شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 24)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 24)
- المحتوى
-
ل عملية «الاحتواء السياسي» الاسرائيلية...
المستندة الى نظرية الابارتهيد [العزل العنصري]...(١1)
على هذا الاساسء شرعت سلطات الحكم الاسرائيلي العسكري في دعم عدد من الاقراد
المناوئين لمنظمة التحرير الفلسطينية (وبالتالي للمجالس البلدية) في الضفة الغربية وقطاع غزة,
وتشجيعهم على بلورة اطار خاص بهم وتأليف لجان اسرائيلية لاجراء اتصالات حثيثة
بشخصيات من الارض المحتلة بغية اقناعهم بقبول مشروع الحكم الاداري الذاتي ٠ ودراسة
امكان تطبيق المشروعء وتنظيم اتصالات سياسية لها مع عدد من المسؤولين الاميركيين الذين
زاروا المنطقة؛ وتعيين عدد من العرب في مراكن ادارية عالية, وتشجيع بعض العرب المستعدين
للتجاوب مع مشروع الحكم الذاتي على انشاء مؤسسات اجتماعية لهم؛ مثل رايطة قرى الخليلء
والمركز الاجتماعي في نابلسء لمنافسة البلديات في تقديم خدمات الى المواطنين7!'). ومن بين هذه
الاجراءات, سوف نركز على أنشاء «روابط القرى»(4). وذلك لانها من اهم الاساليب التي
اتبعتها سلطات الاحتلال في سياستها الاحتوائية في هذه المرحلة. حيث ان الهدف من انشائها
لا يعدى ان يكون ضرب نفوذ المجالس البلدية؛ «وتدعيم وتقوية الادارة المحلية التي تؤمن باتباع
اسلوب آخر, يختلف عن اسلوب بم.ت.ف. وبذلك يمكن اعتبارها جزءاً من الادارة التي ستجلس
[مع اسرائيل لمناقشة]... مشروع الحكم الذاتي»!05.
تعتبر فكرة انشاء روابط القرىء من الناحية التاريخية, المحاولة الثانية التي تقوم بها الحركة
الصهيونية لخلق المؤيدين لها بين الفلاحين الفلسطينيين, وبالتالي ضرب المعارضة الفلسطينية لها.
وتعوب المحاولة الاولى الى العام :١975 عندما شجعت تأسيس حزب الزراع: وفطت نفقاته: مستغلة
في ذلك حالة الاستياء التي وجدت بين مشايخ العائلات الريقية والنخبة الحضرية؛ على اثر فقدان
مشايخ العائلات مكانتهم الاجتماعية؛ لصالح النخبة الحضرية؛ بعد صدور قوانين الارض العثمانية
في النصف الثاني من القدن التاسع عشر. وكان هدفهاء من وراء ذلك» تقوية المعارضة (العربية) للجنة
التنفيذية العربية (انبثقت عن المؤتمر القومي العربي الاول) بزعامة الحاج امين الحسيني. واشتملت
برامج الجمعيات القروية؛ والتي تكونت في كل من الناصرة, ونابلسء وجنينء والخليل» والتي شكلت
عماد حزب الزراع, على المطالبة بالمساواة بين الفلاحين (الريفيخ) والحضريينء وعلى الرغبة في التعامل
مع حكومة الانتداب البريطاني, وعلى تحسين احوال الريفيين!”'). وعلى الرغم من ان الحزب لم يعمّر
طويلاً, لانكشاف مراميه واهدافه؛ الا ان بذون الشك التي زرعها بين القروي والمديني» ظلت؛ فيما
يبدى. قابلة للاثارة, ولأمكان الاستفادة من تجاريها في تمزيق وحدة الصف الوطني الفلسطيني(!).
اما المحاولة المعاصرة, فترجع بداية التفكير بها الى العام .١9175 فقد أدى ضعف التنسيق في
الحركة الوطنية الفلسطينية منذ ذلك الحين الى حدوث تمييز نظامي من قبل المؤسسات البلدية (التي
اختصت بأموال الدعم والصموب) تجاه القرى فيما يختص بمشاريع التنمية والخدمات9'"). وإلى تلك
الفترة والتي تزامنت مع وصول القيادات الوطنية الى المؤسسات البلدية» يرجع بدء التفكير الجدي
لسلطات الحكم العسكري الاسرائيلي في خلق قيادة بديلة في المناطق المحتلة لمنظمة التحرير
الفلسطينية. وها ان جاءت فكرة انشاء الروابط القروية على لسان يغئال كرمان (حاكم عسكري الخليل
من 197 -13171), في حفل عشاء اقيم في بيت الشيخ محمد الجعبريء حتى التقطها مناحيم
ميلسون (مهندس الادارة المدنية, والذي عمل مساعداً للحاكم العسكري للشؤون العربية منذ العام
كلاول)ء »واعجب بها »ويد في دراستها بهدوء وروية. ولكنه لم يبدأ في تنفيذهاء فعلياً الا بعد التوقيع
على اتفاقيتي ي كامب ديفيد . ويحتى ذلك الحينء تمخضت الجهود التي بذلها كل من ميلسون
العدد .١175- ١7/4 أيلول/تشرين الأول (سيتمبر/ اكتوير) 15/17 لشُيُون فلسطينية ار - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)