شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 130)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 130)
- المحتوى
-
سح ... من أين يجيء النقد ؟ وأين يذهب ؟
وهو ما لا يكفي وما ينيغي بالتالي السعي الى تغييره بالتي هي أحسن ان كان ذلك ممكناً » أو بالتي هي أسوأ إن
كان ذلك ضروريأ» (ص ؟١). ويضيف : قفي حال التعارض بين مصالح ' الممثل ' بأبعادها المهجرية الضيقة,
من جهة؛ ويين المصلحة الوطنية العامة من جهة أخرىء يبدو الخيار واضحاً للغاية . ونحن في نهاية الأمر. لا
نقاتل من أجل عمر» (ص ؟؟).
هل يمكن بعد قراءة هذه الخلاصة أن نفهم أن منظمة التحرير الفلسطينية هي ممثل شرعي وحيد لمصالح
«المهجريين» من ابناء الشعب الفلسطيني ؟ بل هي يمكن أن نضع (كما يفعل جريس) تعارضاً وتناقضاً بين
مصالح هؤلاء «المهجريين» وبين المصلحة الوطنية العامة التي يتحدث عنها ؟
هذه «النكهة» من الاحاديثء تذكرنا ب «نكهة» بعض احاديث من هم في الداخل من هواة اتهام منظمة
التحرير بأتها لا تستطيع ان تفهم؛ مثلهم, مصالح الشعب الفلسطيني في الارض المحتلة. وهم يتميزون عن
صبري جريس بأنهم؛ حقاً لا قولاء مبركين من المهجرية ويقيمون في الارض ال محتلة. واستطراداً في هذا الفهمء
يمكن أن نفهم مقالة الكاتب» خصوصاً وان لغة المقالة, من أولها الى آخرهاء اتسمت بلهجة السخرية مرة,
والشماتة مرات: وفيها كلها كان الكاتب يتحدث عن المقاومة باعتبارها شيئاً لا يمت اليه بصلة القربىء ولو من
بعيد. نقول هذا ونحن تلمس سوء استخدام الرؤية في تسخيف وأقع الحال الفا حليني الى أبعد حدّ. ذلك لا
يتأتى الا بلغة نقدية شديدة, تأخذ في ظاهرها شكل الحرص على تثوير واقع المقاومة» فاذا ما انتظرنا
الاستخلاصات: جاءت هذه الاستخلاصات دعوة الى وراء. مشفوعة ببعض المواعظ الاخلاقية التى لا تفيد ولا
قيمة عملية لها في ثورة تواجه هذا الكم الهائل من الاعداء. والكاتب اذ يحلل موازين القوى الراهنة؛ كأنه يقبّل
اليد التي لا يستطيع ان يعضهاء ثم يعوض عن ذلك بأن يدعى عليها بالكسر (ولكن في سرّه) , كما يفعل بالنسبة
الى السياسة الاميركية» أى المصرية؛ على سبيل المثال. أما الاصدقاءء فهو يجد القدرة على الدعوة الى نفض اليد
من صداقتهم. الكاتب يسخر كثيراً من موضوعة الوحدة الوطنية؛ بل ويعتبر هذه الموضوعة احدى المآسي التي
تمخض عنها المجلس الوطني الفلسطيني في دروته الاخيرة. واذا كنا نريد ان نفهم مقالة صبري جريس الاخيرة,
فان علينا ان نقرأ معها مقالته السابقة «في التقاليد المهجرية: ملهاة ' الوحدة الوجانية ' »*. حينذ اك؛ نفهم حرص
الكاتب على هجاء الوحدة الوطنية. ففي ذال غياب معظم الفصائل الرئيسة عن الدورة السابقة للمجلس الوطني
الفلسطيني: وجدت افكار جريس انتعاشاً ورواجاً؛ وحرص أصحابهاء ومنهم جريس» على «التضال» من أجل
تكريس هذه السياسة المتفردة. كان أصحاب هذا التيار يرون في غياب الفصائل فرصتهم الذهبية لدفع منظمة
التحرير الفلسطينية نحو تحالفات من لون معين واعتقدواء افترة من الوقت؛ وخصوصاً بعد توقيع «اتفاق عمان»,
بأنهم قد وضعوا منظمة التحرير وقيادتها الوطنية على أول سلم التنازلات. ومن هناء كان «اتفاق عمان» (ويالادق
ولوج التسوية من بوابة المشاركة الاردنية) يعتبر في نظرهم منتهى العقلانية وسداد الرأي. وها قد جاءت الرياح
بما لا تشتهى سفن أصحاب هذا التياره فتصاعدت لغة هجاء المرحلة الراهنة. خصوصاً ان هذه اللغة النقدية
العالية» والتي وصلت حد الفجاجة, لم نجد منها متقال ذرة في المقالات السابقة. لماذا هبطت على جريس» فجأة,
هذه اللغة النقدية ؟ وكيف نزلت عليه هذه الرؤية البانورامية لعيوب الثورة ومنظمة التحرير ؟ وهل اكتشفء
فجأة, خراب الادارة وموسمية الكفاح المسلح ؟
لا نعتقد بأن الامور بمثل هذا التبسيط. ان الفكر المقاوم مثله في ذلك مثل الفكر السياسي عموماً بحاجة
دائمة الى تجديد نفسه . ولا نقول جديداًء اذا أكدناء هناء إن العديد من مظاهر الترهل والبيروقراطية يسود
الجسم الفلسطيني المقاومء ولا غنى عن دحر هذه المظاهر واقتلاعها وتسويد حالة من الفعالية في مؤسساتنا
الووطنية وفي اوضاعنا التنظيمية. على ان هذا كله يصبح أداة هدم وتيئيس اذا لم يأخذ في اعتباره الحقائق
الموضوعية التي تحيط بالواقع الوطني الفلسطيني. هل يمكن ان نغفل, للحظة واحدة؛ عن حقيقة كوننا جزءأ لا
يتجزاأ من حركة تحرير عربية تعيش مرحلة بالغة الردة ويسود معظم ساحاتها (ان لم نقل كلها) طاغوت
شْيْينِ فلسطفية . 177-175, ايلول/تشرين الاول ( سبتمبر/ اكتوير ) 19457.
العدد 1079 11/7 تمون/ آب (يوليو/ اغسطس ) 11417 شين فلسطزية شيل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)