شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 6)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 6)
- المحتوى
-
سب ... «مخصوصية:» الصراع تفرض خصوصية القرار
هو الاكثر أهمية؛ وينبغي علينا ان نملا النصف الفارغ» أو نحاول القيام بذلك» اذا كان ممكناًء حتى
تمتلىء الكاس كلهاء أى معظمها.
وفي محاولة لتهصيف النصف الفارغ وحصر الاضرار التي قد تنجم عن «شرائه»؛ يبدو ان نقطة
الاعتراض الرئيسة وربما كانت الوحيدة, لاشتراك مرشحين عرب في الانتخابات لبلدية القدس هي
الخشية من ان يُفسّر ذلك على انه اعتراف باسرائيل و/ أى اعتراف باجراءات الضم الاسرائيلية
للمدينة. الا ان نظرة أعمق الى هذه الناحية تظهر ان مثل هذه الخشية ليست في مكانهاء بل قد يكون
العكس هو الصحيح.
ففيما يتعلق ب «حدوتة» الاعتراف باسرائيل؛ يبدى ان مثل هذا الادعاء بات في غير مكانه,
وخارجاً عن الموضوع. ولا يشكل مجالاً كبيراً للبحث؛ وان كان الأمر يحتاج الى شيء من التوضيح.
ف «قصة» الاعتراف هذه لم تعدء في حقيقة الأمر اعترافاً من قبل العرب والفلسطينيين باسرائيل»
بقدر ما اصبحت: على عكس ذلكء, مسألة اعتراف أسرائيل بالفلسطينيين ويحقوقهم. ولقد يذل جهد
كبي واحتاج الأمر الى وقت غير قصير لكي تتضح هذه الحقائق؛ وبالتالي لا ينبغي التركيز كثيراً على
هذه الناحية, وان كان التذكير بنزر يسير منها غير ضار. فأيام زمان؛ وعلى وجه التحديد في منتصف
السبعينات, أي قبل نحى عقد من الزمن (كم تبدى بعيدة تلك الأيام ؟): ساد في الساحة الفلسطينية
«حوار» آخرء ضمن مواسم «الحوارات» التي لا تنقطع» دار يومها حول «التسوية» السياسية التي
طرحت بعد حرب تشرين الأول ( اكتوبر ) 1575. وكان ان أفرز ذلك «الحوار»»ءيومهاء على ارضية
افكار «التسوية»؛ هيئة فريدة في نوعهاء أطلقت على نفسها اسم «جبهة القوى الفلسطينية الرافضة
للحلول الاستسلامية» (هل يبدى الاسم ساذجاً ؟ ربما. ولكن هذه هي الحقيقة). ولم يكن لهذه الجبهة
من مهمة تؤديهاء في حينه, الا اتهام كل من يعارضها الرأي بأنه «مستسلم» و «متخاذل» و «منبطح»
ويسعى -يا للهول والخيانة الى الاعتراف باسرائيل (كذا !). وكم ناقشنا يومهاء مع الكثيرين غيرناء
وأوضحنا وشرحناء وقرّينا ويعٌدناء مفسرين وموضحين ومحذرين وتناصحين بأن مسألة سعي اسرائيل
الى الحصول على اعتراف الفلسطينيين بها غير مطروحة, وليست جدية؛ ولا حاجة الى اجهاد النفس
بها. فالنظام الصهيوني غير معني ياعتراف الفلسطينيين بهء ولا يسعى اليه, ولا يريد يدهء نظراً إلى ما
قد يجره ويتطلبه ذلك من اعتراف مقابل بحقوق الفلسطينيين, أى ببعضها. وإلى ان تتغير الأوضاع
هذه. وعندما تتغين لكل حادث حديث. ولكن ذلك الجهد كله كان دون طائل, ولم يؤثر في الجبهة
الراقضة اياهاء ولا في موقف أي من أطرافهاء الى ان راح الزعماء الاسرائيليون؛ واحدأ بعد الآخر,
يقولون ذلك صراحة وعلناً؛ ثم راحت اسرائيل تتخذ من المواقف السياسية والعسكرية العملية, سنة
بعد أخرىء ما يثبت صحة ما ذهبنا اليه بما لا يدع أي مجال للشك. وعندهاء فقط, راحت «تهمة»
الاعتراف تختفي؛ ولا مبرر للعودة اليها.
وفي هذا الصددء لا يقف الأمر عند هذا الحد فقطء بل يتعداه الى أبعد من ذلك؛ أذ لم تعد هتالك
أهمية كبرى لما يمكن ان يُفسّر كأنه اعتراف باسرائيل» بعد ان تبلورء على الصعيد السياسي العام ما
هو أكبر من ذلكء وما لا يمكن فقط ان يُفسر كأنهء بل انه, استعداد للاعتراف باسرائيل. فقرارات
فاسء مثلاًء التي تحظى باجماع عربيء لا يمكن ان تقسّر الا أنها وليس كأنها - استعداد عربي
جماعي للاعتراف باسرائيل» ضمن شروط معينة. كما ان الاعتراف بقرار مجلس الأمن الرقم 557
( والنظام السوريء مشلاًء هو من المعترفين, رسمياً. بهذا القرار) يحمل في ثناياه الاستعداد
للاعتراف ياسرائيل ٠ ولكي لا تذهب بعيداًء نشير الى ان مجرد التحدث عن حل «شامل وعادل
العدى 175 ١7/7 تمون/ آب (يوليى/ اغسطس) ١541/ شُيُون فلسحيزرة ك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)