شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 85)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 85)
المحتوى
د. ابراهيم البحراوي حح
ان احزان الرجل قد انزاحت عن نفسه. اى ان الطمأنينة قد حلت في نفسه بشكل نهائىء لكن المعنى
الذي نتلقاه هى ان الرجل كان عليه ان يجمد عواطفه صباح يوم العيد؛ مراعاة لاحكام الشريعة,
لتتجدد مأساته الداخلية في نقسه مع حلول الليل ويدء التلاوة من جديد.
اللجموعة الثائية
واذا كانت القصص الثلاث التي تمثل المجموعة الاولى تكشف, في وضوح, عن ذلك الصراع
المدمر لنفوس الآباء والامهات, تتيجة لجسارة ابنائهم ويناتهم على اقتحام اسوار الغيتو والنفاذ الى
خارج حدوده الجغرافية» والعقلية؛ فان المجموعة الثانية التي نعرض بعض قصصها في الحيز التالي
تمثل ذلك الصراع الذي ينشا داخل الفرد بين رغباته وشهواته الطبيعية؛ من ناحية؛ وبين مكوناته
العقائدية الموروثة, من ناحية اخرى.
«الرجل وغليونه»: تدور هذه القصة حول صراع يستولي على حاخام فاضل اشتهر في الغيتى
بتقواه بين سائر زملائه من الحاخامات. كان الرجل يحب التدخين. وكانت امتع واخصب لحظات
تفكيره تصفى له وهى يدخن غليونه. غير ان الرجل كان يكف نفسه عن هذه المتعة في الاوقات
المقدسة.
في احد ايام السبت: تتسلط على الرجل شهوته الى التدخين: ويستجيبء بعد مكابدة ومقاومة تجاه
الشهوة الجارفة: فيشعل غليونه ويبدأ في التدخين. غير انه: بعد بضع انفاس من الدخان؛ يتسلط عليه
الندم المخالفة الشريعة. فيسقط في نوية من البكاء المريرء ويعلن اعتكاقه والتزامه الصوم لفترة طويلة,
تكفيراً عن ذنبه. ويعد فترة الندم: يعود الرجلء مرة تلى المرة» إلى زلّة التدخين في الايام المقدسة حتى
يشيع أمره بين سكان الفيتى فيجمدا على نبذه» ثم مارده من حياتهم ومن حيهم.
وكانت لحظة الطرد هي لحظة العتق للرجل من معتقداته الجامدة. ولم يكن انعتاق الرجل معقويٌ
ولا وبسطياً »بل كان في الاتجاه المناقض تماماً . فلقد تحول الى الهرطقة والفلسفات الالحادية: ويتوج
تمربه باررسال أبنه الى المدارس العلمانية ليعتقه, هى الآخرء من الغيتى ومعتقد اته.
«صندوق الحاخام مثير. صاحب المعجزات»: تصور هذه القصة الشكل السايق ذاته من الصراع.
ولكن من خلال اختيارات اشد تصارعاً وتمزيقاً لنفس البطلة . فالصراع هنا بين التقوى ونوازعها وبين
الجوع وقرصه وآلامه. فالبطلة ارملة ضعيفة يتضاءل مصدر دخلها يوماً بعد يوم حتى يتلاشى : وتبد1ا
في معاناة الجوع وآلامه» قبل ان يتصدق عليها احد المحسيئين بما يسد جوعها.
وفي احدى نويات الجوعء الذي تمتد تمتد آلامه اياماً ‎٠»‏ أعجزت المرأة عن مقاومة فكرة لاحت لها لتحل
مشكلة جوعها. فقد فكرت في كسر صندوق النذور الخاص بالحاخام مئي صانع المعجزات: لتسرق
منه يضعة بنسات محدودة تكفي لشراء رغيف من الخيز يقيها اوجاع الجوع.
بعد مقاومة طويلة, تنهار في المرأة تقواها الموروثة؛ فتقدم على كسر الصندوق وتأخذ ما تحتاجه
لشراء الرغيف. وبعد ان تشتري رغيفها وتخلى اليه» تعود التقوى والتعاليم الدينية الى موقع السيطرة
في نقسهاء وتتعرض نفسها لاعصار هائل من الندم وا لاحساس بالخزيء كلما نظرت الى الرغيف. ولم
يكن هناك من مخرج من هذا الصراع الممض سوى ان تسقط المرأة مغشياً عليها دون ان تتذوق طعم
الرغيف الذي اشترته بالبنسات المسروقة.
«حكم الشرعء: تقدم هذه القصة:, الاخيرة, التي نعرض لها خطوط الصراع السابق ذاته
4 وين فلعطزية العدد 177 -107, تموز/ آب (يوليو/ أغسطس) 15417
تاريخ
يوليو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39483 (2 views)