اليها بن غوريون. اذ ان ادراكه للعربى الحقيقي والتزامه في الوقت
ذاته؛ بالرؤية الصهيونية وحقوق اليهودي الخالص جعله يدرك ان لا مناص من فرض هذه الرؤية من
طريق القوة وحد السيف. ولذا لم يبحث الزعيم الصهيوني عن سلام العرب؛ فمثل هذا السلام - على
حد قوله مستحيل؛ كما انه لم يحاول ان يعقد اتفاقية معهم فهذا ولاشك سراب. ان السلام مع
العربء بالنسية الى بن - غوريونء «ان هو الا وسيلة وحسب؛ اما الغاية. فهي الاقامة الكاملة
للصهيونية, لهذاء فقطء نود ان نصل الى اتفاق [مع العرب]. ان الشعب اليهودي لن يوافق» بل لن
يجسر على ان يوافق» على اية اتفاقية لا تخدم هذا الغرض... ولذاء فالاتفاق الشامل امر غير مطروح
الآن» [ فالعرب] لن يستسلموا في ايرتس يسرائيل (ارض - اسرائيل) الا بعد ان يستولي عليهم اليأس
الكامل؛ يأس لا ينجم عن فشلهم في الاضطرابات التي يثيرونها اى التمرد الذي يقومون به وحسب,
وانما ينجم عن نمونا في هذا البلد». ثم استمر يقول: «لا يوجد مثل واحد في التاريخ بأن امة فتحت
بوابات وطنها [للآخرين]... ان تشخيصي للموضوع انه سيتم التوصل الى اتفاق [مع العرب] لانني
اومن بالقوة» قوتنا التي ستنمىء وهي ان حققت هذا النمى فان الاتفاق سيتم ابرامه»(” 0
وماذا عن شاريتء الذي عرف العريى الحقيقي عن قربء وكتب عنه مد افعاً ؟ هنا ؛ ايضاً. سنجد
ان المثل الاعلى الصهيوني الذي تسانده القوة يفرض نفسه عليه ويحدد له المواقع» كما يحدد له طريقة
سلوكه. ولذا صرح قائلاً : «ان معاناة العرب لا تهمناء لاننا سنحقق قوميتنا [قومية اليهودي الخالص]»
ويمكنهم هم ان يحصلوا على بلاد أخرى... نحن نهدف الى انشاء دولة: ولكن يجب الا نستخدم هذه
الكلمة»(١'). وهى ايضاً, يتينى سياسة الحائط الحديديء, شأنه في هذا شآن بن - غوريون
وجابوتينسكي: «لا اعتقد بآننا سنصل الى اتفاق مع العرب حتى تنمو قوتنا. ولكني اعتقد بأنه ستحين
اللحظة حين نصبح اكثر قوة وسنيرم اتفاقاً ثابتاً مع بريطانيا العظمى كقوة مع قوة أخرى . لكن الشرط
الاساسي هو الا ينظر الينا العرب باعتبارنا قوة محتلة وانما باعتبارنا قوة فعلية07١). وهكذا يمكن
القفز من العربي الحقيقي الى العربي الهامشي, ومنه الى العربي الغائب. ويمكن القفز من يهودى
المنفى الى اليهودي الخالص. اي يمكن القفز من الواقع الى المثل الاعلى الصهيوني المتحيز من طريق
العنف والقوة. وكلما زاد العربي حقيقته في الوعي الصهيوني لا بد وان تكون القوة اكثر ضراوة لسد
الهوة بين الحقيقة والمثل الاعلى؛ هذه هى بنية الايديولوجية؛ هذه هي طبيعة الادراك؛ هذه هي موازين
003 شُيُونَ فلسطيزية العدد ١7١-١7١ أيار/حزيران (مايو/يونيو) ١91417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)