شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 80)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 80)
المحتوى
ادب فريشمان وصراع النفس اليهودية
كذلك: فان الرغية في تصوير الحياة العقلية لفرد معين على النحو الممكن من الدقة قد ادى الى استبعاد
الميل نحو تعليم القارىء دروساً اخلاقية.
«ولم يكن هؤلاء الكتّاب مهتمين بالدخول في صراع مع عيوب الحياة اليهودية, ذلك ان كثيراً من
جوائب هذه العيوب كان جرى التعبير عنه في ادب الهسكلاه, فضلاً عن ان كثيراً من هذه الجوانب
كان تم استيعاده وازاحته بتطور الحياة ذاتها.
«ومع ذلكء فانه لا ينبغي ان نفترض انه كان هناك رضا تام بالحياة اليهودية والتركيبة المعقدة
التي خلفتها الازمات بين كتاب الفن القصصي. على العكسء كان هناك اتجاه ملحوظ تحى التمن, على
الحياة اليهودية: وهى اتجاه يبدو اكثر عمقاً لدى هؤلاء الكتاب عما كان عليه عند كتّاب الهسكلاه»()
فريشمانء رسول الفن القصصي الجديد
في اطار الملامح السايقة التي يحددها واكسمان» كسمات اساسية لادب ما يعد مرحلة
الهسكلاه, يظهر ادب دافيد فريشمان (1870 ‎)١1977‏ كأدب طليعي في مجال الالتفات الى ذات
الفرد اليهودي وما تمور به من صراعات واشكال للتمزق والمعاناة الانسانية وهي تواصل مسيرتها على
طريق التحرر والانعتاق من التركة العقلية والنفسية والمعيشيةء التي خلّفتها حياة الغيتى النمطية في
وضعها السابق على مرحلة الهسكلاهء والتي ظلت آثارها باقية ومحفورة في النفس اليهودية: عامة, وفي
نفوس الاجيال الجديدة» خاصة: على الرغم من منجزات الهسكلاه التي كانت تحققتء حتى ذلك
الوقت؛ في مجال دفع الجماهير اليهودية نحى الحياة الواسعة؛ ومباهجهاء وفلسفاتهاء واتجاهاتها
السياسية: والفكرية, الخصبة والمتنوعة.
ولقد يتوجب عليناء هناء ان نثبت ملاحظة حول اقتصارناء في استقاء الرأي والاستشهاد على
كتابات واكسمان. فنحن نفضل الرجوع اليه دون سائر نقاك الادب في مرحلة ما بعد الهسكلاه؛ نتيجة
لتميز كتاباته النقدية بخاصتين: الاولى تتمثل في قدرته على النظرة الشاملة لادب المرحلة الجديدة.
وعدم سقوطه في مصيدة التحيز النقدي التي تميز اعمال غيره من النقادء مثل يوسف كلاوزنر الذي
يركز كتاباته على انتقاء الاعمال الادبية التى تحمل الافكار «القومية الجديدة» في الحياة اليهودية؛
والثانية تتمثل في مقدرته على تقديم التقويم الذي نعتبره اكثر التقويمات صحة حول اهمية الذات
الانسانية الفردية وصراعاتها دون التعامل معها كمجرد اداة من ادوات العمل الصهيوني العام
المندفع صوب غاية عامة دونما التفات كاف لمشاكل الذات الفردية واشكال عنائها. وهى الاتجاه الذي
يميز كتابات معظم النقاد الذين اتيح لنا الاطلاع على اعمالهم.
يقول واكسمان في تقديمه لاعمال فريشمان:
«كان دافيد فريشمان اول من عزف اللحن الجديد في الفن القصصي العبري الحديث... لحن
جمالي ممزوج بالتأكيد على الجانب السيكولوجي وتحليل الحالة العقلية والعاطفية لابطال قصصه
القصيرة.
«ان فريشمان يضع علامة صحيحة في الادب العبري الحديث. ويمكننا القولٍ أن كثيراً من
جوانب التحسن والتطور التي طرأت على هذا الادب نحو خطوط اكثر جمالية يمكن ان تُردَّ الى اعمال
فريشمان وتأثيره في من تلاه من ادباع»( 0
وفي الحقيقة؛ فانه من الصعب على اي ناقد ان يخالف واكسمان في تقويمه لاهمية فريشمان
العدد 1179 ‎١77‏ تموز/ آب (يوليى/ اغسطس ) ‎١5417‏ شون فلسطفية 17
تاريخ
يوليو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39483 (2 views)