شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 5)
- المحتوى
-
أحمد شاهين سس
المقاومة الفلسطيذية الاخرى, على اعتبار انها تشكل اعترافاً فلسطينياً يضم اسرائيل للقدس. لكن
الاسرائيليين» سياسيين ومعلقين صحافيين, نظروا الى المبادرة من منظور مختلف ؛ حيث اثارت مبادرة
سنيوره السؤّال الاسرائيلي» وهى: هل تستطيع اسرائيل ان تكون «دولة اليهود». كما هو مخطط لها في
الادب السياسي الصهيونيء في ظل سيطرتها على اكثر من مليوني عربي فلسطيني؟ بل أن المبادرة
أحيت في الاوساط اليمينية الصهيونية الفكرة القديمة: وهي طرد السكان العرب: حيث عبر عنها اللواء
احتياط رحبعام زثيفي ياحياء شعار «تيادل السكان» . وقد جمد سنيوره مبادرته حتى يستشير, حسب
قوله, خبراء في القانون حول ما اذا كانت مبادرته تعتبر اعترافاً بضم اسرائيل للقدسء من عدمه.
وعند مناقشة مثل هذه المبادرة» يفترض عدم مناقشتها لذاتهاء بل مناقشتها بذاتهاء باعتبارها
نشاطاً سياسياً في ظل وضع تحت الاحتلال؛ اي كمحاولة أولية للتنطح لادراة الصراع مع الاحتلال.
وفي اطار ذلك يبحث في مسألة صوابها من عدمه, اي مناقشة نمط الاداء السياسيء قبل مناقشة الإداء
نفسه؛ وفي ضوء الاهد اف التى يحددها لنفسه مثل هذا النشاط. ١
الشرق الاوسط حالة حصار
مر الصراع العربي الاسرائيلي بطورين نضاليين اتخذا شكلين مختلفين. اتسم الطور الاول
بالرقض لمطلق لمشي الصهيوني وقتاله من قبل الجانب العربي وبالسعي والقتال من اجل انجازه
من قبل الصهيونيين» وانتهى هذا الطور باعلان قيام دولة اسرائيل في العام ,١54/ حيث عجزت
الحكومات العربية آنذاك عن منع ذلك؛ فقبلته كامر واقع (اتفاقيات الهدنة)؛ كما فشلت الحركة
الومطنية الفلسطينية في اقامة كيان خاص بها حتى على جزء من فاسطين (حكومة عموم فلسطين),
ولذلك اسبابه ليس مجال استعراضها هذا في السياق. أما الطور الثانيء فقد اتسم باقرار الامر
الواقعء مع الاحتفاظ بالرفض لدولة اسرائيل» عربياًء مقايل تواصل المساعي الاسرائيلية لتكريس
اعتراف الامر الواقع العربي وتحويله الى اعتراف قانوني - سياسيء: مستخدمة في ذلك الضغط
الدبلوماسي والعسكري الذي تتوج بحرب العام 1577. وفي الشق التالي من هذا الطورء ابدت
الحكومات العربية استعدادها للاعتراف السياسي - القانوني باسرائيل مع المطالبة بحفظ «الكرامة
القومية» لتلك الحكومات (القبول بالقرار 57؟؛ وشعار ازالة آثار العدوان؛ مع لاءات الخرطوم
الثلاث)؛ وفي مقابل التعنت الاسرائييء لم يكن امام الحكومات العربية من مجال الا العودة الى
استخدام القوة, وهذه المرة ليس من اجل منع المشروع الصهيوني من التحققء بل لدفعه الى القبول
يما صارت الحكومات العربية مستعدة لقبوله. وهى الاعتراف بها (دولة اسرائيل)؛ مع حفظ «الكرامة
الوطنية» هذه المرة للحكومات» وذلك باعادة المناطق المحتلة 15717١؛ فكانت حرب العام 1917/7 بمبادرة
عربية لدفع أسرائيل الى تنفيذ القرار 47 ؟ الذي يعني» حسب المنطق العربيء «ازالة آثار العدوان».
لكن ادارة الصراع السياسي مع العدى الصهيوني؛ الذي قادته مصر بعد تلك الحرب, لم يكن في
مستوى الاداء العسكري العربي: فتجمد في حدود اتفاقيات «فك الاشتباك»؛ ولهذا الامر علاقة وثيقة
بانعدام استراتيجية عربية واحدة لادارة الصراع, مما أحلٌ التكتيك المنفرد لكل دولة من دول المواجهة
مع أسرائيل محل مثل هذه الاستراتيجية» وارتقى هذا التكتيك ليصبح استراتيجية لكل قطر من تلك
الاقطار, فحل التنابذ محل التضامن داخل الصف العربي» وربحت اسرائيل» بدعم الولايات المتحدةء
نقاطاً سياسية؛ قللت من قيمة خسارتها في النقاط العسكرية. وكانت ذروة هذا الطور في اتفاق السلام
المصري .. الاسرائيلي» الذي يقول عنه محمد حسنين هيكل ان خطواته الاولى بدأت في اتفاقية الكي
ا
3 شين فلسطؤية العدد ١70 - ١4 آيلول/ تشرين الأول (سبتمبر/ اكتوير) 1541 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)