شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 8)
- المحتوى
-
0ك المشروع الفلسطيني هجومي لا يحتمل الثبات
فشل الحل العربي للمسالة الفلسطينية, بشقيه العسكري والدبلوماسيء الى طبيعة الوضع العربي
عموماًء والذي لا نجانب الصواب ان قلنا ان القضية الفلسطينية لم تكن قضيته المركزية, ولا القضية
الاولى في جدول اهتماماته. حتى بالنسبة الى القوميين العرب. فقد كانت الوحدة العربية هي القضية
المركزية بالنسبة الى دعاة القومية, ويضياع حظ انجاز مثل هذه الوحدة حلت الهموم القطرية محلها
(التنمية)؛ حيث يأتي «التحرير» محصلة في الحالتينء حسب منطوق تلك الجهات القومية (الوحدة,
مرحلة شعار الحربء التوازن الاستراتيجيء مرحلة السلام).
اما بالنسبة الى اسرائيلء فقد تمكنت» منذ العام ١1554 من جعل القضية الفلسطينية قضية
العرب (مشكلة اللاجئين)» ولم يكن لديها ما يسمى «مشكلة فلسطينية». لكن الاحتلال الاسرائيلي لما
تبقى من فلسطين في العام 15717 وعدم فراغ تلك المذاطق من سكانهاء ومأ استتبع ذلك من تصارع
لاحقاً. خلق لاسرائيل «مشكلة فلسطينية», اعتبرت اسرائيل في الفترات الاولى ان مسؤولية نشويّها
تعوب الى م.ت.ف. والاقطار العربية التي تدعمها » فحاولت حلها بالحرب على م.ت.ف. حيناً: ويدقع
العرب الى شن الحرب على م تاف حيناً آخر؛ وكان ذروة هذا الصراع ابعاد م.ت.ف. عن دول الطوق
المحيطة باسرائيلء تباعاً منذ العام :191!١ ويلغت ذروتها في العامين 1147 و1987 بأيد اسرائيلية,
وعربية:» على التوالي. وقد علق بعض الاسرائيليين على غزو اسرائيل للبنان في العام ١11485 بالقول انه
لحل مشكلة اسرائيل في الضفة الغربية. لكن تلك المشكلة لم تحلء وبدأت تتفاقم الى درجة صار يمكن
القول معهاء كما اسلفنا في بداية المقالة» بوجود «مشكلة فلسطينية» في اسرائيل. لكن هذه المشكلة لم
تصلء بعدء درجة ما يسمى في الصراع السياسي «المأزق»؛ بمعنى ان تصبح «مشكلة اسرائيلية»,
حيث ما زالت «مشكلة فلسطينية» يجتهد حول حلها اسرائيليون.
كيف يمكن أن تصبح القضية الفلسطينية «مشكلة اسرائيلية» ؟
لكل احتلال كلفته. وسلطات الاحتلال لا تأبه بالمحتلة اراضيه؛ طال ما ان كلفة الاحتلال أقل من
مربوبه؛ ولكلفة الاحتلال نظام احتسابء ولمردوده نظام احتساب آخر. ويبدى ان استثمار اسرائيل
للمناطق المحتلة قد اقترب من نهاياته. والنهايات. حسب هذا المنطق» تعني بلوغ الاستثمار الاحتلالي
مرحلة ما قبل استفزاز الذين يقع عليهم الاحتلال, بمعنى ما قبل وضعهم في مواجهة الحالة التي لم
يعد لديهم فيها ما يخسرونه سوى حياتهم.
والمستجدات الاخيرة في المناطق المحتلة تفيد بأن وضع السكان في تلك المناطق قد بدأ يصل هذه
المرحلة, مما دفع اسرائيل الى القبول, ضمناًء بخطة التنمية الاردنية لتلك المناطق» والقبول بتقديم
مساعدات مباشرة من دول اورويا الغربية والولايات المتحدة الاميركية؛ وذلك تحت شعار «تحسين
الاحوال المعيشية للسكان» الذي رفعته اسرائيل. والغاية من كل ذلك هي العمل على ان يكون لدى
القلسطيني ما يخسره غير حياته, علّه يستكين للأمر الواقع, او يقبل بالخيارات التي تعرضها عليه
سلطات الاحتلال. كما ان تنفيذ خطط اسرائيل لاستيطان تلك المناطق لم يعد يستجيب للمخططات
الموضوعة في هذا الشأن؛ فيريقه الايد يولوجي » الذي صار يمثله كهانا وغوش ايموزيمء بدأ يثير حفيظة
الاسرائيليين انفسهم: كما صار مجالاً للنصابين بكل اشكالهمء السياسيين والتجار؛ اما المناطق
المحتلة تلك. كسوق للانتاج الاسرائيليء فقد اتخمت؛ كما أنهاء على صعيد العمالة الرخيصة: صارت
تشكل عبئاً على اسرائيل. يقابل ذلك تطور مستوى الوعي الوطني الفلسطينيء حيث يدلل على ذلك
فشل جميع المحاولات: الاسرائيلية والاردنية» في خلق قيادة فلسطينية موالية لأي منهماء أو كليهما؛
ووجود شخصيات فلسطينية موالية للاردنء او مهادنة لاسرائيلء لا يلغي هذه الحقيقة (يفيد
العدد :١76 - ١7/4 أيلول / تشري بين الأول (سبتمبر/ اكتوير ) 15/17 هُوُون فلعطؤية 17 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39483 (2 views)