شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 83)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 83)
- المحتوى
-
د. ابراهيم اليحراوي حت
تعيشان في مدينة جرادى التي يقسمها نهر وارسى الى قسمين؛ يمثل كل منهما عالما مختلفاً عن الآخر.
جرادى القديمة» حيث تعيش اليطلتان: تمثل الغيتى المعزول الذي تنساب تيارات الحياة فيه بطيئة
وكثيبة وخالية من المتع والطموح والمباهج؛ وجرادى الجديدة مقر سكن التبلاء البولنديين, حيث تتميز
الحياة بايقاع يردد اصداء الاغاني والموسيقى والمباهج العصرية.
وتتضح من هذا التقسيم الجغرافي للمدينة رؤية فريشمان للعالم اليهودي المجاورللعالم الواسع
عالمان متجاوران ولكنهما منفصلان. وعيور الذهر صوب العالم الواسع يعتيء بالنسية الى العاينى
الانقصال التام عن عالمه القديم؛ وفوق ذلكء فانه يعني انه قد ارتكب الخطيئة الكبرى التي يستحق
عليها فقد حياته.
وما يحدث لاستير الصغيرة 3 القصة يبدو وكأنه حدث متكرر في حياة فتيات الغيتى وصبياته.
ذلك ان الفتاة تعير القنطرة الفاصلة الى المدينة الجديدة في احد الايام, لتبيع بعض السلع التي
تصنعها أمها في فندق موسى حيث كان النبلاء البولنديون يتجمعون للشرب. وهناك ينفتح لها عالم
جديد. عالم من الغناء والموسيقى. ويالتدريجء: راحت الفتاة, وهي التي تضم بين جوانحها موهية
غنائية وموسيقية, تنجذب الى الحياة الجديدة؛ حتى جاء يوم اختفت فيه من منزل امهاء اختفاء بلا
عودة. وامضت الام اياماً عديدة تبحث عن ابنتهاء حتى ققدت الامل في العثور عليها واستسلمت
لاحزانها.
اما الفتاةء فقد التحقت بدير الراهيات المسيحيات الذي قادها الى مدرسة للموسيقى . ومن هناك
صعدت الى خشبة المسرح, حيث سحرت عشاق غنائها من البولنديين.
ومضت سنواتء تشاغلت الفتاة خلالها بالغناء والاعجاب عن حتينها لامها وعالمها القديم. حتى
يجيء اليوم الذي ترى فيه الام ابنتها تغني, منتهكة حرمة أقدس ايام العالم» ويغلب على الام تدينها
وتمر بها لحظة احتضان عميق لمسؤوليتها كيهودية تقية تكتنفها نوبة سخط هائلة على ابنتها التي
تسعد البوانديين ربغنائهاء وهم الذين قتل احدهم اباها من قبل. وفي لحظة انتصار الموروث الديني»
تستل الام سكيناً وتذبح ابنتها لتنقضي اللحظة كلمح البصر وتأتي اللحظة التالية المشحونة بعواطف
الامومة التي تزلزل نفس الأم وتحملها الى عالم الخبل وفقد العقل لتمثل المأساة الناجمة عن صراع
النفس اليهوبية بين موروثاتها الجامدة وعواطفها الطبيعية واضحة تجاه القارىء.
«صلاة الموتى»: تقدم القضية الثانية نفس خطوط الصراع في القصة السابقة, من خلال تفاصيل
مختلفة. فهي قصة فتاة يهودية اخرى تهجر الغيتى تاركة اباها الارمل وهاربة الى العالم الواسع
لتتزوج «كونت» يملك المدينة التي تق تقيم فيها وانعقد بينه وبينها رباط المحبة خلال زياراته لابيها المرابي
ليقترض منه ما يلزمه من مال.
ويبدى ان شخصية الارملة والارمل في القصة السابقة وقصتنا هذه ترمز عند فريشمان الى شيء
ما؛ عله يكون التشديد على معنى العزلة والكآبة التي يعاني منها ساكن الغيتو اليهودي المتزوج من
شرائعه وحدها,. بعيدا من كل المباهج.
تهجر الفتاة الغيتى اذأ ليس سعياً وراء الموسيقى والغناء ولكن سعياً وراء جوهر الحياة
الانسانية» وهى العشق والمحبة. ورغم اعزاز الاب لابنته واستعداده للتضحية بكل ذهيه وماله من
اجل سعادتهاء الا ان تدينه يغلب عليه عندما تعوب اليه طالبة الصفح ومباركته لزواجها. يطرب الاب
ابنته الوحيدة العزيزة ايتاراً للشرائع وقوانينها الصارمة التي تحرم الزواج المختلط. ولكي يدفن
ىم شرُون فلسطنية العدد 2١177 - ١0/7 تمون/ آب (يوليو/ اغسطس ) 194177 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39483 (2 views)