شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 59)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 59)
- المحتوى
-
د. أسامة الغزالي حرب
المتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الاحمر وفي القرن الافريقي.
في مقابل هذه الاستراتيجية» فان الاستراتيجية الغربية عموماً. والاميركية على وجه الخصوص»
تهتم بتأمين امدادات الطاقة؛ من ناحية؛ وبالحفاظ على بقاء الاوضاع المواتية لهم واستقرار النظم
الصديقة والحليفة؛ من ناحية اخرى. هذان الخطان يقعان؛ في الواقع» ضمن توجه استراتيجي عام
يضم ليس فقط البحر الاحمر على الخليج العربي» واتماء ايضاًء البحر المتوسط. وخطوط الامدادات
التي تمتد بين الخليج والبحر الاحمر, انما تريط ايضاً؛ بين الخليج والبحر المتوسط!*").
ومن منظور استراتيجي اكثر عمومية» يمكن القولء بناء على ما سيقء أن البحر الاحمر يقع:
بالنسبة الى الاستراتيجية الاميركية. ضمن خط دفاعي يريط اليمن الجنوبي والشمالي بالسعودية
ومصر واسرائيل» ويمكن ان يطلق عليه «منطقة عبور النفط واحتياطيه». ويسبق هذا الخطء خط دقاعي
اولي يشمل الهند وباكستان وافغانستان وايران وتركياء يعتبر بمثابة الجناح الايمن لحلف الاطلنطي؛
واهتزاز هذا الخط يمثل مصدر قلق الولايات المتحدة. اما الخط الدفاعى الثانى» فهو «خط النفط»:
ويشمل دول الخليج والعراق والاردن وسوريا. ويذلك: فان البحر الاحمر (ومنطقة عبور النفط) يشكل
الخط الدفاعي الثالثء الذي يتلوه الخط الدفاعي الرابع والاخير قبل الوصول الى افريقيا السوداء.
ويشمل الصهمال واثيوييا والسودان والسنغالء وهى خط يحتفظ السوفيات بتأثير قوي فيهء نتيجة
تواجدهم في اثيوييا).
في هذا السياق» يأتي التنسيق الاميركي - الاسرائيلي في البحر المتوسطء وهو ما يمكن استنتاج
ابرز ملامحه من بنود مذكرة التفاهم الاستراتيجي بين الولايات المتحدة واسرائيل في ٠١ تشرين الثاني
( نوفمبر ) ١1548ء ومن محاضرة هامة لاريئيل شارون في معهد الدراسات الاستراتيجية الاسرائيلي
نشرت في «معاريف» في ١8 كانون الاول ( د يسمبر ) .194١ وطبقاً للمذكرة المذكورة وشروحهاء فان
اسرائيل قر: يشح نفسها كقوة رداع أمنية, ليس في الشرق الاوسط فقطء بل في افريقياء بشكل اساسي
ايضاً. ووفقاً لهذا التصورء فان الخطر الذي تواجهه اسرائيل في الشرق الاوسط وافريقيا هى «التوسع
السوفياتي... الذي يهدد المنطقة والمصالح الحيوية للعالم الحر... وتقويض الاقتصاد العالمي
والحيلولة دون الوصول الحر الى موارب حيوية». وبذلك» فان المجال الجغرافي للمصالح الاستراتيجية
الاسرائيلية يمتد الى «ما وراء الاقطار العربية في الشرق الاوسط وعلى سواحل البحر المتوسط والبحر
الاحمر, كما ينبغي ان يتسع مجال الاهتمام الاستراتيجي والامن لاسرائيل: بحيث يشملء في
الثماتينات» دولا مثل تركيا وايران وباكستان ومناطق من الخليج الفارسي وافريقياء وبشكل خاص دول
افريقيا الشمالية والوهسطى»!"").
الصراع البحريء كشكل للصراع العربي - الاسرائيلي
سواء أكان البحر موضوعاً للصراع العربي - الاسرائيلي؛ كطريق للمرور او مكمن للثروات: اى
كان ميداناً لهذا الصراع لكسب قوى اقليمية معينة: او في مواجهة قوى عالمية عاتية, فان الشرط الاول
للفاعلية والنجاح في ذلك الصراع؛ هو توافر القدرة العسكرية اللازمة لممارسته؛ وفي مقدمها القوة
العسكرية البحرية. والواقع ان جانياً هاماً في تفسير المواقف المختافة للدول البحرية الكبرى وتشددها
في مطالبهاء انما يرتبط بما تمتلكه هذه الدول (وفي مقدمها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي) من
قوة بحرية هائلة, تتيح لهاء ليس فقط حماية مياهها الاقليمية» وحقوقها كافة في المساحات البحرية
المختلفة التي يسلم بها القانون الدوليء وانماء ايضاًء التوغل في أعالي البحار. وممارسة اعمال
ليك يون فلسطينية العدد ١7 -177: تمون/ آب (يوليو/ اغسطس) /1541 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)