شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 39)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 39)
المحتوى
توسق حدّان سم
حول امكان قيام دولة يهودية في فلسطين بجهد بريطاني وللصالح بريطانية0”')» غير ان الطموح
البريطاني لم يكتب له النجاح آنذاك؛ بسبب معارضة فرنسا الشديدة للموضوع . لكن تطلعات
بالمرستن بقيت قاعدة أساسية ثابتة في مستقبل توجهات القادة البريطانيين من بعده.
ولدى شروع المهندس الفرنسي » فرديناند دليسبس؛ بشق قناة السويس سنة 8584١ء‏ تجددت
مخاوف بريطانيا من تغلغل النفوذ القرنسى في مصر, الامر الذي حملهاء في النهاية» على احتلال مصر
في العام ‎.١16/85‏ وبذلك «انتقل المركز الرئيسي لمصالح الاستعمار البريطانية في الشرق الادنى من
القسطنطينية الى القاهرة»1).
بعد احتلال مصرء مضت بريطانيا قدماً في ما ارساه بالمرستن من توجهات. وفي هذا الصدد: دعا
رئيس وزراء بريطانيا , لورائس اليفانت» الى الاسراع بتحقيق الاستيطان اليهودي في فلسطين؛ لأن في
ذلك مناقع جمة لبريطانيا("١)‏ . حسمب حاييم وايزمان» فانه «لو لم تكن الحركة الصهيونية موجودة»
لكانت بريطانيا سوف تخلقها لآم لها مصلحة بوجودها». ف «الاستعمار البريطاني حلم ان يكون
الوطن القومي اليهودي منطقة مستقرة موالية للاستعمار في وسط بحر عربي هائج»(4").
ومن العوامل التي ساعدت, ايضاً, » على مؤازرة التوجه السياسي الغربي, العامل الديني.
ف «منذ عهد كرومويل فصاعداً ‎٠‏ اصبح كل حادث آت لامتمام بريطانيا بفلسطلين يعتمد على التوامين
التاليين: «باعث الريح والكسبء سواء كان الريح تجارياً أم عسكرياً أم امبريالياًء والباعث الديني
المتوارث عن الكتاب المقدس. وفي غياب هذين الباعثين لم يحدث شيءء كما كانت الحال في القرن
الثامن عشر. حيث يتميز المناخ الديني بالبرودة»(:”
وبذلك نجد ان العامل الديني عزز الدعوة الصهيونية بين انجيليي بريطانيا يسبب انتشار
الاعتقاد المغلوط بمقولة «الشعب المختار» واسطورة «ارض الميعاد» وارتباط مجيء المسيح بعودة
اليهود الى فلسطين. ولقد راجت هذه الخرافات على يد «البيورتانيين» بشكل حاد في عهد كرومويل: كما
ت الجمعيات التبشيرية الانجيلية في نشرهاء منذ مطلع القرن التاسع عشر. وكان اشهرها «جمعية
را (؟١18١)؛ى‏ «جمعية فلسطين» ‎»)١18١5(‏ و «جمعية لندن للتبشير بالمسيحية بين اليهود»
‎.)١1855(‏ «وقد تحدث افرادها عن واجب بريطانيا الخاص بهذا الأمرء وحاولوا تفسير الحروب
الصليبية كمقدمة لهذه المهمة. وبلغ الهوس ببعضهم حد الزعم ان الشعب البريطاني من سلالة
الاسباط اليهودية الضائعة في التاريخ. وكانت المدارس تعنى بالتاريخ العبري عناية خاصة: حتى قال
لويد جورج:في تعقيب له على محاضرة؛ في ايار ( مايى) 1575: « لقد علمت تاريخ اليهود اكثر بكثير
من تاريخ بلادي. يمكنني أن اسمّي كل ملوك اليهود» ولكنني اشك اذا كنت استطيع ان اسمي نصف
دزينة من ملوك انجلتراء[1").
انه لمن الثابت ان الصهيونية الهرتسلية وجدت مناخاً سياسياً مناسباً. منبعثاً من المصالح
الامبريالية الغربية» ومناخاً دينياً قائماً على التفسير الحرفي الجامد للتوراة في الاوساط المسيحية,
خاصة البيورتانيين في انكلترا؛ وقد اكد ذلك اكثر من كاتب يهودي. فالمؤرخ اليهودي ليوسيان وولف
يذكر في كتابه «ملاحظات حول التاريخ الدبلوماسي للمسألة اليهودية» ما مقاده «ان معظم الدعاة
الصهيونيين البارزين حتى زمن هرتسلء كانوا من المسيحيين وليسوا من اليهود»(").
ويؤكد هذه الحقيقة فرانس كوبلر الصهيوني: بقوله: «يصبح النظر الى انشاء دولة اسرائيل بانه
اعظم المنجزات الجماعية للشعب اليهودي في تاريخ الدياسبوراء غير انه يوجد عنصر غير يهودي
78> شْيُون فلسطيزية العدد ‎١‏ 175, أيلول /تشرين الأول (سبتمبر/ اكتوير) 1541
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36100 (2 views)