شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 67)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 67)
- المحتوى
-
محمد سليمان
وى «جمعية مار منصور».
كانت ريوع ومداخيل فعاليات هذه الجمعيات تنفق على الخير وتعميم الفائدة. وساعد قيام
الدستور. وما وفره من حريات» على تطوير واقع هذه الجمعيات وتحديد تخصصاتهاء وأفسح في المجال
لقيام علاقات ثقافية واسعة بينها ويين الهيئات ذات الطبيعة المشابهة والاهتمام المشترك؛ وعلى
الأخص مدارس الارساليات الاجنبية: الأمر الذي أعطى هذه الجمعيات دفعات قوة جديدة: فرفدت»
بشكل مشترك معهاء حركة الادب والثقافة في البلاد. وعلى هذا الصعيدء لا يستطيع أحد ان ينكر, كما
يقول المرحوم الاديب اسكندر الخوري البيتجاليء «ان مدارس الارساليات قد اتت بالفائدة الكبري
على الادب العربي... وان الشبيبة المسيحية قد نالتء في العهد العثماني: في هذه المدارسء قسطاً
وافراً من اللغة والأدبء كما حصلت على بعض اللغات الاجنبية...». وإقد احتلت اللغة العربية في
بعض مدارس الارساليات (على الأخص ما كان منها مرتبطاً بمدارس الارساليات في لبنان) مكانة
مرموقة في برامج الدراسة ٠ ومن بين خريجي هذه المد ارسء» برز مثقفون وإدباء احتلوا مكانة خاصة في
نفوس الشبيبة الفلسطينية؛ وشكلوا مدرسة ادبية وسياسية تتلمذ عليها الكثيرون من ابناء البلدء
يضمت كلا من نخلة زريق» يخليل بيدس» وخليل السكاكيني» وعلي جارالله؛ ومحمد جارالله» والحاج
رشيد النشاشيبيء: وسعيد الحسينيء وراغب الحسينيء وكثيرون غيرهم(”)
وتبدى أهمية الدور الثقافي العربي الذي قامت به هذه المدارس أكبر. عندما نعرف هذه المكانة
للأدب والثقافة العربية في برامجها |١ التعليمية ؛ في حين ان اللغة العربية كانت مهملة في برامج التعليم
في المدارس الحكومية العثمانية. حتى ان معلمي هذه المدارس كانوا يعلّمون النحى العربي باللغة
التركية. وعلى هذا الصعيدء كتب يعقوب يهوشع: «حكى لي المرحوم عارف العارف انه عندما كان طالباً
في جامعة استانبول كان ينشر مقالاته في الصحف باللفة التركية لأنه كان يتقنها اكثر من اللغة
العربية. وقد نشي الأكثر من مرة, في الجريدة التركية ' هدف ' التي كانت تسمى قبل ذلك ' فيامه '
ومعناها بالفارسية' خبر ' . وفي احدى المرات اعجب زملاؤه العرب بما نشر فهنأوه؛ ما عدا طالب
الحقوق فهمي العقاد الذي اصبحء بعدكذء وزيراً في احدى الوزارات السورية» وقال له: اني لآسف
جداً بأنك نشرت مقالاتك باللغة التركية في حين كان يجب عليك أن تنشرها باللغة العربية. ومنذ ذلك
اليوم» قال لي المرحوم: بدأت بدرس اللغة العريية باجتهاد»(؟)
ووفق هذه المستجدات؛ اتسعت حركة التداول الادبي بواسطة الجمعيات والمنتديات الادبية,
التي تكاثرت حتى اصبحت موجودة في كل المدن الفلسطينية. وفي المدن التي كانت قائمة فيهاء في عهد
ما قيل اغلان الدستورء أزداد عددها وتنوعها في الاختصاص في هذه المدن . فمثلاء في مدينة القدس
تمكن خليل السكاكينيء في سنة 1504.: من تأسيس فرع لجمعية «الاخاء العربي»؛ وذلك اثر
اجتماع عُقد لهذا الغرض في بيت موبى الخالدي في القدس . وقد أسفر ذلك الاجتماع عن انتخاب
هيئة عاملة لفرع «جمعية الاخاء العربي»؛ تكونت من ١١ شخصاًء ذكر من بينهم حنا العيسى والمعلم
نخلة زريق. وكذلك تأسست في يافاء في سنة 150+ «جمعية رقي الآداب الوطنية». وكما ذكر بيان
تأسيسهاء فان من أهدافها تهذيب الشبيبة وتنويرهم وتثقيفهم بتراثهم وحضارتهم ولغتهم الجميلة.
وقد كانت هذه الجمعية تصدر نشرة بخلاصة اعمالها في نهاية كل سنة(*)
أما الصحافة؛ فقد لعبت دوراً مكملاً للدور الذي بدأت به الجمعيات والأندية في اتجاه خدمة
الثقافة والادب: منطلقة من أن ذلك احدى مهام الصحافة: بالاضافة الى مهمتها الاخبارية الرئيسة,
وذلك لأن الأمة, كما كتب صاحب «الاصمعي»: «... ليست في حاجة لأن يكون جميع افرادها
1 نون فلسطزية العدد ١75 11/5 تموز/ آب (يوليو/ أغسطس) 15419 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)