شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 115)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 115)
- المحتوى
-
سيف الدين الدريني ح
وقد شهدت المنطقة, بالفعل, نشاطاً مكثقاً من جانب الدبلوماسية السوفياتية في هذا الاتجاه, حيث أقيمت
علاقات دبلوماسية مع سلطنة عمانء ومع دولة الامارات العربية» وتحسنت العلاقات مع الكويت؛ واليمن
الشماليء والاردن» ويقدر معين مع مصمرء دون أن يكون ذلك مرتبطاً بدور سوفياتي أنشط في مجال النزاع العربي
- الاسرائيلي.
وف الفترة الاخيرة» قام بروتنتس بزيارة بعض الدول العربية؛ وأدلى بتصريحات, كان من أبرزها بالنسبة الى
موضوعناء ان «قيام علاقات دبلوماسية بين جميع الدولء بما في ذلك اسرائيل» يعتبر مسألة طبيعية. فاسرائيل
تعتبر حقيقة معترفاً بها؛ وقد قطعنا العلاقات معها بسبب العدوان المستمر على الدول العربية فقط؛ وإذلك» فان
استئناف العلاقات معها يعتبر امرأ محتملاء اذا غيرت اسرائيل سياستها وأزالت العقبات التى تعترض سبيل
استئناف العلاقات» (معاريف. 59؟ و5؟1/١19417/1).
وجملة هذه المؤثرات في السياسة السوفياتية يمكن ان تشكل مدخلا لاعادة النظر في شبكة العلاقات مع
أسرائيل.
© مما لا شك فيه ان الاتحاد السوفياتي يسعى الى وضع حد للاحتكار الاميركي لمسارات التسوية في
الشرق الاوسط. ولتحقيق هذا الفرض,ء يركز جهوده: حالياً. على احياء فكرة المؤتمر الدولي للسلام؛ بمعنى احياء
الاطار الذي عقد في جنيف العام 1917. وتجدر الملاحظة ان اهتمام موسكو بموضوع المؤتمر الدولي كان
يتناسبء تناسباً طردياً. مع نجاحات» واخفاقات, الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. فالاتحاد السوفياتي كان
يبدي اهتمامه بهذا المؤتمر عندما يبدو أن الولايات المتحدة تتقدم في المنطقة؛ ويضعف هذا الاهتمام: عندما
تفشل وتتعثر جهود ومشاريع التسويات الاميركية.
وتقدر مختلف الجهات الاسرائيلية ان المصلحة السوفياتية للمشاركة في مسار السلام, ويالأاخص من طريق
مؤتمسر دوليء أصبحت احدى المسلمات التي تثبت ذاتها. وقد حظيت هذه التقديرات بأهمية جديدة: عتدما
استغلت الحكومة الاسرائيلية, التى كان يرأسها شمعون ببرسء هذه المصلحة, واشترطت استئناف العلاقات
بين موسكو وتل - ابيب في مقابل اشتراك الاتحاد السوفياتي في مسار السلام في الشرق الاوسط (جيروزاليم
بوست. 151476/4/4).
وترى هذه الجهات انه, في ضوء المعطيات الراهنة. تولدت قناعة سوفياتية على ما يبدى يضرورة أيجاد سيل
للتعامل السياسي والديلوماسي مع اسرائيلء اذا رغبت موسكى في القيام بدور اكثر فعالية واثبات وجودها على
جانبي النزاع العربي الاسرائيلي (يديعوت أحرونوت: 15147/4/5).
ويبدى ان التلميحات السوفياتية الاخيرة تجاه أسرائيل قد جاءت, ايضاًء من هذا المنطلق, لتجسد ان موسكو
لن تكون طرفاً معادياً ومنحازاً ضد اسرائيل في المؤتمر الدولي.
شروط اسرائيلية
ينطلق الموقف الاسرائيلي من الافتراض بأن الاتحاد السوفياتي يجد نفسه وقد أبعد عن دائرة التأثير في
المسارات السياسية في الشرق الأوسء في حين يتسع النفوذ الاميركي في المنطقة؛ على الرغم من العلاقات المميزة
بين الولايات المتحدة واسرائيل» مما يدفع القيادة السوفياتية الى البحث في سبل لتحسين وضعها في المنطقة.
ولاتشكل المساعي السوفياتية لتحسين العلاقات مع اسرائيل هدفا بحد ذاته وانما تأتي في أطار تدعيم مكانة
موسكو في المنطقة؛ وحدوث تغير في العلاقات السوفياتية- الاسرائيلية يعتبر احدى الوسائل الضرورية لتحقيق
مثل هذا الهدف (المصدر نقسه. //1587/48).
بمعنى آخرء يحاول الموقف الاسرائيلي ان يوحي لموسكو بأن تطبيع العلاقات مع اسرائيل سوق يساهم في
زيادة القدرة السوفياتية على التأشير في الاطراف العربية ودعم الموقف السوفياتي التفاوضي حيال مثل
11 اشؤون فأسطزية العدد ١7” -177ء تمون/ آب (يوليى/ اغسطس ) 1941 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)