شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 7)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 7)
المحتوى
أحمد شاهين سح
بوصلة التحرك داخل المناطق المحتلة» الى درجة صار فيها مفكرون اسرائيليون يقارنون بين اسرائيل
وجنوب افريقيا كدولة عنصرية؛ واضطر فيها زعيم حزب العملء شمعون بيرس, الى الاعلان» في المؤتمر
الرابع لحزب العمل موجهاً خطابه الى الفلسطينيين: «اذنا نعترف بكم كشعب . ونحن لا نستطيع فرض
انفسنا عليكم بالقوة» كما انكم لا تستطيعون طردنا بالارهاب». ودعا الى التفاوض حول سبل حل هذه
المشكلة القائمة؛ ولا يقلل من ذلك دعوة الاطراف اليمينية الاسرائيلية الى طرب القلسطينيين: وهو ما
يعنيء ايضاًء وجود مشكلة استمرار الاحتلال. لكن سكان المناطق المحتلة؛ ومعظم زعمائها؛ اكدواء في
جميع نشاطاتهم وتصريحاتهم؛ انهم جزء من الشعب الفلسطينيء وان منظمة التحرير الفلسطينية
ممظهم الشرعي والوحيد» ومن يريد التفاوض معهم عليه الاتصال بهذا الممثل والتفاوض معه. ومكس
هذا الموقف درجة تعلور الوعي الوماني الفلسطيني الذي يعنيء من بين ما يعنيه؛ عدم امكان التوصل
الى تسوية ما لم يكن في صلبها ارضاء الحاجة الى «وطن» على الاقل؛ ان لم يكن اقامة «دولة
الفلسطينيين» على نسق «دولة اليهود».
وهذا يعني, مرة اخرى, تغيير خارطة الشرق الاوسط؛ وهو ما يقتضيء ايضاًء درجة من التوازن
الاقليمي في المنطقة ؛ كما يعني مستوى معيناً من التوازن الدولي بين العملاقين؛ فخرائط العالم لا تتغير
بناء على رغية الاطراف الصغيرة فقط. ووصل الحال الى وضع لا التسوية فيه ممكنة؛ ولا الحل مقبول؛
فالتسوية (السلام مع الدول العربية) غير ممكنة لعدم امكان تجاوز الفلسطينيين؛ والحل (اقامة دولة
فلسطينية) غير مقبول لأن اسرائيل تعتيره البداية لتدميرها. وفي هذا الوضعء صارت الجهات
الاقليمية المعنية بادراة الصراع وادواتها (الدبلوماسية والحعسكرية) عاجزة عن حلحلته في هذا
الاتجاه؛ او ذاك. وهذا ما يلخصه قبول الاطراف كافة بالمؤتمر الدولي للسلام في الشرق الاوسط؛
بمعنى ان الاطراف الاقليمية بدأت تبحث مع القوى الدولية العظمى في سبل «فرض» تسوية: أوحل,
على الاطراف الاقليمية؛ مع تشدد هذه الاطراف في أن تكون النتيجة اقرب الى رغبتها؛ اي انها صارت
مستعدة لقبول «حل مفروض» يسمح لها بتبرير تنازلاتها الايديولوجية» وهو ما يزيد في عمق المأزق
القائم؛ ويوضح حالة الحصار التي تعانيها الأطراف كافة؛ التي أدارت الصراع في المنطقة, حتى الآن.
عنصر مساعد للعادلة صعبة
في الكيمياء يصعب اعادة تحليل بعض العناصرء او تركيبهاء مما يدفع الكيميائيين الى البحث
عن عنصر مساعد يتولى دور تسهيل تحليل العناصرء اى تركيبها. وقد ينتهي دور العنصر المساعد دون
ان يدخل في تركيب المعادلة الجديدة: اوقد ينتهي الى صوغ معادلة جديدة: هو في صلبها.
هل معادلة الصراع في الشرق الاوسط من الصعوية بمكان مما يجعلها بحاجة الى عنصر مساعد؟
وما هى العنصر المساعد؟
يتضح لنا من سياق الفقرة السابقة أن «الحل» العربي للمسألة الفلسطينية لم يحقق اي نجاح,
سواء حين كانت الحكومات العربية ترفع شعار «الحرب من اجل التحرير»» حيث انتهت تلك المرحلة
بالهزائم العربية المعروفة, أوحين رفعت شعار «السلام العادل والشامل والدائم» والذي يعتير السلام
[لصريا - الاسرائيلي نموذجه؛ وفي هذا النموذح تم التخيء عملياً عن المسألة الفاسطينية: حتى في
الحد الادنى الذي أقر في اتفاقيتي كامب ديفيد (الحكم الذاتي)؛ ولم تكن, بالمقابل» مجبهة الصمون
والتصدي» التي قادها المعسكر المعادي لكامب ديفيد اقضل حالاً؛ فخارج الخطابة اللفظية. انتهى
حال تلك الجبهة الى خلاف مرير بين عنصريها الاساسيين؛ سوريا وم.ت.ف. ويعود السيب في
3 مون فلسطازية العدد ‎١75‏ 2016 أيلول/ تشرين الأول (سبتمير/ اكتوير) 13/417
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39483 (2 views)