شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 125)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 125)
المحتوى
راسم المدهون
لا يترك لنا حتى فرصة الفرح باكتشاف السببء أذ هو يقدمه الينا دون لف ولا دوران. انه ببساطة عودة الوفاق
الى الساحة الفلسطينية, وانتفاء ذلك الواقع الذي تخيل الكاتب أنه «الفرصة التاريخية» التى يتكفل دوامها
بتلزيم العمل الوعلني الفلسطيني كله الى تيار سياسي واحد استغل «الزمن العربي الرديء» ليوجه دفة السفينة
باتجاه جملة من التحالفات العربية والتي كان عنوانها «اتفاق عمان». وإذا كان البعض على الساحة الفلسطينية
ذهب الى «اتفاق عمان» وهو يعلم ان تنازلات بانتظاره يقبلها تحت ضغط الحصار العربى» فان جريس. كما قرأناه
في السابقء قد رأى في الاتفاق يومئذٍ مفتاح الخلاص وعنوان التحرك السياسي الناجح والمرن؛ وغير ذلك من
الصفات. لا بل ان الكاتب كان شديد الاغتباط لرحيل «المستيسرين» عن م.ت.ف. وخلاص المنظمة والعمل
الوطني الفلسطيني من تحالفهم الذي لا يجرّ على المنظمة الا الشلل وقصور القدرة على الحركة وعقم المفاهيم
السياسية. وفي سياق مسعاه لتكريس الانقسام وتسييد التفرد في العمل الوطني الفلسطيني عموماً. فان الكاتب
يسهب في تعداد أمراض الواقع الذي نعيش مع حرص شديد على اتهام «الوحدة» بتلك الامراض؛ ونستطيع ان
ندلل على ما نقول في تشخيصه للأزمة في الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين. كتب جريس: «وأوضاع
اتحاد الكتاب لا تتصف يما أشرنا اليه فقطء بل انه علاوة على ذلكء ابتلي بمجموعة من متعاطي ' الحوار'
و ' الوحدة الوطنية ' الذين لم ينفكوا عن يذل مساعيهم الحميدة, حتى خلال فترة الركود الطويلة لاعادة اللحمة
لاتحادهم, الى ان تم لهم ما أرادوا وتمكنوا من عقد مؤتمر ' توحيدي ' للاتحاد مع مطلع هذه السنة. وما ان
أعلن عن موعد عقد المؤتمر حتى دب الحماس والنشاط بين الشباب, كما تدب الذار في الهشيم؛ وبدأت حملة
انتخابات واسعة: رافقتها كافة المظاهر المعروفة من تناحر ومنافسة وها شابهء انتهت على خير. ومع اقتراب موعد
عقد المؤتمرء راحت وفود الاعضاء تصل تباعاً الى مكان انعقاده وكلهم يتأهب لتأدية واجبه؛ كما يفترض بأعضاء
' منتخيين ' حظوا بثقة قواعد ناخبيهم؛ ليكتشفوا هنالك, ان كل الاجراءات قد اتخذت للتخفيف عنهم؛ ؛ بحيث
تم ترتيب كل شيء سلفاً من قبل ممثلي التنظيمات الذين قررواء بناء على ' اسس جبهوية ' واضحة ' تراعي إلا
تراعي (اشطب الزائد) ' الكفاءة' , ماذا يفترض ان يقرر المؤتمر ومن يُنتخب أو لا ينتخب لعضوية هيئاته
الجديدة. ويقول أحد المشاركين في المؤتمر انه حتى حق الكلام هناك كان مقنناً: بينما يضيف آخر أنه لم يُسمح
له حتى بأن يتمتع بالتصفيق» (ص ؟١).‏ ويخلص جريسء من هذا كله الى القول: «ويقيناً انه لم يكن في الامكان
أحسن مما كان. فنظام الوحدة ‏ الكوتاء أي الحصة المحددة سلفاً, لايزال سائداً ومعمولا به. وهى لم يتغير, بل
لا يبدى انه قد يتغير أو يعدل. ويالتاليء يبدو أي حديث أو مسعى الى الاصلاح اى اقرار النظام سوف يبقى يدور
في الدائرة المفرغة القائمة منذ سنين» (ص ؟١١).‏
لا يستطيع أي مكابر ان يدير ظهره لواقع الحال في اتحاد الكتاب والصحافيينء او في غيره من المنظمات
الشعبية الفلسطينية. ولا يستطيع أي متغافل عن الحقيقة الا ان يدرك؛ بيس وبساطة؛ ما يفرضه نظام «الكوتا»
على هذا الاتحاد وغيره من مظاهر الاحباط. ومع هذاء فان من حقنا ان نسأل: هل ظهرت «الكوتاء فجأة في المؤتمر
الاخير للاتحاد ؟ ان التوصيف الذي قدمه جريس لما تم في المؤتمر الاخير للاتحاد يوحي وكأن «الوحدة» هى التى
جاءت بالكوتا وهي كذلك المسؤولة عن التردي الحاصل في الاتحاد. أنه يعزو كل السلبيات الى «اسس جبهوية»
راعاها المؤتمرون اومن ناب عنهم في ترتيب الامو الامر الذي يبدو معه مؤتمر صنعاء والذي لم ينعقد على
أسس جبهوية وكأنه لم يعش أزمة» ولم يخلق اتحاداً مريضاً. . ثم هل انسحب نظام «الكوتا» من مؤتمر صنعاء ؟
ونسمح لتفسناء هناء باستبدال لفظة «الكوتا» بكلمات أخرى, فنسأل: هل غابت القائمة المنتقاة سلفاً
للانتخابات ؟ بمعنى آخر. هل دبت دماء الديمقراطية والمشاركة الفعالة والتساوي بين الاعضاء في الحقوق
والواجبات في مؤتمر صنعاءء حيث غابت «التعددية» و «الاسس الجبهوية» التي يرى فيها الكاتب أصل البلاء ؟
واذا كنا جميعاً نعرف (وهذه حقيقة أدركها الجميع وتجاوزها) أن مؤتمر صنعاء اللاجبهوي لم يفرز الا
نصف اتحاد بنفس مواصقات الاتحاد المعروفة, فان في امكاننا ان نقرر دون ان نتجنى على أحدء ان المقصود
بهذا التوصيف الذي قدمه الكاتب لم يكن سوى المزيد من القاء الاتهامات على كاهل العمل المشترك بين الفصائل
والقوى السياسية على الساحة الفلسطينية. نعم؛ هناك حالة من الاحباط والخمول يعيشها اتحاد الكتاب:
15 شْيُون فلسطنية العدد ‎١77‏ -77١ء‏ تمون/ آب (يوليو/ اغسطس) 194210
تاريخ
يوليو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 4355 (5 views)