شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 81)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 81)
المحتوى
د. ابراهيم البحراوي سب
في تاريخ التطور الجمالي للادب العبري الحديث. فلقد كان نشاط فريشمان الادبي متنوعاً. وشاملاً:
ولقد كتب الشعر وقدم اعمال نقدية لادب الهسكلاه؛ واعطى القصة القصيرة في العبرية شكلها
الجمالي المؤثر. والفعال, في تصوير الشرائح النفسية لابطالها مما كان شائعاً في الادب الرومي» في ذلك
الوقت» عند اقطاب القصة القصيرة؛ من امثال تشيكوف.
ويمكن للقارىء ان يلاحظ في اعمال فريشمان موهبة البيصيرة السيكولوجية النفاذة الى اعماق
بطلهء والتي يلازمها قدر كبير من دقة الملاحظة ورصد خلجات الفرد واشكال معاناته.
ولعل احد الجوائب الجوهرية الذي ينبغي الاشارة اليه. حول دور فريشمان في تاريخ الادب
العبري» هو ذلك الجانب الخاص بتوقيت بداية نشاطه الادبي. فلقد ظهر فريشمان في وقت لم يكن
اثر الرؤية الوعظية التي ميزت ادب الهسكلاه قد شحب في الادب العبري.
لقد جاء فريشمان كررسول وداعية لنمط جديد من الفن القصصي يحتل الفرد فيه الموقع المركزي,
ويلعب فيه الكاتب دور المراقب اكثر من دور المشارك الذي كان يميز ادباء الهسكلاه الوعظيين: والذي
ميزء بعد ذلك ادباء الحركة القومية الذين استخدمواء كذلك؛ النبرة الوعظية عينها في صياغة اعمالهم
الفنية.
ولهذا آثرنا ان نطلق على فريشمان صفة الرسول الداعي الى نمط مغاير لما هو سائد في بيئته من
طرز ادبية» وهى نمط الفن القصصي الذي تحتل فيه الحياة الداخلية للابطال رجالا ونساءء موقعاً
اكثر أهمية عن علاقاتهم الخارجية وييئتهم الظاهرة.
ومما لاشك فيه أن نشأة فريشمان وطبيعة ثقافته كانت ذات اثر حاسم في بلورة اتجاهه الادبي
هذا. فلقد كان واحداً من الكتاب القلائل الذين لم يمروا بمرحلة التعليم الديني اليهودي في اليشيفاه.
فقد كان والده من المستنيرين الذين يفضلون تنشئة ابنائهم تنشئة عصرية؛ وكذلكء: فان نشأته في
مدينة صناعية كبيرةء وهي مدينة لودن. قد طبعت آثارها في عقليته.
لقد نش فريشمان بين طبقة التجار اليهود في هذه المدينة. وهي الطبقة التي تنتمي اليها اسرته
والتي كانت تحررت: بالفعل؛ » من السكنى ضمن اسوار الغيتى الداخلية والخارجية. ولقد تلقى
فريشمان في صباه تعليماً خاصاً في اللغات الاوروبية واتقن الروسية والالمانية . ومع ذلك, فانه لم يفتقر
الى التعليم اليهودي» حيث كان يتلقى» بشكل غير منتظم؛ دروس العهد القديم ودروساً في التلمود؛ على
يد معلم خاص. وقد انجذبت روحه الشاعرة الى لغة العهد القديم واستطاعء من خلال 3-7
الحديثة, ان يطور تلك اللغة القديمة وان يطوعها للتعبير عن متطلبات الحياة العصرية.
وهكذا دخل فريشمان الى مجال الانتاج الادبي مزوباً بالمعارف الحديثة ومحيطاً باتجاهات
الاداب الكلاسيكية والمعاصرةء من ناحية؛ ومرتبطاً بشاعرية العبرية القديمة وما تحمله من تعاليم
واخلاقيات وشرائع» من ناحية اخرى.
تركز انتاج فريشمان؛ على نحو رئيس في فن القصة القصيرة. وتتميز قصصه بالحجم المحدود:
فأطولها لا يزيد على خمس وثلائين صفحة من القطع الصغير. وهيء في معظمهاء تمثل ما يمكن ان
نسميه «اسكتشات» تدور حول حادثة واحدة؛ اى حول لحظات معينة, من حياة البطل. وفي هذه
الاسكتشات يصف فريشمان ويحلل اللحظات التي يختارها من حياة ابطاله تحث ضوء وهاج ينير
ادق الاعتلاجات والتجاويف في نفوس ابطاله.
4 لشؤين فلسطنية العدد ‎.١75 ١7/5‏ تمون/ آب (يوليى/ اغسطس) 19419
تاريخ
يوليو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39483 (2 views)