شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 73)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 73)
- المحتوى
-
محمد سليمان
والمضمون والمخاطبة ودورهاء وعرض اسماء ابرز الروائيين العالميين ومآثرهم في خدمة قضية لغتهم.
وقد ابدى هذا الاهتمام في الرواية وفق ما قدمه في مقدمة الكتابء وذلك لأن «فيها عرض حياة الانسان
في جميع ادواره» في ربيع حياته وخريفهاء في صعوده وهبوطه؛ في آلامه وآماله؛ في سرائه وضرائه» وفقره
وغناهء واهوائه واشواقه وسائر اطواره واحواله.
«والرواية اخذت تتطلب وتتحول الى ان اصبحت موضوع اهتمام السواد الاعظم من كل امة,
ومسير كل قارىء وقارئة على الاطلاق» واصبحت فنا من اجمل فتون الادب» موضوعه الانسان؛ في
حياته الاجتماعية والعمرانية والخلقية.
«وظهر في كل امة جمهور من نوابغ المفكرينء لم يكتبوا الا الروايات التي تناقلتها اللغات» وكان
لها دوي عظيم عقبته انقجارات هائلة في النفوس وأنقلابات خطيرة في احوال الامم...
«وظهر جبابرة الفن امثال كرنيل وراسين وموليير ويلزاك وهوغى وتولستوي وشكسبير وولتر سكوت
وتورغينيف ودستويفسكي وغوته وشيلر وديكنز ومارك توين وأيبسن ودوماس الكبير والصغير وزولا
وشاتو بريان ودوريه وموباسأن وبورجيه وغيرهم وغيرهم...
«الروائي يكتب للعامة: وهم السواد الاعظم من كل امة... والعامة يميلون الى الرواية لأنها
كتابهم ورفيقهم وعشيرهم: وهي اجمل ما يتلهون به في ساعات فراغهمء واقضل ما يرتاحون لمناخاته
في خلوتهم... والروائي أن لم يعاشر العامة ويدرس احوالهم او لم يكن منهم ويعش بينهم اولم تكن
فيه قوة التصور ومهارة التصوير وبراعة الصفء ولم يكن فيه النظرة الادبية الصادقة الى كل حادثء
والارتياح التام بل الكلف التام ببحثه: وان لم يسر بعمله على الدوام الى الامامء الى اعلى درجات
الكمال» ولم يكاشقه الالهام والوحي والنبوة» فليس بروائي. وهو ان لم يقرأ مئات الروايات» ومئات
التواريخ» ولم يطلع على حوادث الكونء ويلج كل مجتمعء ويدرك معنى الحياة واسرارها واسالييهاء
وينتزع غرض روايته من حوادث الحياة وطبيعة الانسان» ويجعلها منطبقة على الحقيقة والواقع؛
فليس بروائي متفنن. .. وهى إن لم يكن نبياًء يرى ببصيرته ما لا يراه غيرهء وان لم يكن شاعراً يحلق
في سماء الخيالء ولم يكن عالماً اجتماعياً يعلم الاحوال ويطلع على كل شأن من الشؤون: فليس بروائي
مافر...
«والرواية الحقيقية: الفنية, هي التي ترمي الى المغازي الحكمية او الاغراض الادبية؛ الى تجميد
الفضاكل او التنديد بالرذائلء الى تهذيب الاخلاق وتنوير العقول وتنقية القلوب واصلاح السيرة؛ وهي
النقية من كل شائبة» الخالية من كل وصمة: التي 5 تبقى اثراً في نفس القارىء. وتحدوه على التأمل»
وتقوده في سبيل الرقي الادبي والحب النقي هذه هي الرواية الحقيقية» الرواية الفنيةء الرواية
1ض( ” ١ 7
ان الاعمال الادبية التي نشرتها «النفائس العصرية» وبضمنها مجموعة «مسارح الاذهان» هي
قصصء او قصص طويلة (روايات)ء ليست «موضوعة» لكنها «معرية» بلغة عربية سليمة؛: بسيطة
وواضحة وتخلو من المصطلحات والكلمات القاموسية ويعيدة كل البعد من العبارات الغامضة. وهي
مصاغة بتركيب وبناء جديدين يتواءمان والبيئة التي يراد لها ان تنشر فيها. ١
وهذا التقييم الايجابي لاعمال بيدس في الظروف التي عاشء يعني أنه كان بنّاء ماهراً استطاع
ان يوظفٍ مكونات البنائية الفنية التي اختارها لخدمة هيكلية جديدة في بيئة جديدة» اي بمعنى انه
كان قادراً على «فلسطتة, الادب الروبي بشكل خاص والادب الاجنبي بشكل عام. ويسيب من
75 اثثون فلسطيزية العدد ١07 -77١ء تمون/ آب (يوليى/ اغسطس ) 1941 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)