شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 68)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 68)
المحتوى
د. عيد الوهاب المسيري
وهؤّلاء الاسرائيليون يشبهون, في كثير من الوجوه. شاريت وبن - غوريون وجابوتينسكي» حيث يترجم
القصور الادراكى
بعد هذا العرض السريع للطيف الادراكي الصهيوني ‏ الاسرائيلي تجاه العرب» وبعد ان عرضنا
لاشكالية العربي الحقيقي واثره في السلوك الصهيونيء قد يكون من المفيد ان نحاول ان نشخص
موطن الخللء او القصور الاساسيء في هذا الادراك؛ وثمة خلل وقصور ولا شكء والا بم نفسر حالة
الصراع الدائمة التي استمرت الى مايزيد على مئة عام؛ والآخذة في التصاعد,ء والتي لا توجد اي
مؤشرات على امكان انفراجهاء الامر الذي يدل على ان التنبؤات الصهيونية والمستندة الى الادراك
الصهيوني اثبتت ان ليس لها علاقة كبيرة بالواقع ؟ وفي محاولة التوصل الى طبيعة هذا الخلل, سنشير
الى مقالة نشرت العام 1577 في مجلة كانت تصدرها جماعة صهيونية «اشتراكية» تسمى «فرقة
العمل». وقد حاول كاتب المقالة ان يعبر عن رؤيته لمستقبل كيبوتس عين حارود الزاهر الذي كان يجرى
تشييده انذاك في مرج ابن عامر (سهل يزراعيل). وقد تخيل كاتب المقالة الكيبوتس بعد مئة عام
وتأمل في ثرائه وانجازاته الثقافية ومنازله التي ستشيد على «الطريقة الشرقية». وحلم المؤلف بأنه
سيشيّد في وسط الكيبوتس تمثال لرجلين: «واحد عربي والآخر يهودي»» جالسين على صخرة ويحملان
راية نقشت عليها ثلاث كلمات: «المساواة: والاخوة, والحرية»(”")
ان الصورة الانسانية المتوهجة التي رسمها المؤلف الصهيوني لكيبوتس المستقبل تتجاهل
حقائق عدة: ‎١‏ 1
- لا ندري كيف صور المؤلف الصهيوني ذلك العربي الجالس الى جوار اليهودي. ولكنناء مع
هذاء يمكننا التخمين. فنحن نعرف ان الصهيونيين كانوا لا يعترفون بالتشكيل القومى العريى»
خاصة داخل فلسطين؛ ولذا فالعربى الجالس هناك على الصخرة كان شخصية مجردة من حقوقها
القومية وتراثها الحضاري: فرد قد تكون له حقوق مدنية وربما بعض الحقوق السياسية على اكثر
تقديرء ولكنه كان عليه أن يتنازل عن كثير من حقوقه. ويقتسمها مع اليهودي الذي اقتسم معه
الصخرة, وكأن لهما الحقوق عينها والشرعية عينها. وهذاء ولاشك, خلل ادراكي . فالعربي عاش الاف
السنين يفلح هذه الارض ولا يعرف له وطناً غيرها ولايمكنه ان يقتسم فلسطين مع الصهيوني الجالس
الى جواره»: قهذا الاخير جسم غريب غرس غرساً في هذه الارض بمساعدة الاستعمار الغربي.
؟ - والصهيوني الجالس على الصخرة الى جوار العربي؛ حتى لو كان من كبار المدافعين عن قيم
الحق والعدالة. مغتصب؛ فوجودبه في فلسطين عدوانء وكييوتس عين حارود اسس على ارض غيب
سكانها. ولذاء فهذا الثوري اليهودي سيؤسس وطنه على ارض غيره. وهذه حقيقة لا تحتاج الى
منظرين يساريين او ثوريين, فهذا ما قاله ملك ايطاليا لهرتسل. واذا كان الصهيونيون لم يروا هذه
الحقيقة البديهية, فان ذلك دليل قاطع ‏ وكأننا نحتاج لمثل هذا الدليل ‏ على مدى خلل ادراكهم
للواقع
لا يمكن تحقيق الحلم الصهيوني الا بتغييب العربيء او تهميشه على الاقل؛ فغياب العربي هو
تحقق الصهيونية, وتحقق الصهيونية هو غياب العربي: وهذا ما عرفه جابوتينسكي: صاحب فكرة
الحائط الحديدي؛ وتبعه, في ذلك؛ تلميذه مناحيم بيغن ومعظم الاسرائيليين. وقد اكد بيغن؛ في خطاب
له لسكان كيبوتس عين حارودء بعد تأسيسه « ونجاحه».: على ضرورة تغييب العربي والتمسك بالزعم
34 شْوُون قلسطنية العدد ‎١7١‏ -١7١ء‏ أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) 11417
تاريخ
مايو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22437 (3 views)