شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 21)
- المحتوى
-
فيصل حورائي لب
الدول العربية المحافظة لا تريد للاحداث الحساسة التي هيّجت الرأي العام ضد الولايات المتحدة
وبريطانيا وغيرهما من الدول الغربية, ان تدفع هذه الانظمة الى اتخاذ مواقف معادية للغرب
الامبريالي. كما كان واضحاً ايضاًء ان الانظمة المحافظة لا تريد أن يدفعها امتنان الرأي العام لمواقف
الدعم والتأييد التي ابداها الاتحاد السوفياتي وبقية دول المنظومة الاشتراكية ازاء العرب الى التخلي
عن موقفها السلبي تجاه دول هذه المنظومة. وفي صلب ذلكء كانت مسألة وقف ضخ النفط ومسألة
سحب الارصدة هما الاشد حساسية بين المسائل الأخرى كافة.
ومهما يكن من أمرء فان المؤتمر الموعوب عقد في الكويت: في ١ حزيران ( يونيى ) 110117ء وافتتحه
وزير خارجية الكويت بكلمة حلل فيها اهداف العدوان الاسرائيني دون ان يتطرق الى دور بريطانيا
والولايات المتحدة» بل دون أي يجيء الى ذكر اسميهما على أي نحو. وقد افصح الوزير الكويتي عن
الموقف المحافظ ضد المطالب الثورية المتعددة, حين حث على أن «يكون عملنا مدروساً يعالج كافة
الاحتمالات التي قد تأتي بتأثيرات معاكسة لخط سبرنا»(*"). ويافتتاح كهذاء وياشارات كهذدء بدا
واضحاً ان انظمة الدول المحافظة سوف تتمترس عند موقفها الذي لم تكن بياناتها العلنية تجرق على
الافصاح عنهء صراحة: ضد مطالية العراق ومصر وسوريا والجزائر و م.ت.ف. بايقاف ضخ النفط
وسحب الارصدة واتخاذ مواقف حاسمة في مواجهة الدول الغربية المؤيدة للعدوان.
وعلى هامش المؤتمر, وفي آيام الاتصالات من اجل عقدهء كان المتحدثون باسم الانظمة المحافظة
يمهدون للافصاح عن موقفهم الحقيقيء وذلك باكثارهم من التحدث عن الاضرار التي يتعرض لها
العرب حين يوققون الضخ., ثم وهم يعرضون بديلا لذلك وهى استخدام جزء من عائدات بيع النفط
لمساعدة الدول العربية التي تضررت بالعدوان وشراء الاسلحة اللازمة لها وانعاش الاقتصاديات
العربية عموماً(” ؟). وفي المقابل» تمسكت دول الجبهة الاخرى بمطالبها. وفي معرض التحدث عن شراء
السلاحء أبلغ وزير الخارجية الجزائري الى زملائه ان الاتحاد السوفياتي أبلغ الى الرئيس هواري
بومدين؛ عندما زار موسكو مؤخراً تعهده تعويض خسارة الدول العربية عن الاسلحة التي فقدتها في
الحرب(67).
موضوع الارصدة العائدة للدول المنتجة النفطء المودعة في مصارف الدول الغربية؛ أثير هو
الآخر, وطالب عدد من الوزراء؛ واخصهم السوريء بسحب هذه الارصدة؛ غير ان اصحاب الارصدة
رفضوا فكرة سحبهاء وفشل المؤتمر في التوصل الى قرار بهذا الشان9'؟). وأثييت, ايضاًء مسائل
الخلافات الثنائية بين عدد من الدول العربية. وكانت أشدها سخونة مسألة الخلاف بين مصر
والسعوبية بشأن اليمن: كما كانت وساطات عربية نشطت, بعد الحرب» لتسوية هذا الخلاف, الا
انها لم تكن قد توصلت, بعدء الى نتائج ملموسة» ولذا لم يقرر المؤتمر شيئاً بشأنها.
ومع يقاء التياين في وجهات النظر المتعددة حول عدد من المسائل المثارةء لم يصدر وزراء
الخارجية؛ في اجتماعهم في الكويت: أية قرارات. اما في الشأن السياسيء وأخصه ما يدور في الامم
المتحدة, فقد تقرر ان يستأنفوا المداولة حول الحلول المطروحة في الامم المتحدة في نيويورك» حيث
توجُب ان يتوجهواء جميعاً. للاشتراك في المناقشات الجارية هناك. وبغياب أي اتفاق اى قرار تعذر,
أيضأء ان يصدر عن المؤتمربيان مشترك؛ واكتفي ببلاغ صحافي اذاعه وزير خارجية البلد المضيف,
الذي هو رئيس الموّتمر. وقد ايلغ الوزير الكويتي الى الرأي العام ان الوزراء «تدارسوا جواتب
الموضوع واستقر الرأي على استئناف الاجتماع في نيويورك... وان الدول المنتجة للنفط ثابتة على
قرارهاء؟؟).
7" سرون فلسطيزية العدد ١75 0777, تموز/ آب (يوليى/ اغسطس) 194377 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)