شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 65)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 65)
- المحتوى
-
ب العربي الحقيقي في العقل الصهيوني...
القوى؛ وهاكم هي الوسائل.
وقد طرح احد الصهيونيين الذين ادركوا وجود العربي الحقيقي السؤال التالي في احد المؤتمرات
الصهيونية: «هل تريد الحركة الصهيونية الحرب مع العرب املا 0077 . ولعل طرح السوّال على هذا
النحى يلقي كثيراً من الضوء على القضية موضع البحث: فهل المسألة «ارادة» و «رغبة»» ام انها
مسألة بنية فكرية تحوي داخلها الحد الاقصى من العنف ؟ وحينما تأخذ هذه البنية شكلاً مؤسسياً
تسانده القوة؛ فهل يمكن لارادة الافراد آنذاك ان تتحكم فيها ام انها تتخطى تلك الارادة وتصبح لها
دينامية تدوس كل من يقف في طريقها ؟
ويمكن لوايزمان ان يساعدنا في الاجابة عن هذا السؤالء فهى كان يدرك: تماماً. ان الصراع
موضوعي» له بنية مستقلة عن ارادة الافراد» وانه لوتم تعديل الرؤية الصهيونية التي تحاول تغييب
العربي» بحيث يمكن لهذا العربي تحقيق وجوده بشكل ماء ولنقل داخل اطار حكومة ديمقراطية, فان
لمثل هذا الوضع عواقبه الوخيمة؛ اذ انه سيؤدي الى «سيطرةالعرب على الامور». فهذه الحكومة
ستتحكم في الهجسرة والارض والتشريع ويذا سيحقق الصهيونيون السلام - ولكنه «سلام
المقابس»7'). والصهيونيون» شأنهم شأن كل من في موقفهمء كانوا لا يبحثون عن سلام المقابر
لانفسهم وانما للآخرين. ولذا لا بد من اسقاط العربي الحقيقي, واذا فرضت نفسه على وعي
الصهيوزية» فلا بد من تهميشه وتغييبه .وان ن طفا هذا العربي »مرة اخرى, » على سطح الوعيء فان ردة
الفعل لابد وان تكون مزيداً من التطرف في مواجهة الخطر الحقيقي من العربي الحقيقي؛ ولذاء
فالاتفاق الذي يتحدث عنه جابوتينسكي, ثم بن - غوريون وشاريت ووايزمان: مع العربي الحقيقي:
انما هو اتفاق مع طرف آخر تم تغييبه او ترويضه من طريق القوة والحائط الحديدي؛ ولذا فهو يقنع
بالبقاء حسب الشروط التي يفرضها تحيز الآخر وادراكه. وهذه رؤية ولا شك واقعية؛ اذ كيف يمكن
ان نتوقع من العرب ان يرضخوا طواعية لرؤية تلغي وجودهم ؟
الاستجابة العربية
وهذا ما ادركه العرب «المتخلفون» المغييون منذ البداية. قعلى الرغم من كل محاولات الصهيونيين
المعلنة عن الحوار والتفاوض والاخوة العربية اليهودية والاخذ بيد العربء كان العرب يعرفون ان
الصهيونيين قد اتوا تحت راية الاستعمار البريطاني ويمساعدة جيوشه ويوارجه» وان وعد بلفور قد
وعدهم يقلسطين, وانه اشارء يبشكل عايرء الى حقوق «الجماعات غير اليهودية», اي ان الصياغة
اللفظية. ذاتها قد قامت بتهميشهم وتغييبهم على مستوى الملخطط, ولم يبق سوى التنفيك والممارسة.
ولم يكن العرب غافلين عن المقاهيم الصهيونية. مثل العمل العبري, أو عن المؤسسات الصهيونية,
مثل الكيبوتس والهستدروت والهاغاناه. التي تستبعدهم وتستعبدهم وتغيبهم. وفي علاقاتهم اليومية
مع مؤسسات ادارة الانتدابء كانوا يعرفون ان بوابات وطنهم قد فتحت على مصراعيها ليهوب الغرب
ليستوطنوا فيه. كما كانوا يدركون أنه. بغخض النظر عن نوايا يعض الصهيونيين الطيبة تجاه العريي
الحقيقي (مهما خلصت النية) ويغض النظر عن مدى جديتهم في دعاويهم (مهما بلغت درجة الجدية)ء
فان الواقع الذي كان آخذآ في التشكل كان واقعاً صراعياً ؛ فالصهيونيون كانوا يهدفون, دائماء الى
زيادة عدد اليهود في فلسطين والى اقامة كيان اقتصادي اجتماعى (عسكري) منفصلء وفي نهاية
الامر مهيمن.
وقد كتب المؤلف الفلسطيني العربي» نجيب عازوري »والذي كان اول من ادرك حقيقة ما يحدث,
«أن الصراع سيستمر الى ان يسود طرف على الآخن(؟ '). وهذا الرأي ليس رأياً متشائماً ينكر مثاليات
العدد ١7١-17١ أيار/ حزيران (مايو/يونيى) 194177 لَتُوُونُ فلسطيزية 516 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)