شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 37)
- المحتوى
-
بوسقف حدّاد
وفي مذكرة الجمعية الاسلامية المسيحية العام 1514 الى الحاكم العسكري البريطاني؛ ورد
المطلب ذاته. فقد ورد فيها: «... نطلب عدم فصل فلسطين عن سوريا بحال من الاحوال؛ ونطلب,
ايضاً ان تقوم الدولة المنتدبة في سوريا وفلسطين بالمساعدة فعلاًء فترفض السماح بصيرورة فلسطين
وطناً قومياً لليهود»(").
وعندما أصدر صك الانتداب البريطاني على فلسطين, متضمناً الالتزام يوعد بافور. احتجت
الجمعيات الاسلامية المسيحية على هذا الصك ورفضت سلخ فلسطين عن بقية سوريا. وجاء في
الاحتجاج: «نحن اعضاء الجمعيات الاسلامية المسيحية الممثلة عموم عرب فلسطين, نحتج على
القرار الصادر عن مؤتمركم بخصوص مستقبل فلسطينء ونرفضه رفضاً باتاً. لما فيه من الاجحاف
بحقوقنا المقدسة. ونعلن اننا لا نتخلى عن مطالبنا المنحصرة في استقلال سوريا المتحدة, من طورس
الى رفح؛ ونرفض الهجرة الصهيونية» رفضاً باتاء وعدم فصل فلسطين عن سوريا....(0.
أما خارج فلسطين, فقد عقد؛ خلال الاسبوع الاول من شهر تموز ( يوليو) 21514 المؤتمر
السوري العام» وكان يضم مندوبين عن المناطق السورية الثلاث. الجنوبية والشرقية والغربية؛ وقدم
قراراته الى لجنة كنغ كرين» التي جاء في البند السابع منها ما نصه: «اننا ترفض مطلب الصهيونيين
بجعل القسم الجنوبي من البلاد السورية, أي فلسطينء وطناً قومياً [لليهود]...». وفي البند الثامن:
«اثنا نطلب عدم فصل القسم الجنوبي من سورياء المعروف بفلسطين. والمنطقة الساحلية التي من
جملتها لبنان» عن القطر السوريء وتطلب ان تكون وحدة البلاد مصونة؛ لا تقبل التجزئة بأي حال
كان»7,
لقد كان الباعث على هذا التمهيد التأكيد «ان تحديد فلسطينء على النحو الحالي» لم يستعمل الا
بعد الحرب العالمية الاولى وتخطيط المنطقة لتتفق مع صك الانتداب والسياسات التي كانت توافق
عليها عصبة الامم, بعد ان تكون الدول الكبرى قد اقرتها فيما بينها » تبعاً لمصالحها وسياساتهاء(8)
فسياسات ومصالح الدول الامبريالية الغربية: بعد قيام الثورة الصناعية وحاجات هذه الدول
الى الخامات والاسواق الاستهلاكية؛ دفعتها الى التسابق الاستعماري. ومن هناء «اصبحت الدول
الغربية» وخاصة بريطانيا وفرنساء في امس الحاجة الى انظمة حكم موالية لها في الدول الواقعة تحت
نفوذهاء ليس فقط لمجرب حماية مصالح الدول الامبريالية وانما للقيام بدور الحارس الامين لهذه
المصالح, اذا ما تعرضت للخطر في مناطق اخرى مجاورة. ولذاء فان وجود دولة يهودية يخدم:
بالتأكيدء مصالح الدول الكبرى ذات السيطرة والنفوذ على فلسطين, ليس داخل حدودبها فحسب»
وانما في منطقة الشرق العربي كله(").
نخلص من هذا الى القول ان فكرة اقامة كيان يهودي في فلسطين هيء في الاصلء اوروبية المنشا
والاعداد والتخطيط والتنفيذ ؛ وهي سابقة للافكار الصهيونية الحديثة التي تبلورت في النصف الثاني
من القرن الماضي. فالزحام الامبريالي الغربي هو البداية لغرس الكيان وليس الحركة الصهيونية كما
يزعم. وما هذه الحركة الا الابن الشرعي للامبريالية الغربية.
التصهين الغربي أسبق
اطلع الغرب الاوروبي على منطقة الشرق الاوسط وتعرف الى اهميتها منذ الحروب الصليبية.
وازداد اهتمامه بهذه المنطقة أيام الحكم العثماني؛ بعد حصوله على امتيازات تجارية» وغير
امن شقن فلسطزية العدد 17 ١176 أيلول/ تشرين الأول (سبتمبر/ اكتوير) 15417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)