شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 127)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 127)
المحتوى
راسم المدهون
للسلام في الشرق الاوسط «صرعة». ليس الا. فجريس ينطلق من تحليله للواقع العربي الراهن الرديء والمتراجع
ليقول بلاجدوى الدعوة الى عقد المؤتمر الدولي. وفي استعراض مسهبء يقدم قراءة معادة ومكرورة للمؤتمرات
واللقاءات الدولية» أو الاقليمية: التي عقدت من أجل حل الصراع العربي ‏ الاسرائييء أو معالجة قضايا جانبية
ذات علاقة بهذا الصراع؛ ليخلص الى أن المؤتمر الدولي ‏ في حال انعقاده ‏ سوف يشكل كارثة؛ لا محالة, على
الشعب الفلسطيني. قد لا نختلف مع جريس في التعامل مع الحقيقة التاريخية المعروفة في ان تلك المؤتمرات
واللقاءات كافة قد أسفرت عن نتائج مأساوية على الشعب الفلسطيني؛ ولكنناء مع ذلك, نختلف معه. بالتأكيد,
في موضوعة محاكمة المستقبل بشروط الماضي التي نعرف. فاذا كانت تلك المؤتمرات مأساوية النتائج, فانهاء
بملاحظة بسيطة؛ انطلقت جميعاً من نقطة مشتركة واحدة: غياب أو. اذا شئنا الدقة, تغييب الطرف الفلسطيني:
ومن ثم عقد الصققة على حسابه. 1
كانت المؤتمرات تعقدء إذأء تحت شعارات الاعداء التي تلبي مصالحهم المباشرة والمستقبلية» وفي ظل غياب
فلسطيني؛ ليس عن هذه المؤتمرات ‏ ومائدتها المستديرة فحسب - بل وكذلك عن الساحة المدلية والدولية؛ وفي
غياب الحليف الفاعل والتأييد الدولي المتزايد النمو والتأثير يوماً بعد يوم؛ بل وأهم من هذا كله غياب اللسان
الفلسطيني القصيح الذي > يملك ان يخاطب العالم يلغة سياسية لا تكتفي بالاستناد الى الحق التاريخي وعدالة
القضية بقدر ما تتسلح ب بمنطقية توجهها على نحو بتيع لها ان تكون لغة مسموعة في اروقة العالم ودهالينة.
واذا كان الصراع ‏ كما نتفق مع الكاتب ‏ عملية محكومة؛ اولاً وقبل أي شيء آخر, بموازين القوى المحلية
والاقليمية والدولية» وان المؤتمرات ان هي الا توثيق قانوني لميزان القوى هذاء الا انناء في الوقت ذاته, نختلف
مع الكاتب اختلافاً استراتيجياً ونقول ان هذا الصراعء برداءة واقعه الراهن, » هو صيرأ ع مفتوح يمكن الفعل فيه
وتحلوير ادواته والنهوض بها الى مشارف أقل سود اوية؛ ان لم نقل أكثر اشراقاً. مع موضوعة المؤتمر الدوليء فاتتا
بالتأكيد أمام نظرتين مختلفتين:
© اعتبار المؤتمر الدولي وصفة ناجزة نحتكم من خلالهاء ويأدوات الراهن الرديء, لنخلص الى وثائق
وأحكام وحلول. ان هذه النظرة تتعامل مع موضوعة المؤتمر الدولي كما تتعامل مع قانون محدد, مثل القرار 45؟
مثلاء فتريسم له حدوداً وتقيم تخوماً هي » اول واخيراً. قراءة سوباء ومتشائمة لما يريده الاعداء, وتسليم بهذه
الارادة. وحين نستعرض تحليل جريس لواقع الساحة الفلسطينية: والعربية» والدولية» نخرج» دون جهد يذكر,
بمحصلة هي: الصفر. صفر على الصعيد الفلسطينيء تقابله أصفار على الصعيدين» العربي والدولي. واذا كان
الكاتب شديد التشاؤم من الواقع الفلسطيني؛ فهى حريص على ان يعكس هذه الاوضاع الفلسطينية, الرديئة
من وجهة نظرهء على وضع الاتحاد السوفياتي الذي نراه أكثر مأساوية من وضع م.ت.ف. على حد تعبير جريس.
© النظرة الثانية, والتي تنطلق من اعتبار الدعوة الى عقد المؤتمر الدولي, هي توجه. اول وقبل كل شيء.
صحيح اننا نريد» في النهاية, عنباً؛ ولكننا كي نحصل على العنب, نتنبه الى ان التوجه هو المهم. هل يتوجه العالم
الى المؤتمر الدولي ام الى المفاوضات المباشرة ؟ هذا سؤال كبيرء ولا يمكن الا ان نأخذه على محمل الجد. قد لا
ينعقد المؤتمر غداً » أ بعد غدء وقد لا ينعقد في السنواتء أى العقد المقبل كله الا انناء مع ذلك نجد ان جهدنا
الفلسطيني والوطني العربيء متضافراً مع جهود كل الاصدقاء والحلفاء. يجب ان ينصب على ترسيخ هذه
الدعوة لعقد المؤتمر الدولي؛ ترسيخها الى الحد الذي تصبح فيه اللغة الوحيدة المقبولة بين الاطراف الدولية عموماً
وبين كل دولتين تلتقيان وتتحاوران وتصدران بياناً مشتركاً عن مباحثات قادتيهما.
المطلوب: بالضبط ودون أوهام» أن يتحدث العالم لغتنا. ان يقتنع هذا العالم بلاجدوى المفاوضات المباشرة,
بل واجحافها في حق الشعب الفلسطينيء وقبل ذلك وآهم منهء بلا فائدة هذه المفاوضات وعجزها عن تحقيق سلام
عادل ودائم في منطقة شديدة الأهمية للسلام والأمن الدوليين.
نذهب الى المؤتمر الدولي ام لا نذهب ؟ هذا سؤال يضعه صبري جريس في ظل بقع السواد المنتشرة على
خارطتنا العربية؛ فماذا يظل اذأ ؟
ك1 دون فلعطزية العدد ‎١7‏ - 10/5. تموز/ آب (يوليو/ اغسطس) /1541
تاريخ
يوليو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7247 (4 views)