شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 8)
- المحتوى
-
ب ... مخصوصية» الصراع تفرض خصوصية القرار
ولقد كانت اجراءات الضم الاسرائيلية متسرعة الى درجة كادت اسرائيل تقع معها في ورطة كبيرة.
فقد اتضح. على سبيل المثال» ان تلك الاجراءات تؤدي الى سريان مفعول قانون املاك الغائبين» الذي
كانت اسرائيل استغلته لمصادرة أملاك الوقف الاسلامي» ومن ضمنها حتى المساجد. الواقعة في
المنطقة المحتلة سنة 1544.: على أملاك الوقف في القدس القديمة أيضاًء مما قد يعني مصادرتها.
كذلك اتضح. مثلاً » ان الشركات والتعاونيات المسجلة في القدس كافة, او التي لها فروع هناك» اضافة
الى كل من يتعاطى عملا يتطلب ترخيصاً. كأصحاب الحوانيت اق الصيدليات: وكذلك المحامين
والمهندسين والأطباء والصيادلة وغيرهمء لا يستطيعون مزاولة أعمالهم وفق الأوضاع القانونية
الجديدة. ولذلك أصدر قانون جديد. سنة 19348ء وأدخلت عليه؛ في السنتين التاليتين: تعديلات
عديدة, بهدف أيجاد حلول للمشاكل العملية الملحة؛ المتعلقة بسير الحيؤة اليومية عموماًء دون ان
يسفر ذلك عن تقديم أي «تنازلات» سياسية للسكان العربء أى أي نوع من «الاعتراف» بهم.
وجاءت هذه القوانين الاضافية؛ الصادرة خلال السنوات :1517١ - ١174 والتى عدّلتء أيضاًء
سنة /197. لتدعم الرأي السابق القائل بان ضم مدينة القدس القديمة الى اسرائيل لا يعني تحويل
سكانها الى مواطنين اسرائيليين» يحق لهم الحصول على الجنسية الاسرائيلية »بل أنهم يعتبرون؛ على
الرغم من ذلك, مواطنين اردنيين. فقد حظرت هذه القوانين» مثلاًء على المحاكم الاسرائيلية» سواء
أنظامية كانت أم غير نظامية؛ الالتفات الى الحجة القائلة بأن احد سكان القدس الشرقية هو عدى أو
من رعايا العدى أي الاردن» مما قد يعرضه لفقدان حقوقه, الا اذ دفع بهذه الحجة المستشار القانوني
للحكومة؛ الذي يقوم بدور المدعي العام في اسرائيل» اوتم الدقع بها بموافقة خطية منه. واضافة الى
ذلك؛ وعلى سبيل المثال أيضاًء ويما ان هذالك وظائف عمومية تشترط ان يكون المرشح لها حائزاً على
الجنسية الاسرائيلية» فقد خول القانون رئيس الحكومة صلاحية اصدار أنظمة يعفى بموجبهاء
بالطريقة التي يتم تحديدهاء سكان القدس الشرقية؛ اى بعضهمء الذين قد يتقدمون الى ملء تلك
الوظائف من ضرورة حيازة تلك الجنسية.
ولم يعترف عرب القدس باجراءات الضسم الاسرائيلية لمدينتهم؛ كما ان اسرائيل» بدورهاء لم
تعترف يعدم اعترافهم بذلك. وراح كل من الطرفين يتصرف على هواه. فقد ايدى سكان المدينة عداء
واضحاً تجاه الاحتلال, وأحجمواء عموماً. عن التعاون مع سلطاته, التي لم تعبا بذلك؛ على كل حال
بل مضت قدماً في تنقيذ مخططاتها. فبعد الاعلان عن قرار الضمء سارعت اسرائيل الى حل مجلس
البلدية العربية وأبعدت رئيسها الى الاردن؛ ثم راحت تضع المخططات المختلفة للسيطرة على المدينة
وتهويدها. وفي هذا الاطار صودرت:؛ تدريجياًء المساحات الشاسعة من الأراضى العربية المجاورة
للمدينة, واقيمت الاحياء السكنية اليهودية عليهاء الواحد بعد الآخر, لتتبعهاء فيما بعدء المصانع
والورش ومراكز الخدمات: على اختلاف انواعهاء في مسعى واضح لاحكام الطوق البشريء اليهودي,
على المدينة بأسرهاء من جهاتها كافة؛ ومن ثم نزع طابعها العربيء لجعلها «لائقة» لأن تكون مدينة
«موحدة» عاصمة لاسرائيل.
وقد جويهت الاجراءات الاسرائيلية بشأن ضم القدس القديمة بمعارضة واسعة, ليس عربياً
فقطه بل ودولياً أيضاً. فقد أصدر مجلس الأمنء بالاجماعء القرار تلى الآخر في ادانة الاجراءات
الاسرائيلية وشجبها واعتبارها لاغية كأنها لم تكن. كذلك, أصدرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة
واليونيسكو وغيرها من المنظمات الدولية اى الاقليمية المختلفة» قرارات مماثلة متعاقبة. ولم يقف الأمر
عند هذا الحدء بل انه عندما سنت اسرائيل» سنة ١54 قانوناً جديداً بشأن القدسء فهمء خطاء
العدد 117:5 7/15١ء تمون/ آب (يوليو/ أغسطس) 154177 لشُرون فلطؤية 37 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39483 (2 views)